السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الخليج في جحيم «البغدادي».. «داعش» يخطط لاجتياح الكويت وضمها لـ«الخلافة الإسلامية».. والسعودية تتأهب عسكريّا

الخليج فى جحيم «داعش»
الخليج فى جحيم «داعش»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجاحات التنظيم في العراق وسوريا أعطت «قبلة الحياة» لـ«إرهابيي المملكة»

استيلاء «الدولة» على حقول النفط وانتشار «الأسواق غير الشرعية» يهددان المصالح الاقتصادية الخليجية

بات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يشكل تهديدًا واسعًا لأمن دول الخليج العربى وبخاصة السعودية والكويت، وتطور التهديد بعد استيلاء مقاتلى التنظيم على مساحات واسعة من الأراضى العراقية والسورية، وتعهده باجتياح مناطق من الخليج ردّا على الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقعه فى العراق، وبالنظر إلى أعداد المقاتلين السعوديين والكويتيين فى صفوف «الدولة» يمكن القول: إن المنطقة تواجه «أكبر تهديد إرهابى» بعد تراجع خطورة تنظيم «القاعدة».

ويلعب تلاصق حدود المملكة العربية السعودية والكويت مع العراق الذى باتت سيطرة «داعش» عليه قاب قوسين أو أدنى، دورًا كبيرًا فى تعزيز المخاوف الخليجية من توسع نفوذ «الدولة الإسلامية»، وخاصة مع تركز هجمات وتواجد «داعش» فى الجزءين الجنوبى والغربى من العراق القريب من الحدود الكويتية، ونشر «داعش» فى وقت سابق خريطة لما أسماه «دولة الخلافة الإسلامية فى الشام والعراق»، وتظهر فيها الكويت باعتبارها جزءا من دولة الخلافة، الأمر الذى يمثل تهديدًا لدول «مجلس التعاون الخليجى» مجتمعة.


ويعتبر «داعش» أكبر الأخطار على الأمن السعودى فى ظل وجود مقاتلين سعوديين قاتلوا فى صفوف التنظيم بالعراق وسوريا، ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد شارك على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من 12 ألف سعودى فى القتال بسوريا، وبلغ عدد القتلى فى صفوفهم نحو ثلاثة آلاف و800 شخص، وهو الأعلى من بين القتلى الأجانب فى سوريا، وهناك ما يقرب من 2500 عنصر فى عداد المفقودين، وهو أيضا الأعلى من بين المفقودين الأجانب، ويقول مراقبون: إن «داعش» يضم فى صفوف مقاتليه على الخطوط الأمامية أشخاصا يحملون الجنسية السعودية قد يقررون العودة إلى المملكة.

وتتخوف الأجهزة الأمنية السعودية من عودة هؤلاء وقيامهم بأعمال «انتحارية» ضد أهداف بالمملكة، وتعززت المخاوف مع إعلان «داعش» أنه سيتمدد إلى الجزيرة العربية، وأنه أعد خطة محكمة «ستذهل حكام السعودية».

وتشهد المناطق الحدودية شمال السعودية حالة من التأهب بين عناصر القوات المسئولة عن تأمين الحدود مع العراق، فـ«الدولة الإسلامية» عالية التسلح والتمويل، وأصبحت على أبواب المملكة بعد أن سيطرت على معظم المناطق غربى العراق، ويقع ما يقرب من نصف الشريط الحدودى بين العراق والسعودية، والذى يبلغ طوله 900 كيلومتر، متاخمًا لمحافظة الأنبار العراقية، حيث يتحرك مقاتلو «داعش» بحرية تامة.


الإرهاب الداعشي والخليج

يمثل تمدد حيز جماعات «الإرهاب الدولى» التى تعمل وتنشط فى العراق وسوريا ولبنان وغيرها، أكبر مخاوف دول «مجلس التعاون الخليجى» جمعاء، والسعودية على وجه الخصوص، وبخاصة بعد أن حققت هذه الدول نجاحًا نوعيّا فى تجفيف منابع الإرهاب، ولا يقتصر الأمر على تنظيم «القاعدة» أو «داعش» وإنما يمتد إلى الجماعات «الإرهابية» المدعومة من إيران التى تمثل تهديدًا كبيرًا على السعودية بشكل خاص.

وساهم توسع تنظيم «داعش» وسيطرته على مناطق كبيرة فى العراق فى «ضخ الدماء» فى عروق تنظيم «القاعدة» فى اليمن وشبه الجزيرة العربية، المعروف بـ«أنصار الشريعة»، وأعطى «قبلة الحياة» لبعض التنظيمات الإرهابية داخل المملكة العربية السعودية، كما أن تمدد نفوذ «الدولة» فى سوريا والعراق أسهم فى زيادة قوة «الجهاديين» فى اليمن.

ودفعت هذه المخاطر السعودية والكويت لرفع درجة الاستعداد القصوى على الحدود المتاخمة للعراق، تحسبًا لهجمات «داعش» فى ظل رصد تهديدات لقوات الأمن فى البلدين من قبل منتمين ومتعاطفين مع «الدولة الإسلامية».


الصراع الطائفي

تخشى المملكة العربية السعودية وحلفاؤها فى الخليج من أن تتحول الحرب الداخلية فى العراق إلى «حرب بالوكالة» بينها وبين إيران، التى تساند وتمول الجماعات السياسية والدينية الشيعية المتطرفة داخل العراق، وهى الأجواء التى ستجعل من العراق «لبنان ثاني»، الأمر الذى يهدد بتجدد الصراع الإقليمى.

وتخشى دول الخليج أن يتطور الوضع داخل العراق بفضل استهداف «داعش» وتدميرها للمواقع والأماكن الدينية الشيعية والمسيحية دون غيرها فى إشعال وتأجيج حرب طائفية وعرقية داخل العراق، بين السنة والشيعة والمسيحيين وربما الأكراد، قد تمتد نيرانها لخارج حدود العراق، بصورة تستدعى تدخل أطراف خارجية فى العراق، مثل تركيا وإيران وغيرها، وهو ما سيستدعى من السعودية وحلفائها الخليجيين والعرب التدخل بصورة مماثلة لاستعادة التوازن الإقليمى وعدم السماح بتفتيت العراق أو الهيمنة عليه من جانب إحدى القوى الإقليمية المجاورة.


داعش والنفط

تتخوف دول الخليج من تزايد وتيرة السوق غير الشرعية لبيع النفط العراقى؛ إذ تؤكد تقارير إخبارية أن هناك سوقًا متزايدة من النفط الذى يتم بيعه عن طريق «داعش» لأطراف دوليين وإقليميين مثل تركيا ونظام الرئيس بشار الأسد بصورة غير شرعية، وهو الأمر الذى يضر بأحوال وأوضاع سوق النفط فى هذه المنطقة المعتمدة بالأساس على الصادرات النفطية كمصدر رئيسى للدخل القومى، ما يؤثر فى استقرارها الاقتصادى والمالى، والذى سيكون له تداعيات سياسية واجتماعية على أمن واستقرار هذه الممالك النفطية.


مخاطر عدم الاستقرار الإقليمي

يسعى تنظيم «داعش» للتوسع خارج العراق وسوريا، ومع رغبة بعض الأطراف الخارجية مثل سوريا وقطر وإيران فى توظيف واستغلال التنظيم لفرض نفوذها على دول مجاورة مثل الكويت، وتصدير مشكلاتها وصراعاتها الداخلية لجيرانها، سيكون نقطة التحول فى الصراع الإقليمى.

ويتوقع محللون تشكيل تكتل إقليمى بقيادة السعودية للقضاء على «داعش»، بصورة قد تصل للتدخل العسكرى المباشر فى العراق، واتخاذ خطوات «عقابية» ضد قطر إن استمرت فى دعمها لـ «داعش»، وعدم إظهار دعمها لبقية دول المجلس التعاون الذى باتت إحدى أعضائه (الكويت) محل تهديد مباشر لوجودها واستقرارها، وفى هذا الموضوع لا يمكن تغافل أن التهديدات التى يطلقها التنظيم ضد دول الخليج والسعودية على وجه التحديد لم تأت على ذكر قطر من قريب أو بعيد، وفى المقابل يأتى الصمت المريب من المسئولين القطريين، ومعهم قيادات جماعة الإخوان، تجاه الجرائم والمذابح التى يرتكبها التنظيم فى حق المواطنين العزل فى سوريا والعراق.