رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أموال الإخوان المخفية فى «هاند ميد» للأفلام الوثائقية

أموال الإخوان المخفية
أموال الإخوان المخفية فى «هاند ميد»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حكايات عن «البدين» وضحايا «التسريح» و«نهب الرواتب»

شبهات حول غسيل أموال فى تأسيس الشركة.. ورجل أعمال غامض يدعى زياد على مولها مطلع 2011

مسئولة عن توريد الأفلام لـ«الجزيرة الوثائقية».. وتولت الحملة الإعلانية لـ«أبوالفتوح» فى انتخابات 2012

الخريجون الجدد أشهر ضحايا «النصب».. و«الجزيرة» تدفع 50 ألف دولار فى الفيلم الواحد

حينما تسربت معلومات حول امتلاك «الشاطر ومالك» لـ77% من الأسهم خرج «صاحبها» لينفى لكنه لم يفصح عن المالكين الحقيقيين

تسبح شركة «هاند ميد ستوديوز» لإنتاج الأفلام الوثائقية فى بحر من الشبهات.. علاقات غامضة ومتشعبة مع جماعة الإخوان المسلمين، معلومات عن امتلاك قيادات إخوانية بارزة على رأسها خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، ورجل الأعمال حسن مالك، أسهمًا فى الشركة، شكوك حول عملية غسيل أموال فى تأسيسها، ودور لرجل أعمال غامض مهتم بتكنولوجيا المعلومات يدعى زياد على فى عملية التمويل.

خيط آخر أشد خطورة بدايته من «مملكة الشر» فى الدوحة ونهايته فى «فيلا هاند ميد» بمدينة 6 أكتوبر، حيث تعد الشركة أكبر متعاقد مصرى مع قناة «الجزيرة الوثائقية»، يوقع رئيس مجلس إدارتها براء أشرف، مع شبكة «الجزيرة» مقابل مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 50 ألف دولار فى الفيلم الواحد، وبين هذا كله حكايات عن «ضحايا النصب» من الخريجين الجدد.


 (1)

شبهات غسيل أموال ودور رجل أعمال غامض

بدأ تأسيس شركة «هاند ميد ستوديوز» بعد ثورة «25 يناير» بعدة أشهر، وأطلقت عملها فى القاهرة فى أبريل 2012، وهى شركة تعمل على إنتاج العديد من المشروعات ومنها، الأفلام القصيرة، والإعلانات التجارية، والأفلام الوثائقية، والبرامج التليفزيونية، بحسب التعريف الموجود على موقعها الرسمى على شبكة الإنترنت.

يتولى مجلس إدارة الشركة المخرج والمنتج براء أشرف، وهو سليل عائلة «إخوانية»، تخرج فى كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، واشترك فى تأسيس جريدة «عشرينيات» التابعة لموقع «إسلام أون لاين» الذى تأسس فى عام 2000، برعاية الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين».

عمل «براء» بإحدى شركات إنتاج الأفلام الوثائقية، وانتقل بعدها للعمل كمنتج منفذ مع قناة «الجزيرة الوثائقية»، ثم أنشأ شركة «Films» لإنتاج الأفلام، والمسلسلات، والإعلانات، وبعد الثورة تولى رئاسة مجلس إدارة شركة «هاند ميد».

شبهات كثيرة تحوم حول «رأس مال» الشركة، وتأسيسها، ودور رجل أعمال غامض يدعى زياد، على فى عملية التأسيس.

ووفقًا لمعلومات «مؤكدة»، فقد مول زياد على، وهو رجل أعمال مهتم بتكنولوجيا المعلومات، وقريب من جماعة الإخوان المسلمين، الشركة بمبالغ مالية كبيرة، فى عملية أشبه بـ«غسيل الأموال» التابعة للجماعة، مستغلًا انفتاح المجال بعد انتفاضة «25 يناير»، وانعدام الرقابة على الشركات والمؤسسات تقريبًا، نظرًا لحالة الضعف الشديد التى اعترت أجهزة الدولة فى هذه الفترة.


 (2)

علاقات مريبة مع الإخوان

فى الحادى والعشرين من أبريل لعام 2012، نشر الزميل أحمد السكرى، تقريرًا بصحيفة «الوفد»، تحت عنوان «الشركة الراعية لحملة أبوالفتوح ملك للشاطر»، أثار جدلًا كبيرًا بعد نشره.

احتوى التقرير على معلومات مهمة عن ملكية شركة «هاند ميد»، التى تولت تنفيذ الحملة الإعلانية للمرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح، فى الانتخابات الرئاسية لعام 2012، ومن بينها أن الشركة تابعة فى الأساس لإحدى الشركات المملوكة لجماعة الإخوان المسلمين وهى شركة «روافد»، وتوزع أسهمها بنسبة 40% مملوكة لخيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، و37% أخرى مملوكة لحسن مالك، رجال الأعمال الإخوانى البارز، وباقى الأسهم مملوكة لشركة «سلسبيل» التابعة لـ«الشاطر» أيضًا.

خرج «براء» بعد نشر الخبر مباشرة لينفى فى اتصال هاتفى مع برنامج «القاهرة اليوم» الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب، ملكية «الشاطر» لـ«هاند ميد».

يمكن أن تنظر إلى نشر معلومات حول تبيعة الشركة الراعية للحملة الانتخابية لـ«أبوالفتوح» إلى جماعة الإخوان فى إطار «الحرب الانتخابية غير النظيفة»، وبخاصة أن الأخير لا يمل من نفى انتمائه إلى «الإخوان»، وإثبات «توبته النصوح» من «رجسها»، إلا أن تصريحات «صاحب الشركة» أثارت الشك أكثر.. لم يكذب أو يؤكد امتلاك مالك لـ37% من الأسهم.. اكتفى بنفى أية علاقة مع «الشاطر».

ولأن الطبخة «غير نظيفة»، لم يفصح عن ملاك الشركة الحقيقيين، وإنما تحدث فى تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن «ملكية خمسة من الشباب المصريين هو واحد منهم للشركة»، أما «الخمسة» فلم يعلن من هم؟.. هل ينتمى أحد منهم إلى جماعة الإخوان مثلًا؟ لا إجابة، هل حصلت الشركة على أموال من الجماعة مقابل «خدمات إعلانية» مثلًا؟.. لم يتكلم، قال إن «التمويل ذاتى»، كيف يأتى التمويل الذاتى؟ لا نعرف.. كيف انتقل مقر الشركة فى غضون أشهر من إحدى الشقق بمنطقة «البحوث» فى الدقى إلى فيلا من أربعة طوابق فى مدينة 6 أكتوبر؟.

أما تعاون «هاند ميد» مع «أبوالفتوح» فى تنفيذ الحملة الإعلانية، «سنأخذه على محمل الشغل»، كما تحدث أحد القيادات السابقة للشركة هيثم أبوعقرب- انتقل للعمل الآن بموقع «دوت مصر»- مع الزميلة «اليوم السابع»، فقد برر التعاون بأنه «من منطق الشغل فقط، دون أن يكون هناك أى توجه نحو مرشح إسلامى أو إخوانى».


 (3)

عراب الجزيرة الوثائقية فى مصر

تعد «هاند ميد» أكبر متعاون مصرى مع قناة «الجزيرة الوثائقية».. يمكن أن تعتبرها المصدر الرئيسى للأفلام التى تذاع على شاشة القناة عن الشأن المصري.. كان التعامل مع الجزيرة مصدر فخر للشركة- قبل 30 يونيو بالطبع- تغير الحال بعد عزل الإخوان عن حكم مصر حتى إن العاملين بها يضطرون لاختلاق أسماء شركات عند الحديث مع المصادر للظهور فى أحد المشروعات الوثائقية.

خلع «صاحب الشركة» كل ملابسه أمام «إغراء الجزيرة».. لم يفعل كما النساء المحترفات فى مواخير الليل.. قطعة قطعة.. سقط مرة واحدة.. تدفع الجزيرة الوثائقية مبالغ تصل إلى 50 ألف دولار فى الفيلم الواحد، أمام الأموال اختار أن يستمر فى تعاونه مع أكبر مؤسسة إعلامية معادية للدولة المصرية.

والأموال الضخمة التى تتحصل عليها الشركة من التعامل مع «الجزيرة»، إلا أن «ضحايا النصب» و«نهب الرواتب» فى «هاند ميد» أكثر ما تتوقع، بعضهم استمر فى العمل بالشركة أشهر طويلة ثم فوجئ بـ«التسريح» بمجرد انتهاء عقد المشروع بين الشركة و«الجزيرة».. بعضهم سُرق مجهوده ونسب إلى الكاهن الأكبر.. بعضهم ظل يتقاضى رواتبًا لا تزيد على 1200 جنيه بينما يتقاضى «صاحب المحل» آلاف الدولارات.

"براء" رأسمالى جدًا.. كتب مقالًا بعد وفاة الحقوقى أحمد سيف الإسلام فى موقع «مصر العربية»، بعنوان: «أبو علاءهم.. وأبو علاءنا».. أبو علاء الأول هو سيف أما الثانى فهو الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تحدث عن مفاهيم نبيلة.. رفض الاستبداد المطلق، مواجهة الفساد السرطاني، انتصار الخير فى النهاية، دولة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

نشر أحد «الضحايا»- نمتنع عن ذكر اسمه- المقال مصحوبًا بتعليق: «الله يرحمه لو كان عرف ما يفعله كاتب المقال بموظفيه، كان طلع... مات أبوعلاءنا، والبراء فى زملائنا كما ومتى شاء».

يبدو أنه منهم «يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم».. سيف ليس راضيًا عنك يا براء.

روايات كثيرة سمعناها من بعض من قادهم «حظهم التعس» إلى العمل فى «هاند ميد».. «م. ع» عمل فى الشركة لمدة تصل إلى 7 أشهر ثم فوجئ بتسريحه دون سابق إنذار.. راتبه تراوح بين 1000 و1200 جنيه طوال مدة العمل.

«ع. س» كسبت الشركة من ورائه ومعه فريق العمل مبالغ كبيرة عن بيع أحد الأفلام لـ«الجزيرة الوثائقية».. انتهى العقد بين الجانبين بعد تسليم الفيلم إلى الجانب القطرى.. ذهب إلى مقر الشركة ففوجئ بإنهاء عمله، ولم يحصل على باقى مستحقاته حتى الآن.. آخرون لا تتسع المساحة لنشر قصصهم، وخصوصًا من تعرضوا للنصب فى مشروع «تليفزيون الحارة تى فى».