رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محمد حسنين هيكل: مطمئن لمشروع قناة السويس.. وأبديت قلقي من "توشكى".. السيسي لا ينام من أجل عيون المصريين.. والغرب يتربصون به

السيسى وهيكل
السيسى وهيكل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابع الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، حواره الممتد مع الإعلامية لميس الحديدي، خلال برنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟" المذاع على قناة "سي بي سي"، حول سنة المصير 2014 كاشفًا أسباب الأمل والقلق، في أولى حلقاته الثلاث، مؤكدًا أن الشعب المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، والجميع أمام لحظة فارقة، تحمل بين طياتها أسبابا للأمل وأخرى للقلق، لافتًا إلى أنه أعطي صوته للرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، ثم سافر ولم يره إلا منذ مدة قصيرة بعد العودة.
وأشار هيكل إلى أنه التقى قبل سفره بالرئيس السابق عدلي منصور، لسببين الأول أنه كان يريد أن يراه والسبب الثاني أنه أراد أن يناقشه في مسألة رغبته في العودة إلى المحكمة الدستورية، مؤكدًا أنه يرى أن الرئيس عدلي منصور أصبح سياسيًا، ولكنه كان لديه رأي آخر أنه كان منتدبًا وتم النقاش حول هذه المسألة.
ولفت هيكل، إلى أن منصور تعجب لسفره للخارج قائلًا: "في مثل هذه الظروف تسافر؟"، مشيرًا إلى أنه أكد له: "أنه متابع لهذه الظروف كلها لكن لست طرفًا فيها وقلت إنني رجل أعرف جيدًا حدودي وأعتز بذلك وأعرف أين أقف؟ ولا أتجاوز هذه الحدود وأنا موجود لمن أراد أن يستمع لرأيي".
وأكد هيكل أنه منذ عام 74 عندما توقف عن العمل السياسي، كل رئيس مصري أراد أن يستمع له لم يتأخر عليه، بداية من السادات حتى بعد الاختلاف، ثم الرئيس مبارك ثم مرسي، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن أي مواطن عندما يسأله رئيس أي دولة عن شيء فعليه أن يجيب.
وأضح هيكل، أن آخر مسمى وظيفي وصل إليه كان في عهد عبد الناصر وزيرًا للخارجية والإعلام لتغطية فكرة حائط الصواريخ على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي، لافتًا إلى أنه أدى فيهما بشكل جيد، مشيرًا إلى أنه قبل وزارتين سويًا مع رئاسة جريدة الأهرام ولم يتقاض راتبًا.

 وأكد الكاتب الصحفي، إنه إذا أراد شخص أن يتابع الشأن المصري فعليه أن يتابعه من خارج الأصداء لأن داخل الأصداء تكون الرؤية عادة أكثر ضبابية، مشيرًا إلى أنه باستمرار في أول الرئاسة يكون هناك صراعان حول الرئيس الأول عليه هو، والثاني يكون في الأولويات حول التأثير على السياسات، لافتًا إلى أنه حول أي رئيس يكون هناك صراع لكل من يرغب أن يضع نفسه في موضع يؤثر على القرار بجانبه إلى الاختلاف في السياسيات وهي فترة باستمرار يكون بها ضوضاء كثيرة.
وكشف هيكل أنه تابع نتائج الانتخابات الرئاسية في الخارج، مشيرًا إلى أنه أكد للسيسي أن الكاريزما هي التي تمثل فارقًا بينه وبين غيره من جهة، ومن جهة أخرى الشعبية الجارفة التي تقف خلفه، مضيفًا أنه وضح للسيسي أن هذا الرصيد الاحتياطي مهم جدّا بحيث لا يصرف منه ولا يجعل أحدًا يصرف عنه ولا يبذر فيه؛ لأن هذا رأسمال أمان وصمام أمان.
وأوضح هيكل، أن الرئيس السيسي أبلغ المجلس العسكري وقت ما كان رئيسًا للمخابرات ضرورة حسم الموقف خلال الفترة ما قبل ثورة 25 يناير، خاصة أنه كان يرى أن شيئا سيحدث في مصر ولا بد للجيش أن يحدد موقفه، خاصة أنه قد يستدعى للقيام بدور ما، لافتًا إلى أن السيسي رأى هذه التغيرات مبكرًا ثم رأى أن الإخوان أُخذوا أخذًا إلى السلطة ودُفعوا دفعًا إليها، وأنهم لم يقوموا بالثورة وليس لهم علاقة بها، بل التحقوا بها في ظرف عالمي دقيق، الكل في حيرة أمام ثورة 25 يناير وكيف يتصرف حيالها؟
مؤكدًا أن الإخوان سيطروا على ثورة 25 يناير.. و30 يونيو كانت بمثابة انتخاب للسيسي..
وتابع هيكل استعراض رؤيته، موضحًا أن شعبية الرئيس السيسي جاءت من اتصاله بثورتي 25 يناير و30 يونيو، لافتًا إلى أنه طالب السيسي بأن يكون معتدلا في استخدام شعبيته وأن تكون رصيدا احتياطيّا له. 
ولفت هيكل إلى أنه لم يطل وقت اكتشاف حقيقة الإخوان خلال فترة حكمهم، مؤكدا أن تشوهات كبيرة في الشخصية المصرية وقعت خلال العقود الماضية ونحتاج لجهد كبير لاستعادتها.


وقال هيكل، "كنا نقول إن رفع الدعم عن الطاقة لا يمكن أن يتم بسهولة، ولكن الشعب المصري أدرك أنه أمام مشكلة كبيرة ولا بد من مواجهة الأزمة، لافتًا إلى أن الناس رأت بنفسها ما حدث على مدى ثلاث سنوات من التخبط والضياع، وأن ثورة يناير شُوِّهت رغم أنها مشهد مهيب لا يمكن أن يغيب من ذاكرة التاريخ المصري". 
وأوضح أن تجربة حكم الإخوان لمدة عام واحد جعل الناس تدرك معنى المثل أنه "ليس تحت القبة شيخ".
ورأي هيكل أن الناس مستعدة لتحمل الحقيقة مع الرئيس السيسي ولم تتحملها مع آخرين لأنه وقف وتقبل المخاطر في 25 يناير و30 يونيو، فالناس رأت أقبل على موقف شبه مستحيل، مشيرًا إلى أن الآخرين هربوا من الحقيقة، لافتًا إلى أن أناسا كثيرة تقدمت للمناصب دون رؤية كاملة للحقيقة، أو آخرين رأوا الحقيقة بشكل ما فابتعدوا حتى من رئاسة الوزراء.
ولفت هيكل إن الكاريزما التي تمتع بها الرئيس السيسي نتيجة أحداث ومواقف ربما لا تتكرر فهي بمثابة احتياطي ينبغي الاحتفاظ به أكبر قدر ممكن، وألا يصرف منه إلا بهدف، مشيرًا إلى أنه أثناء تواجده في لندن سأله أحدهم كيف قبل المصريون بحكم شخصية عسكرية بعد يناير؟ وكيف الشعب المصري أوقع الإخوان بهذه الطريقة واختار السيسي؟ وكيف مر رفع الدعم عن الطاقة؟".
وتابع: هذه ظواهر جديرة بأن تدرس، ليس فقط أن السيسي رأى الحقيقة فقط، بل لأن الشعب المصري أدرك بوعيه أننا أمام مشكلة كبيرة جدّا".


وأشار هيكل، إلى أنه من العيب من ناحية السن والتجربة التاريخية أن أقول أنني المستشار الأول للرئيس ومنْ أنا لأقول ذلك، أنا لست رجلا لكل العصور ثقافتي حتى السياسية لا تصلح لذلك، لأنها متولدة بالمعارف والتجارب في زمن معين، مؤكدًا أن وجوده بالقرب من الرئيس السيسي ربما يكون مقلقا لحلفاء في المنطقة خاصة أنني أملك مواقف معينة معروفة.
وأكد الكاتب الصحفي أنه التقي الرئيس يوم الأربعاء، قبل الماضي في لقاء امتد لمدة ثلاثة ساعات ونصف الساعة هو يقول لي أين كنت لمدة شهرين ونصف الشهر؟ وهذه فترة تشكلت بها الكثير من الأمور النصيحة هنا، مشيرًا إلى أنه يرفض حواره مع الرئيس بأن يطلق عليه "النصيحة"
وأكد هيكل أنه يفضل دائمًا زيارة العواصم الأوروبية ومعرفة ماذا يحضرون للموسم القادم قبل بدء الإجازة السنوية وهي إطلالة على السياسة لما هو قادم. 
وشد هيكل على أنه أبلغ الرئيس أن الناس في العواصم الأوروبية لاتزال تتربص بك وهذا حادث بالفعل قائلًا: لا تعتقد لوهلة أن الأمر انتهى من التلاحم بينك وبين الحركة الشعبية وأن الهدف الرئيسي تحويلك لجنرال عادي، وأخطر شيء تواجهه هو محاولة تحويلك لرجل عادي وإسقاط الشعبية فهناك مليون جنرال.
وتابع هيكل حوراه الممتد قائلًا، إن كل شيء يقلق الرئيس السيسي، لافتًا إلى أنه أحيانًا يتعجب ويتساءل كيف يستطيع أن ينام؟
 وأنه، عندما طالب الرئيس عدلي منصور بالبقاء قريبًا من الساحة السياسية قال: "ما رأيته في الفترة الماضية يجعلني أريد العودة للمحكمة حيث إنني أعرف في المحكمة أعرف كل شيء أين أنا ولماذا؟».
وأكد هيكل، أن الشهرين اللذين حكم فيهما الرئيس السيسي لا يجعلنا نستطيع الحكم عليه بسرعة سهولة، لافتًا إلى أنه في العادة يتم النظر إلى كيف يتصرف أي رئيس في المائة يوم الأولى؟ ولكن في هذه الحالة أعتقد أننا لا نتحدث فترة كافية لأن الناس لا تستطيع أن تتصور ونحن نجول في الخارطة في المنطقة هناك مصيبة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن أي شخص في البلد بنظرية الأمن القومي عليه أن يقلق كل المشاكل تفاقمت لأنها لم تظهر في الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية لكنها تفاقمت مع انكشاف الغطاء من عليها وأصبحت متفاقمة وكبيرة فأصبحت حقل ألغام.
واضح هيكل، أن الشعب المصري يحتاج أن يستدعي أحد همته، لافتًا إلى أنه مطمئن لمشروع قناة السويس وأما مشروع توشكى وتقسيم المحافظات فلست مطمئنا لهما، مشيرًا إلى أننا بلد لا نمتلك موارد كثيرة للدخول في مشروعات كبيرة غير مؤكدة النجاح، مؤكدًا أنه أبدي قلقه للرئيس السيسي من مشروع توشكى.
وتابع: أنه يوجد تحريض وتشويش من الإخوان في الداخل والخارج خاصة في حزام الفقر المحيط بالقاهرة مثل منطقة كرداسة، موضحًا أن أسباب التشويش من جماعة الإخوان اجتماعية في الأساس قبل أن تكون سياسي نتيجة للفقر. 
وقال هيكل: نحن أمام شعب بدأ يعود إليه الأمل والقدرة على الإنجاز واستعادة أحلامه، في مواجهة الإرهاب مع شخص موثوق يقود العمل منه بتفويض بالتأييد.

وأكد هيكل أن ثورة 25 يناير هي الوجه الآخر لـ 30 يونيو وهي المشهد الأول في التاريخ المصري الحديث، لافتًا إلى أن أسباب فشل 25 يناير عدم وجود ممارسة سياسية وأوضاع اقتصادية صعبة متراكمة وقبضة أمريكية.
ولفت هيكل، إلى أن الحس الوطني واضح في شراء شهادات استثمار قناة السويس، لافتًا إلى أن محافظ البنك المركزي صاحب الفكرة كان مندهشا من إقبال الناس والروح أثناء شراء الشهادات.
وشدد هيكل، إن الموقف الدولي في الخارج بدأ يتغير في اتجاه الإسلام السياسي ولذا سنرى إرهابا أكثر في مصر الفترة المقبلة، موضحًا أن تيار الإخوان حكم بموافقة خارجية معتمدا على التأييد الدولي، لافتًا إلى أن الغرب بدأ يدرك أن الرهان على الإخوان فشل، لكنه غير مستعد لقبول التحام القوات المسلحة مع الحركة الشعبية.

وتابع: إن إسرائيل لم تنس الـ 10 أيام الأولى من حرب أكتوبر ولا ترد تكرارها، وأن الطلب الوحيد الذي طلبته إسرائيل من أمريكا عدم تكرار ما حدث في أكتوبر، مؤكدة أن عودة التحام الجيش والشعب تقلق بعض الدوائر في الغرب، فيسعون للتفرقة بين الجانبين لأن مصر بلد محوري في المنطقة رغم أنه فقد جزءا من دوره لذلك يجب أن يظل عاجزا.
وكشف هيكل أن ظروف البلاد هي التي نادت السيسي، والفرق بين عبد الناصر والسيسي أن الأول كان موجودا في حركة سياسية كان مطلبها الوحيد هو جلاء الإنجليز، مشيرًا إلى أن شباب مصر مستعد لتقديم مشروعات هائلة للبلد ولم يظهروا على التليفزيون، لافتًا إلى أن الإعلام لعب دورا كبيرا في التحضير لثورة 25 يناير ومواجهة الإخوان واستقرار الأوضاع بعد ذلك.
وشدد أنه آن الأوان أن تنتظم دائرة صنع القرار حول الرئيس السيسي، لافتًا إلى، أن الرئيس يحتاج لمستشارين للأمن القومي وللشئون الاقتصادية وللشباب والأحزاب.
وأكد أنه لا ينبغي أن يتأخر استحقاق الانتخابات البرلمانية، مؤكدًا أنه إذا اتضحت الرؤى ضمنت التأييد في البرلمان، مؤكدًا البرلمان لا يصنع سياسة وإذا عاد بلا رؤى سنكون في حالة تخبط.