السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفشل يحاصر تحالف القضاء على تنظيم داعش.."فريدمان": نفاق الحلفاء وتخاذل الأوروبيين أهم الأسباب.. أمريكا الممول الأساسي لتنظيمات المعارضة.. وتركيا المصدر الرئيسي في الأزمة.. والحل تعاون إيراني عسكري

 داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الإرهابي "داعش" عن دورها في تلك الحرب، فبدأ كل من "استراليا، ألمانيا، فرنسا، إسرائيل، والمغرب" الإعلان عن تقديم المساعدات للحرب، حيث أعلن رئيس الوزراء الاسترالى عن إرسال 600 عنصر من جنوده إلى الإمارات للانضمام في التحالف الدولى لمحاربة "داعش" في العراق، وتشمل القوات الاسترالية المتجهة إلى الإمارات، ثماني مقاتلات "راف" اف-ايه 18 وطائرة إنذار مبكر ومراقبة "ايربورن" وطائرة "كي سي-30 ايه" لنقل الدبابات والجنود.
وأضاف رئيس الوزراء الاسترالي في بيان أن قوات الدفاع تستعد أيضا لإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة قوات عراقية وقوات أمنية أخرى للانطلاق بعمليات عسكرية للقضاء على تنظيم "داعش".

كما أعلن الجيش الألماني عن استعداده لمواجهة "داعش" بإرسال 40 جنديا إلى العراق لتدريب المقاتلين الأكراد في حربهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى انضمام فرق أخرى "تضم نحو ستة جنود"، حتى يتم تسليم الدفعات الأولى من الأسلحة، وذلك لتدريب المقاتلين الأكراد على استخدام "صواريخ مضادة للدبابات أو مدافع رشاشة"؛ وذكرت صحيفة "سودويتش تسايتونج" الألمانية أن الطائرة الأولى التي تقل أسلحة ستغادر في 24 سبتمبر القادم على أن يعقبها "سريعا" وصول المدربين.
وفي المحصلة، وفي موازاة ذلك، سيتم تدريب ثلاثين كرديا بشكل مباشر في ألمانيا في سبتمبر، وذلك لتعزيز الدعم الألماني للمقاتلين الأكراد.

ومن الملاحظ التحرك القوى من الناحية الفرنسية في التحالف الدولى، حيث تسعى للقيام بدور قيادي في هذا التحالف وذلك خشية من ازدياد أعداد الفرنسيين المنضمين لداعش حيث كشفت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" عن وجود شخصًا فرنسيًا وله علاقة بالتنظيم وأحداث القتال في العراق وسوريا.
وكانت فرنسا قد عقدت مؤتمرًا دوليًا عن الأزمة الأمنية في العراق وحضره رئيس الخارجية الأمريكية "جون كيرى" وإعلان استعدادها لهذا التحالف، ونجد نجاح الرئيس الفرنسي "هولاند" ظاهريًا، في خلق دينامية إقليمية ودولية لمواجهة تنظيم (داعش)، وفقًا للوعد الذي قطعه أمام السفراء الفرنسيين، منتصف الشهر الماضي، وردده مرارًا منذ ذلك التاريخ ليكمل حلقة "عودة فرنسا" إلى ساحة الدبلوماسية الدولية.

وإذا كانت الولايات المتحدة استبقت فرنسا في الميدان العسكري، عبر تدخل الطيران الحربي الأمريكي في العراق وكردستان، منذ مطلع أغسطس الماضي، فإنّ هولاند أخذ زمام المبادرة السياسية بإطلاق فكرة تنظيم مؤتمر دولي حول الأمن في العراق، وبالتحرك الذي يقوم به السفير الفرنسي في الأمم المتحدة، "جيرار آرو"، متقدمًا بذلك بنحو أسبوعين على الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي انتظر حتى يوم الأربعاء الماضي للإعلان عن خطته في مواجهة "داعش.
ويظهر سعى فرنسا واضحًا بهذه الدرجة في التحالف لكى تجعل نفسها شريك أساسى للولايات المتحدة بدل من الشريك الأوروبي، فإنها تنافس بريطانيا وتريد أن تسرع في الحصول على دور مهم في هذا التحالف حتى لا تعطي الفرصة لبريطانيا أن تحصل على هذا الدور بعد أن علنت عن أنها لن تشارك في عمل عسكري في سوريا مما أتاح لفرنسا الفرصة في الهيمنة على الموقف.

وبالنظر إلى الموقف الإسرائيلي يظهر دور الخارجية والمخابرات الإسرائيلية بإمداد الإدارة الأمريكية بتحركات تنظيم "داعش"، حيث صرحت الخارجية الإسرائيلية بتحركها رسميا وبكل الإمكانيات المتاحة ضد داعش في حال الاقتراب من الدولة الاردنية، كما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه من المحتمل أن تلعب إسرائيل دورا في خط المواجهة في إطار تشكيل التحالف الدولى ضد داعش، وقالت الصحيفة أنه في ظل احتشاد القوى العالمية حول خطة تقودها الولايات المتحدة لعمل عسكري ضد الجماعة المتشددة، فأن تل أبيت لن يتردد في التصرف والمشاركة، وحتى اليوم، لم تنضم إسرائيل إلى التحالف بشكل رسمي.

أما دولة "المغرب" فقد قامت بتعزيز القدرات الإقليمية في مجال تدريب قوات الأمن المدني ومكافحة الإرهاب في بلدان شريكة في المغرب العربي والساحل، عبر تعبئة الخبرات والتجارب المشتركة، وخاصة في مجال إدارة الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات. بينما وقعت المغرب على الاتفاقية الدولية لمكافحة عمليات تمويل الإرهاب، على هامش قمة الولايات المتحدة وأفريقيا في أغسطس الماضي، حيث صدقت على اتفاقية تعاون ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة "داعش".

ومن جانبه نوه المحلل السياسي "توماس فريدمان" في مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" البريطانية إلى الفشل الزريع الذي سليقاه المخطط الأمريكى في محاربة داعش وذلك يرجع لعدة أسباب هما: انضمام الدول التي كانت تؤيد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والتي كانت شريك أساسيا في خلق تلك الجماعات الإرهابية، وهم: تركيا وقطر، وأن بقائنا في السلطة على العالم أصبح أمر غامض، فعدونا يتميز بالطبع البربرى، وحلفائنا الأقليميين منافقين، إضافة إلى حلفائنا الأوروبيين العاجزين عن المواجهة، وانقسام كلا: من السوريين والعراقيين إلى عدة طوائف.

وأضاف فريدمان أن تركيا كانت المصدر الرئيسى في تمويل وتدريب تنظيم "داعش" وهي من سمحت لهم بالعبور على اراضيها لدخول سوريا والسيطرة على مناطق منها، كذلك قطر الممول الأول لتنظيم داعش والجهاديين، ولا ننسى أن سبب قوة هذا التنظيم هي السعودية والتي مولت الجيش الحر والمعارضة السورية بالأسلحة والأموال وانشق بعض منهم وانضم إلى "داعش"، كما أن الممول الأول للمعارضة هو "واشنطن" لذلك لم نتساءل بعد الآن من أين يجلب "داعش" تلك الأسلحة الحدثية.

وقدم المحلل السياسي، الحل للقضاء على هذا التقسيم لا يقتصر على محاربة السنة للتنظيم الإرهابى "داعش" بل يتطلب الأمر في تعاون إيرانى عسكري أي التعاون الشيعى مع السنة لمحاربة داعش والقضاء عليه.