كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معني حدثت على ارض
محافظة القليوبية التي لا تخلو من الكوارث والمصائب ويكون الضحية دائما هو العامل البسيط
حيث عاش أهالي ضحايا حادث انهيار مصنع للصباغة في مدينة العبور معاناة حقيقية، بعد
انهيار دور مخالف قام بانشائه صاحب المصنع فوق رءوس العاملين ومازالت قوات الحماية
المدنية منذ مساء الأمس وحتى وقتنا هذا تبحث عنهم في حطام واثار الانقاض.
مازالت معاناة أهالي ثلاثة
عمال مازالوا تحت الأنقاض مستمرة بعد أن استطاعت قوات الحماية المدنية انتشال جثة
حنا رضا صديق رئيس وردية الصباغة بالمصنع، صباح اليوم الإثنين، بالمصنع، ومازال
البحث جار عن كل من عاطف أحمد حماية، الشهير ب "حماية" 18 سنة، عامل،
من سوهاج، وماجد جرجس، 29 سنة، عامل، من بهتيم بشبرا الخيمة، ومحمود محمد، 30 سنة، من عزبة النخل، عامل، ويوسف عايد لبيب، 31 سنة، من المنيا.
وقال محمد صلاح، أحد اقارب إحدى المفقودين، أن المصنع
منهار منذ أمس ولم يستطع أحد حتى الآن أن ينتشل الجثث المفقودة، مشيرا إلى أنه يلاحظ
إهمالا ولا مبالاة واضحة من المسئولين تجاه مايحدث، معلقا بقوله "ربنا وحده هو إلى قادر يطلعهم من تحت الانقاض ".
من جانبه قال سمير راشد، أحد اقارب المفقودين، مازالوا يصدرون
لنا الوعود بانتشال الجثث في اقرب وقت ممكن وحتى الآن لم يتم انتشال سوى جثة واحد من
اصل خمسة تحت الأنقاض.
فيما اكتفي صبحي السعيد أحد أقارب المتوفين بالدعاء مرددا بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل "
من جانبه قال محمد إبراهيم، أحد العاملين بالمصنع، أنه هاتف
محمود وماجد في السابعة صباح اليوم على هاتف محمود، والذي فتحه ولم يرد.
وأضاف محمد إبراهيم، أنه يجب تدخل المسئولين لإنقاذ
اصدقائهم من تحت الأنقاض، ومراعاة الله في حقوق العمال المتضررين، خاصة أن هناك بعض
العمال مؤمن عليهم والباقى بلا تأمين.
وأكد مصدر امنى بجهاز الحماية المدنية في مدينة العبور، أن المصنع مبنى
على مساحة 3000 متر سقط منها 1000 متر مبنية على 9
أعمدة 30 سم في 30 سم، وتم عمل جنحة جنائية بالواقعة، ووقف أعمال البناء، ولكن السبب
وراء سقوط المصنع هو ضعف سمك أسقف المصنع التي لم تتحمل بناء أدوار جديدة فوقه.
وأكد العميد طارق الجمال، مدير معهد تدريب الحماية
المدنية، أن كلام الأهالي والعمال عن سماع أصوات زملائهم تحت الأنقاض نابع من الظروف
التي يمرون بها والكارثة التي وقعت ولكن أفراد الحماية دخلوا الأنقاض للتأكد ولم نسمع أصواتا، وعلى رواية الآخرين أن مكان الهروب بالمصنع تم العثور فيه على جثة حنا، ومن
المتوقع العثور على الآخرين بالقرب منها.
من جانبه أكد المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية على
متابعتة المستمرة لعمليات انتشال العالقين تحت أنقاض مصنع العبور المنهار.
وأضاف عبد الظاهر، أنه تم رفع حالة الطوارئ بجميع أجهزة
المحافظة، وعلى رأسها مديرية الصحة ومستشفيات المحافظة والتاكد من توفير كل فصائل الدم
اللازمة في حالة الاحتياج.
وأكد المهندس كمال فهمى نائب وزير الإسكان لشئون
المدن الجديدة بهيئة المجتمعات العمرانية، أن رئيس جهاز مدينة العبور لن يتحمل مسئولية
انهيار مصنع رمزى تكس بالمدينة، وأن مالك المصنع والمقاول والإستشارى هم من سيتحملون
المسئولية كاملة.
وأضاف فهمى، أن مالك المصنع قام بتشغيله يومى الخميس
والجمعة بدون موافقة وبدون الرجوع لجهاز مدينة العبور، مما يجعل جهاز المدينة ورئيس
الجهاز غير مسئولين عن الحادث، مؤكدا أن الموضوع معروض بالكامل أمام النيابة.
يذكر أنه قد لقي أمس عامل مصرعه وأصيب 20
آخرون في حادث انهيار المصنع أثناء قيام صاحب المصنع ويدعي موسي رمزي بتعلية
الطابق الثالث حيث انهارت الخرسانة على الطابقين الأول والثاني وأسفر الحادث عن مصرع
صمويل شحاتة و20 مصابا، وتمكنت أجهزة الحماية المدنية اليوم من انتشال
جثتين اضافيتين لتصل اعداد الوفيات حتى الآن إلى 3
أشخاص.
وأكد مصدر أمنى أنه استمع إلى صوت أحد العمال، مضيفا أنه يتم بذل الجهود
لإنقاذة حيا.
