الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

داعش يوثق مسيرة الدم الحرام في استديوهات تفوق إمكانيات هوليوود.. وتستخدم تقنيات إعلامية هائلة في السيطرة على فكر مقاتليها وجذب المتعاطفين.. وكالة الأنباء الإسلامية "حق" الذراع الإعلامية الخفية لداعش

داعش يوثق مسيرة الدم
داعش يوثق مسيرة الدم الحرام في استديوهات تفوق امكانيات هوليو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن "داعش" أو الدولة الإسلامية في العراق والشام كما يطلقون عليها أولى الحركات الجهادية التي خرجت لتشبع غرائزها على حساب الدين، فقد سبقتها حركات عدة كان من أشهرها تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ولكن ما ميز "داعش" عن كل تلك الحركات أنها استطاعت التطوير في فكرها من فكر المقاومة من أجل إبقاء الدين كما يزعمون إلى فكرة تكوين خلافة إسلامية جديدة على غرار خلافة الخلفاء الراشدين، ولتكوين تلك الخلافة هم في حاجة لفتوحات إسلامية جديدة، وحروب وغارات لم يتحدث عنها كتاب الله الذي يدعون أنهم يتبعونه في شيء، وبدأ نجم "داعش" يلمع في أذهان الناس بعد إعلانها الخلافة وعلى الرغم من ظهورها إبان الحرب الأمريكية على العراق إلا أن الجميع لم يعرف عنها شيئًا إلا بعد إعلانها الخلافة وانشقاقها عن تنظيم القاعدة التابع لأيمن الظواهري ومنذ تلك اللحظة علمت "داعش" أن الحرب الإعلامية أهم بكثير من الحرب بالسلاح، فقد عملت على دراسة الإستراتيجيات الإعلامية بشكل جيد لتبدأ في الترويج لأفكارها الجهادية وتحقق انتصارًا واسعًا على مثيلتها من الحركات التي لم تصل إلى الحجم الذي وضعته "داعش" لنفسها في فترة قليلة، ومن ثم قامت بتوكيل المهمة إلى إعلاميين متخصيين لخوض حرب إلكترونية موازية لتلك الحروب التي تقوم بها على أرض الواقع، وبالفعل نجحت لدرجة كبيرة واستطاعت إنشاء وزارة إعلام خاصة بها تقوم على إستراتيجيات حققت نجاحًا كبيرًا وأرغمت العديد من المواقع الإعلامية العالمية بالحديث عن مدى نجاحها وبدأ العقل المدبر لهذه الإستراتيجية في تطويرها يوميا لمواكبة العصر لحظة بلحظة فلم يكتفوا بإنشاء المواقع فقط بل قاموا بالاستعانة باليوتيوب في نشر الفيديوهات وموقع تويتر وتطبيقات الأندوريد وتجاهل الفيس بعد محاربتهم عليه، ليصنف إعلام "داعش" كأول إعلام جهادي ناجح ظهر في الحركات الجهادية، وظلت "داعش" هي أولى الحركات التي استطاعت أن توثق جرائمها أولا بأول، وقد رصدت "البوابة نيوز" خطوتها الناجحة في عمل جبهتها الإعلامية.

المواطن الصحفي بداعش حجر الأساس لوزارة الإعلام الداعشية

"المواطن الصحفي" هو المواطن الذي يكون على دراية جيدة بالأمور الإعلامية ويستطيع أن يوثق ما يراه في أي وقت، وبمثل هذا المواطن تتقدم أي جبهة إعلامية خطوات إلى الأمام وذلك لما يتسبب فيه من الانتشار السريع للخبر ورصد عدد كبير من الأخبار خصوصا لو كان العدد كبير وهو ما انتبه إليه خبراء الإعلام بداعش وبدأوا في العمل عليه كبداية لجبهتهم الإعلامية ليكون المواطن الصحفي هو حجر الأساس لتلك الجبهة حيث إن الكتابة الخبرية تجعل من المعلومة شيء بسيط يسهل فهمه وانتقاله عبر التغريدات، فاستطاعت أن تعلّم أفرادها كيف يصيغون تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر بصورة أقرب إلى الأخبار الصحفية لسهولة تداولها عبر الصفحات والمؤسسات الإعلامية، كما أن لصيغة الكتابة الصحفية سحر في التلاعب اللفظي والذهني وهو ما انتبه إليه القائمون على الحركة، لذا قررت داعش في سابقة من نوعها بين الجماعات التكفيرية والجهادية بتعليم معظم من لديها سواء كانوا متطوعين في جيشها أو مواطنين عادين فنون الصحافة بأنواعها المختلفة وكيفية عمل تقارير من مجموعة أخبار والعكس، كما قامت برفع تلك الدورة لتكون متاحة أمام الجميع من خلال موقعها الإخباري الإلكتروني "وكالة الأنباء الإسلامية " لتكون متاحة أمام الجميع، فيما أكدت أن الإعلام التابع للمواقع الجهادية لا يرتقى إلى المستوى الرفيع لذا حاولت هي جاهدة أن ترتقى بالإعلام الإسلامي، حيث قالت نصًا في مقدمة دورتها الصحفية:

"إن الناظر إلى الساحة الإسلامية يجد الإعلام الإسلامي متأخرًا رغم أنه يحمل أعظم رسالة وأنبل قضية وإذا تعمقنا داخل الإعلام الإسلامي إلى الإعلام الجهادي نجد تقصيرًا ملحوظًا رغم الهمة العالية عند القائمين عليه فإن تأثيره بمزيد من الجهد يمكن أن يتضاعف مرات ومرات، ولهذه الأسباب بدأنا هذه الدورة العملية للارتقاء بالإعلام الإسلامي عامة والجهادي خاصة لتحقيق هدف الارتقاء بالعاملين في المجال الإعلامي وأنصار المجاهدين حتى يكونوا لبنة فعالة في المشروع الإسلامي العظيم لإعادة دولة الخلافة القادمة عما قريب إن شاء الله، ومن قدر الله وتصريفه للكون وتسخيره للأشياء أن ظهور المد الجهادي الإسلامي واكبه ظهور الإنترنت أهم وسيلة إعلامية مفتوحة يستقي منها الناس معلوماتهم فكان الإنترنت منفذًا للمجاهدين إلى العالم ليسمع منهم ويقرأ عنهم ويرى أعمالهم مباشرة بعد أن كان إعلام العدو والطواغيت هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للناس، وقد أحسن المجاهدون وأنصارهم استغلال الإنترنت واستعماله وبرعوا فيه فأنشأوا المواقع والمنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي التي ينشروا من خلالها دعوتهم ومنهجهم ومواقفهم وبياناتهم وصور عملياتهم ويبثوا من خلاله رسائل قادتهم وتوجيهاتهم وتعليقهم على الأحداث، لذلك فإنا ندعو أنصار المجاهدين للمشاركة معنا والانتقال من المناصرة السلبية لقضايا الأمة إلى المناصرة الإيجابية من خلال الدورة التدريبية العملية (فن صناعة الخبر الصحفي) والتي سيتم إضافة موضوعاتها تباعا ".

هكذا استطاعت داعش أن تخطو أولى خطواتها الإعلامية في تدريب معظم معتنقيها لفنون الصحافة الخبرية ومقالات الرأي وذلك للبدء في تكوين جبهة إعلامية قوية تسطيع الرد على الإعلام المقابل في أي وقت، وبناءً على ذلك سيتصدر المتحدثين الرسميين للحركة في الأمور الثقيلة فقط للرد عليها لعدم ضياع الوقت ولتترك التفاهات والأمور الصغيرة لأي شخص من داعش يستطيع أن يرد عليها بصورة صحفية منظمة بخلاف ما يحدث في باقي الجماعات.

ولم يكتف الأمر بذلك بل كان للإعلام المرئي نصيبًا في تلك الدورة حيث قاموا بتعليمهم على ثلاث مستويات كيفية تحويل الإعلام المرئي والمسموع إلى عدة أخبار ومن هنا علموا " ما هو الفرق بين الخبر الصحفي والإذاعي وما هي أقسام النشرة الإخبارية التلفزيونة".

ومن خلال تلك الدورة بدأت داعش بوضع حجر الأساس للجبهة الإعلامية الخاصة بها كما قامت بوضع القواعد التحريرية الخاصة بصحافتها وهو ما يطلق عليه في المؤسسات الصحفية "إستايل بوك" وهو عبارة عن كتاب يحمل بداخله السياسة التحريرية الخاصة بالمكان وطريقة كتابة العناوين ومحتويتها لتصبح جميع العناوين متشابهة ومتناغمة مع بعضها البعض وهو ما وضع مثله خبراء الإعلام بداعش حيث قرروا أن يحمل العنوان الواحد كلمات "القوة والاستعطاف" وذلك في العناوين الخاصة بالتحريض على القتل أو الدخول في الحروب وعمل الغارات، حيث إن ألفاظ القتل تكون قوية ويليها ألفاظ تستعطف القراء وتكسب رضاه في وقت واحد حيث يصفوه "بالكافر أو الخوارج" وغيرها من الكلمات التي تثبت عدائه للإسلام، أما بالنسبة للأخبار التي تختص الأمور العادية فمن الواضح أنها تعتمد على إبراز الدين في العنوان وذلك بمعنى أنها إذا ذكرت الجيش الأمريكي يجب أن تقول " الجيش الأمريكي المسيحي " وعلى غرار ذلك تقوم بتحرير عناوين أخبارها.

ومن الملفت للنظر أن جميع الأمثلة الخبرية التي ذكرتها خلال تلك الدورة الموجودة حتى الآن على " وكالة الأنباء الإسلامية " اختيرت بعناية فائقة حيث إنها تتحدث عن مدى عداء الجماعات الجهادية لحركة داعش وكيف أن داعش هي على حق وتفننت في إعطاء أمثلة خبرية تضع الأزهر في مأزق هو وبعض الدول الأخرى مثل أمريكا، وكان من بين تلك العناوين "استقالة عميدة صحفيي أمريكا بعد دعوتها الإسرائيليين بالعودة لأوطانهم"، "احتجاج بالأزهر على بيان سحب كتاب عمارة"، "القاعدة تدعو شيعة لبنان إلى كف أذاهم عن أهل سوريا والتبرؤ ممن يشترك مع النظام في قتالهم"، "القاعدة تدعو شيعة لبنان لأخذ العبرة مما جرى لهم بالعراق"، تلك كانت من أبرز العناوين الإخبارية التي تعلموا منها كيفية الكتابة الصحفية لتكتمل الدورة في النهاية ويصبح كل شخص داعشي، صحفي، وتنجح أول خطواتهم في بناء جبهتهم الإعلامية.

وكالة الأنباء الإسلامية "حق" الذراع الإعلامية الخفية لداعش

وبعد الانتهاء من تجربة "المواطن الصحفي" بدأت داعش في تكوين المرحلة الثانية وهي إنشاء مواقع متخصصة لها على غرار تلك المواقع الخاصة بالحركات الجهادية مثل حركة طالبان وتنظيم القاعدة التي كانت في الأساس داعش جزءًا منها.

لم تكن داعش في ذلك الوقت حين انشقت عن تنظيم القاعدة، تملك سوى مؤسسة الفرقان والتي كانت تتبع التنظيم في العراق هي الأخرى، ومن ثم أخذتها لنفسها حين أعلنت عن دولة الخلافة في العراق والشام وانفصالها فعليًا عن القاعدة وطلبها من الأخيرة بالانصياع لها تحت ولاية الإسلام.

وبدأ التنظيم بعمل فريق متكامل، تم اختياره من وسط المهاجرين إليها من دول مختلفة وفقا للمعاير الإعلامية الناجحة، لتبدأ في تنفيذ الخطوة الثانية لتأسيس وكالة إعلامية كبيرة تدعم حتى الإنتاج الفني وليس الأخبار فقط، حيث بدأت بإنتاج أفلام وثائقية على أعلى مستوى بتقنيات وكاميرات حديثة، حيث أكد العديد من الخبراء بأنها نفس الإمكانيات التي تستخدمها هوليوود في صناعة أفلامها وهو ما أثار تعجب الكثيرين حيث إن داعش استطاعت أن تعطي إعلامها إمكانيات لم تستطع أي دولة في الشرق الأوسط أن تصل لها.

وبدأت في إنشاء عدة منافذ إعلامية مثل مؤسسة الفجر وهي التي تختص أكثر بالبيانات والخطابات المقروءة، والجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية ومؤسسة الأنصار والمأسدة والملاحم والصمود والمجموعة البريدية ومركز يقين وسيرة الصمود، لتكون كل تلك المؤسسات هي ثانوية بديلة يتم استخدامها حين تغلق إحدى الحسابات الرئيسية سواء كان من قبل الحكومة أو من قبل مجموعة من الهاكرز، وتظل في النهاية مؤسسة الفرقان هي الذراع الأيمن للإعلام الداعشي وهي الأم لكل تلك المؤسسات وتنبثق منها مؤسسة الاعتصام للإنتاج الإعلامي وهي التي تقوم بتصوير وإنتاج جميع الأفلام الداعشية التي تكون من العيار الثقيل كما هي مختصة بعمل أفلام وثائقية عن كل مدينة تقوم داعش بمحاربتها وضمها للخلافة، ويكمن السر الأكبر بداخل مؤسسة الفرقان.

وفي خطوة مكملة للمرحلة الثانية بدأ خبراء داعش الإعلامين بعمل وكالة إخبارية أطلقو عليها اسم "وكالة الأنباء الإسلامية " والتي ادعت أكثر من مرة أن لا علاقة لها بالتنظيم الداعشي ولكن الحقيقة كشفت من خلال المقالات ونوعية الأخبار التي تسير على نفس نهج السياسة التحريرية لداعش والتي سبق لنا ذكرها في الفقرة الأولي.

كانت تلك الوكالة هي نتاج خبرة إعلامية ليست بالقليلة ولا بالبربرية ولكنها نتاج إستراتيجية إعلامية قوية حيث إنها كاملة ويتم تحديثها لحظة بلحظة، وهو ما فشل فيه العديد من الجماعات الجهادية الأخرى، ومن نافذة تلك الوكالة تقوم داعش بنشر أفكارها المتطرفة من خلال كتابها في سيكشن المقالات والرأي والذي من أبرزهم الشيخ " أحمد طه " والذي من أهم ما كتب كان بعنوان " كيف يتم اختراق الجهاد " فقد حاول من خلال كلماته ترسيخ أفكار تدعو إلى الانضمام إلى الجهاد، وعلى غرار ذلك كتب أيضًا الشيخ أحمد الأسير " التحالف العالميّ ضدّ المجاهدين من أبناء الدولة الإسلاميّة كفر بواح لمن يرضى به أو يعينه "، وقد وضح المقصود من وراء هذا المقال الصغير الذي لم يتخط الـ 200 كلمة من عنوانه، وجاء في مقدمته كل هؤلاء الكتاب الشيخ عبد المجيد الهتاري والذي كانت آخر عناوينه " الجهاد اليوم لحماية الدولة الإسلامية وليس لإيجادها ".

هكذا استطاعوا أن يبدأو بداية جيدة لوكالة ستُنصب على رأس الجبهة الإعلامية الداعشية تتحدث باسماها وتنشر أخبارها الجهادية كما رسخوا لها قاعدة جماهيرية ليست بالقليلة لتنشر من خلال أخبارها وكتابها العديد من الأفكار التي تستميل لها العقول إلى فكرة الجهاد في سبيل الله.

وقبل أن تختم ثاني وأهم خطواتها لإنشاء جبهتها الإعلامية التي كان من المنتظر أن تعوض تلك الجبهة كل ما نقص من إعلام الجماعات الإسلامية كما قالوا، فكروا في كيفية تطوير مؤسسة الفرقان بعدما أخذوها من تنظيم القاعدة لتصبح هي اللغز الإعلامي الداعشي الأكبر.

مؤسسة الفرقان من القاعدة إلى داعش ورحلة تكفيرية جديدة

تعد مؤسسة الفرقان كما ذكرنا من قبل بأنها الذراع الأيمن للإعلام الداعشي والتي من خلالها بدأت بتدشين كل قواعدها الإعلامية، فوقوع الاختيار على تلك المؤسسة؛ لاعتبارها المنصة الإعلامية الأولى لداعش لم تكن محض صدفة ولكن تلك المؤسسة كانت تابعة لتنظيم القاعدة وكانت مرتكزة على عدة أساسيات جاهزة لن تحتاج إلى البناء من جديد، ولكن الفرق الرهيب بين عمل المؤسسة أيام تنظيم القاعدة وبعد سطو داعش عليها رهيب وذلك بعد إجراء العديد من التطويرات عليها وهو ما أثبت جدارة الكوادر الإعلامية التي عملت على تطوير تلك المؤسسة بشكل واضح وسريع وأثبتت أن الكوادر التي ضمتها داعش لم تكن من ذوات الخبرة القليلة.

وكشف عدد من الباحثين المختصين في المجال الإعلام وقضايا الفكر الجهادي عن لغز تلك المؤسسة وكيف يتم تدويرها وهو ما قاله الدكتور هشام الهاشمي، كاتب في الشئون الإستراتيجية على موقع " واي نيوز" إن فكرة إنشاء مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي، جاءت حين أعلنت الدولة الإسلامية في العراق في 15 أكتوبر2006، وتأمير أبو عمر البغدادي (حامد داود الزاوي) عليها، حيث اقترح القيادي السابق في القاعدة، محارب عبد اللطيف الجبوري (أبو عبد الله)، الذي قتل في العراق لاحقا، إنشاء مؤسسة خاصة على غرار المؤسسات الإعلامية لطالبان والقاعدة وفروعها الأخرى، كمؤسسة السحاب للإنتاج ومؤسسة الملاحم ومؤسسة الأندلس الإعلامية"، موضحًا أن "الجبوري اقترح إبدال الاسم الحركي لمن يرأس إدارة الإعلام من (أبي ميسرة العراقي) إلى (أبي عمر) فأصبح كل من يدير مؤسسة الإعلام التابعة للدولة الإسلامية في العراق، يكنى "بأبي عمر".

واستطرد قائلا: " أول من تكنى بهذه الكنية هو محارب الجبوري، ويساعده في إدارة هذه المؤسسة كل من ناصر الغامدي، وهو سعودي من أهالي مدينة جدة، الذي تولى عملية الإشراف على مؤسسة الفرقان بعد مقتل الجبوري"، وزاد أن "من بين الشخصيات التي عملت في مؤسسة الفرقان، علي اليمني، المكنى بأبي زهراء، وهو يمني الجنسية، ومحمد عبد الستار الجنابي، وهو عراقي، معتقل حاليا، ونجاح الكرخي، وهو عراقي، والمهندس أنيس أبو دعاء، وهو معتقل حاليا".

كما أكد أن هؤلاء جميعا امتلكوا خبرة فنية كبيرة في المونتاج والإنتاج الفني والإعلامي وتشغيل البرامج والتطبيقات الإلكترونية المختصة بإنتاج الصوتيات والمرئيات فاختيارهم لم يكن سوى بترتيب معين.

وأوضح أن مؤسسة الفرقان نشطت بشكل واسع منذ إعلان الدولة الإسلامية في العراق العام 2006"، موضحًا أنها كانت ترتبط باللجنة الإعلامية الجهادية التابعة لإمارة القاعدة الأم، وأضاف "منذ العام 2006 أصبح مركز الفجر الإعلامي، هو من يمثل اللجنة الإعلامية، ويشرف على كل مؤسسات الإعلام التابعة لفروع القاعدة، ومنها مؤسسة الفرقان التي كانت تمثل فرع القاعدة في العراق".
ومضي يقول "حتى أبريل عام 2013 كانت مؤسسة الفرقان تعمل بالتنسيق مع لجنة الإعلام الجهادي وتحت إشراف مركز الفجر للإعلام، ولكن بعد إعلان أبو بكر البغدادي انفصاله عن تنظيم القاعدة بقيادة الظواهري، وتشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام العام 2013، أصبحت مؤسسة الفرقان مستقلة في عملها.

وفي إطار التطوير الذي قامت به داعش على تلك المؤسسة قامت بعمل شركة إنتاج فني متكاملة تحت مسمى "مؤسسة الاعتصام" لتكون جزءا من مؤسسة الفرقان وتعمل على صناعة وإنتاج الأفلام الوثائقية لمعارك داعش مع الولايات التي تحاول ضمها لخلافتهم وكان من أشهر تلك الأفلام التي لاقت إعجاب الكثيرين من متخصصين الإنتاج الفني والذين أكدو بدورهم أنها صنعت بتقنيات حديثة جدا كمثل تلك التي في هوليوود" وهي وثائقيات: أمة الخير، وصليل الصوارم (أربعة أجزاء)، وهدى وبشرى للمؤمنين، وتاج الوقار، وقوافل الشهداء من (جزأين)، ودولة الإسلام باقية، وغزوة الثأر لأسرانا في الفلوجة، وغزوة أبي حفص المشهداني، وغزوة ربعي بن عامر، وغزوة فكوا العاني، وفرسان الشهادة (خمسة أجزاء)، وحصاد المنهزمين في بلاد الرافدين، وعامان لدولة الإسلام، وكتائب كردستان في دولة العراق الإسلامية، وآن القوة الرمي، وفيلم العودة إلى الجبال، وفرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين".

وفي هذا السياق استطاعت داعش أن تملأ فراغ مقاتليها بحيث لم تترك لهم أي وقت يسمح برؤية أي من القنوات الخاصة التي من الممكن أن تغير وجهة نظرهم عن الفكر التكفيري أو تبث فيهم روح التمرد على البغدادي.