الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عصام زكريا يواصل نشر رسائل رئيس تحرير «أخبار الأدب» السابق إلى قيادات الإخوان

عصام زكريا يواصل
عصام زكريا يواصل نشر رسائل رئيس تحرير «أخبار الأدب» السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى رسائل رئيس تحرير «أخبار الأدب» الأمنية إلى قيادات الإخوان:

مجدى العفيفى يهاجم لأخونة «روزاليوسف» والاستيلاء على «أخبار اليوم»

من الرسائل: أستعد لتوجيه ضربة عنيفة لمحمد سلماوي.. وتشكيل جبهة لسحب الثقة منه

سليمان قناوي يمثل خط أمان للإخوان مواز لي في «أخبار اليوم»


بمجرد أن قمنا بنشر بعض خطابات مجدى العفيفى رئيس تحرير "أخبار الأدب" السابق إلى قيادات الإخوان، شعرنا وكأننا ألقينا صخرة على جبل جليد هش، أو عود ثقاب فوق بحيرة زيت، لم تتوقف ردود الأفعال معظمها مرحب، وبعضها متحفظ وكلها مندهشة من الحقائق والمعلومات التى نشرناها، رغم من أن مضمونها لم يكن سرا على الإطلاق، لا بعد رحيل العفيفى عن "أخبار الأدب" ولا أثناء توليه لرئاستها فى عهد الإخوان.

أكثر هذه التعليقات إثارة لدهشتنا نحن كانت المتعلقة بمدى "أخلاقية" نشر هذه الرسائل الإليكترونية "الخاصة".

هناك أكثر من توضيح وملاحظة على هذه التعليقات، الأولى تتعلق بعبارة "اختراقنا" للإيميل الشخصى لمجدى العفيفى، طبعا لم يكن المقصود منها أننى شخصيا، أو أحد من زملائى الصحفيين قد قمنا باختراق إيميل أى شخص، عن نفسى فأنا بالكاد أستطيع الدخول إلى رسائلى، وأحيانا أفشل حتى فى ذلك!

المقصود بالعبارة هو أن المصادر التى زودتنا بالوثائق والمعلومات فعلت ذلك، وهى بالمناسبة مصادر عادية جدا، ليست أجهزة يعنى، ولا أعتقد أن المصدر الشهير باسم "ذى الصوت العميق" الذى أمد الصحفى الأمريكى بوب وودورد، بالمعلومات السرية الخاصة بتجسس إدارة الرئيس نيكسون على معارضيه كانت انتهاكا أخلاقيا للمهنة بأى حال من الأحوال، أو أن المصادر التى تفصح عن أسرار العمل العام فى كل الوزارات والهيئات والشركات العامة والخاصة يوميا ترتكب مخالفة لقوانى حماية المعلومات الشخصية، أو أن الصحفيين المعروفين باسم الباباراتزى الذين يطاردون النجوم والشخصيات العامة ويفتشون فى سلال قماماتهم أحيانا بحثا عن معلومة يقومون بانتهاك قوانين الحياة الشخصية.

النقطة الثانية هى أن كل المعلومات التى نشرناها لا تتعلق بالحياة الشخصية لمجدى العفيفى، ولن تجد فيها أى شىء يمس علاقاته العاطفية أو العائلية أو المالية. وقد امتنعت عن نشر أى شىء شخصى حتى لو كان يتعلق بإقرار الذمة المالية للعفيفي، رغم أنها معلومات ربما يحق للناس أن تعرفها بما أنه ينطبق عليه تعريف الشخصية العامة.

كل ما نشر عن مجدى العفيفى فى العدد السابق له علاقة بالشأن العام فى مصر، وخطة "التمكين الثقافى" التى كان ينفذها مع آخرين لخدمة مصالح الإخوان السياسية، وهى خطة من حق المصريين أن يطلعوا عليها الآن طالما أن الإخوان كانوا يخفونها عنهم وقتها. كما أن مجدى العفيفى ليس خبر "كان" بعد، فهو لا يزال يعتبر نفسه رئيس التحرير "الشرعى" لأخبار الأدب، على طريقة محمد مرسى، وقد أرسل بعض الكتب لشخصيات عامة فى الأسبوع الماضى مذيلة بتعبير "رئيس التحرير الشرعى"، كما ظهر على إحدى الفضائيات مؤخرا معلنا أنه رئيس تحرير "أخبار الأدب".

يعنى المعركة لم تنته بعد، والنشر فيها هدفه توعية الرأى العام فى معركته المستمرة ضد الإخوان، وليس له أى هدف شخصى حتى لو كان كشف حقيقة مجدى العفيفى لمن لا يعرفونه، فهو كما قلت مرارا مجرد نموذج واحد من عشرات ومئات.

اليوم أستكمل بعض الحقائق المستمدة من أوراق مجدى العفيفى الأخرى، وكلها أيضا تتعلق بالشأن العام بداية من الكيفية التى كان ينوى بها إعادة تقديم حسن البنا للناس، وحتى مشروعه المقدم لمكتب الإرشاد لأخونة مؤسسة "أخبار اليوم" وأطروحته لتغيير الخطاب الإعلامى كله.


الفيلسوف حسن البنا!

فى واحدة من رسائله الإخوانية يشرح العفيفى الطريقة التى سيمرر بها فكر البنا فى الثقافة المصرية:

1- "من خلال بحثى فى فكر الإمام حسن البنا عثرت على مناقشاته مع مفكرى الغرب وعلمائه وفلاسفته ومثقفيه منهم الفيلسوف الإنجليزى سبنسر، والعالم هرشل الفلكى الإنجليزى، وديكارت العالم الفرنسى: وإسحاق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية: و كاميل فلامريون الفرنسى فى كتابه المسمى (الله فى الطبيعة) وغيرهم من العلماء الطبيعيين فى إثبات وجود الله وصفاته".

2- "توضيح معنى أن الثقافة بنية تأسيسية فى رؤية البنا للعالم الداخلى والخارجى. تتسرب فى فكره الدينى والدعوى والدنيوى".

3- "انتقاد الإمام البنا المبكر لخطوات زعماء هذا العصر وساسته وعلمائه ومشرعيه وفلاسفته من هذه النظرات وماذا صنعوا لإقرار السلام على الأرض، فى سياق رؤيته للإنسان والإنسانية".

4- "سيكون ذلك من خلال نصوصه مباشرة.. فى رسائله".

5- "لأن "أخبار الأدب" جريدة ثقافية أدبية، فسأقتصر على هذا الجانب بعيدا عن التباسات الواقع السياسية والاجتماعية، لاستقطار فكر هذا الإمام".

وعقب نشر المقال الأول عن حسن البنا فى "أخبار الأدب" وردود الفعل عليه يكتب العفيفى موضحا الكيفية التى سيواجه بها الاتهامات بالأخونة:

"اتصلت بى صحفية من جريدة "الحياة"، حيث تعد تقريرا عن الصحافة الثقافية فى مصر، وحين سألتنى عن أخونة "أخبار الأدب" سألتها ما معنى الأخونة؟ سكتت.. قلت لن أجيبك إلا إذا حددت المقصود بالأخونة، علمتها درسا فى فن السؤال، قلت لها: وهل الاخونة سبة أو تهمة؟ لماذا تخافون من الإخوان المسلمين؟

سألتنى عن حسن البنا، قلت لها وماذا يضيركم من هذا الرمز الإسلامى؟ أنه رمز لنا أجمعين، انه مصلح اجتماعى ودينى كبير شأنه شأن طه حسين والإمام محمد عبده، ومصطفى عبدالرازق ولطفى السيد وغيرهم من رجالات التنوير، البنا له مشروع عظيم لماذا نتجاهله؟ تحدثت طويلا فى هذه النقطة باستفاضة وشفيت غليلى شوية من هؤلاء المدعين..

قالت صورته على الغلاف؟ قلت شرف كبير، أنه ملك للتاريخ، لا ينكره إلا جاحد، قالت هل ستكتب عن غيره من الإسلاميين، قلت نعم بالفم المليان، اعتزازا بثقافتنا الإسلامية."


أخونة روز اليوسف وسعد الدين إبراهيم

الحوار التالى جرى فى مكان عام خلال زيارة للسعودية جمعت بعض المثقفين ورؤساء التحرير المصريين من بينهم العفيفى وسعد الدين إبراهيم وعصام عبدالعزيز رئيس تحرير "روزاليوسف" السابق، وبالتالى هى ليست سرا وشهود الواقعة موجودون، والرسالة التالية تحتوى على رواية العفيفى للواقعة، علما بأنه يتحدث عن نفسه بضمير الغائب:

"بدأ اللقاء بحديث السفير السعودى عن المملكة والمهرجان ورعاية الملك له وأهميته وأنه يود أن يعرف الرأى فى المهرجان سلبا وإيجابا.

ورأى العفيفى أن الحديث سيتحول إلى قصيدة مدح، فأدار الاتجاه بالحوار مع سعد الدين إبراهيم، عن ضياع صوت المفكرين والمثقفين فى صخب السياسة اليومية، وأنهم فى مؤخرة الصفوف شخصيات وهيئات، وافق على ذلك وقال إن هذا هو السبب فى انهيار منظومة المجتمع، وأطال الحديث قفال له: أنت كتبت كعالم اجتماع كتابك رد اعتبار السادات هل تكتب عن رد الاعتبار للإخوان، (لقد) استفاض فى الاعتذار للسادات، ويمكن أن يكتب عن الجماعة بحيادية.

تدخل عصام عبدالعزيز فقال: إن الإخوان متكبرون على الناس وعلى الإعلام ويرفضون الحديث إلى "روزا اليوسف"، ويلهث محررونا وراء رموزهم.

سأله مجدى العفيفى: مثل من؟

فقال: خيرت الشاطر، حسن مالك وغيرهما.

قال: ماذا تريد منه

قال يجيبون على ما يثار من تساؤلات حولهم وحول الإخوان.

قال: أنتم تشتمون الإخوان، مع أن الحكومة هى التى تنفق عليكم فى دار روزا اليوسف، وأنتم متعثرون ماديا، فلماذا لا تحققون التوازن؟

قال: الإخوان لا ينفقون علينا.

قال: وهل مطلوب منهم ذلك، أن سياستكم عنيفة.

يعنى ببساطة حكومة الإخوان كانت ترفض الإنفاق على "روز اليوسف" لأنها تهاجم الإخوان، واشترطت عليهم التوقف عن انتقادهم لتمد يد العون إلى المؤسسة التى انهارت اقتصاديا أيامها، لدرجة أنه لأول مرة فى تاريخ المؤسسة الذى يزيد عن ثمانين عاما تأخرت مرتبات العاملين لأسابيع كما توقفت مجلتا "روز اليوسف" و"صباح الخير" عن الصدور لأسباب مالية! وحسب شهادتى الشخصية أيامها أتذكر أن بعض العمال الذين نجح الإخوان فى تجنيدهم داخل المؤسسة كانوا يتعدون على الصحفيين باللفظ لأنهم ينتقدون الإخوان ويقولون لهم "كنتم تنافقون مبارك...لماذا لا تنافقون الإخوان حتى يدفعون لنا مستحقاتنا"!

مجدى العفيفى لم يتورع عن انتقاد زملائه فى "روزاليوسف" ولكنه كان يحرض عليهم أيضا كما نرى فى الرسالة التالية التى كتب فيها مخاطبا القيادى الإخوانى:

"هل قرأت عدد روزا اليوسف وسذاجة ما قالوه عن الإمام حسن البنا؟ تمنيت لو أن أخبار اليوم بين يدى الآن.. وأرد على هؤلاء السفهاء بالحجة والمنطق والوثائق".


فى الرسائل التالية يرسل العفيفى تقريرا عن اتحاد الكتاب والكيفية التى كان يخطط بها للإطاحة برئيسه محمد سلماوى وتعيين مجلس إدارة إخوانى:

"بين يديك ملف لحراك اتحاد الكتاب.. بيان من بعض أعضاء الاتحاد.. وبيان مضاد له.. وعندى آراء 20 كاتبا من الأقاليم الى جانب بيان الموقعين الـ 204 - وجار جمع توقيعات بالمئات من خلال رجالنا (سيكون ملف العدد القادم وتوجيه ضربة عنيفة لمحمد سلماوى.. وتشكيل جبهة لسحب الثقة منه.. العملية جادة جدا.. وهذا إنجاز- حين يتم- سيكون محسوبا للعدد الأخير من أخبار الأدب..!"


إعادة هيكلة "أخبار اليوم"

تحت عنوان "إعادة هيكلة دار أخبار اليوم" يرسل العفيفى بالأسماء التى يقترحها لتولى المناصب العليا فى المؤسسة، وهم أحمد سامح لمجلس الإدارة، وسليمان قناوى للجريدة اليومية ومجدى العفيفى نفسه لجريدة "أخبار اليوم" الأسبوعية!

الأسباب التى يذكرها العفيفى لاختياره أحمد سامح هى "إعطاؤه الاستمرارية ليكمل ما بدأه من مشروعات، مثل تخفيض النفقات والحوافز ومشروع التطوير الإلكترونى"، أما الأسباب التى يسوقها لاختيار سليمان قناوى رئيسا لتحرير "الأخبار" فهى:

"يمثل خط أمان للإخوان، موازٍ لى فى أخبار اليوم ، وموازٍ لإبراهيم قاعود فى آخر ساعة، بذلك نضمن وجود السد العالى الصحفى لمشروعنا الكبير فى المرحلة القادمة.

- يضبط إيقاع الأخبار، لأنها صارت مهلهلة فعلا، وينشر فيها مقالات وموضوعات تحتها خطوط وتساؤلات.

- هو فيها طول عمره، وهو "أخبارى" الهوى..

- نلاحظ أن أخبار الرئيس لا تحتل مكانها ومكانتها فى الأخبار.

- الأخبار بدأت تعود بتبويبها وصفحاتها إلى مرحلة ما قبل 25 يناير وهذا تراجع مهنى خاطئ، وهذا ليس بغريب، لأن محمد حسن البنا (رئيس التحرير وقتها) طول عمره يحرر أخبار النقابات ويتحرك فى دائرة النقابات فقط.

- البنا صديق شخصى جدًا لـ حمدين صباحى، وهو منحاز له جدا، منذ أيام الدراسة.

- البنا مريض- أعاذك الله - وحالته متأخرة ويعانى كل يوم من تداعيات فيروس "سى متأخر"، والكل يعرف ذلك ويلمسه، وآخر مرة كان فى المستشفى قبل أيام، شفاه الله، ونرى الآثار عليه شكلًا ومضمونًا.. والباقى له ثلاثة أشهر تقريبا ويكمل الستين".

أما أطرف شىء فهو الأسباب التى يسوقها لتزكية نفسه كرئيس لتحرير "أخبار اليوم":

" أخبار اليوم هى المطبوعة الوحيدة فى العالم التى تجمع بين الجريدة والمجلة، وهذه واحدة من شفراتها، وهو يجمع بين ممارسة وتطبيق الاتجاهين.

- أنه يجمع بين الفعل الصحفى الخلاق والفكر الأكاديمى الحديث جدا، وهو ما تحتاجه أخبار اليوم من حيث طبيعة الملفات، والحملات، والمقالات، والدراسات، والملاحق، والأعمدة المتميزة، والتحقيقات المختلفة بالفكرة والعرض الأسبوعى، ولأنها أسبوعية فهى تنشر ما لا يقدر عليه الآخرون فى العمل اليومى، وهو يستطيع أن يقوم بهذا الدور الشمولى.

-أنه يعرف حق المعرفة كل العاملين فى الجريدة، ويعرف اتجاهاتهم وقدراتهم ووسائل الاستقطاب، وإمكانياتهم وطاقاتهم من خلال الاحتكاك الإيجابى به.

- أنه كاتب ومحلل، وليس فقط محررا، ومحاورا يلتقط بالحاسة الصحفية، جوهر المشكلة.

- كما ذكرت سيكون "به" المثلث مكتملا، الأخبار وأخبار اليوم وآخر ساعة، باعتبار الثلاث علامات دار أخبار اليوم فى شارع الصحافة "أضف إلى ذلك جريدة المسائية رغم مشاكلها".