أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن النوم يعزز بناء الذاكرة المناعية التى تحمى الإنسان من العدوى مرة ثانية أو تخفف من حدة العدوى، لافتا إلى أن المناعة تقل مع الحرمان من النوم أو النوم المتقطع فالحرمان من النوم ليوم كامل يقللها لمدة تتراوح مابين "4 - 7 أيام" ، محذرا مرضى الحساسية من قلة النوم .
جاء ذلك فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب انتهاء ندوة الاستيقاظ المبكر التى استضافها اليوم قصر ثقافة المنصورة، على مدى يوم واحد، برعاية الدكتور محمد رضا الشينى رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافى وتحدث فيها عن أهمية الاستيقاظ المبكر وفوائده للانسان ومخاطر تحويل الليل إلى نهار وعواقب قلة النوم .
وأشار بدران إلى 4 عيوب تميز نمط نوم المراهقين وهى النوم المتأخر، النعاس خلال النهار، النوم تحت الأضواء والنوم ساعات أقل من المطلوب "النوم غير الكاف" ، لافتا إلى أن هذه الأسباب تؤدى إلى قلة الهمة وضعف التحصيل الدراسى وفتور النشاط وزيادة الوزن وزيادة الإصابة بحب الشباب .
وقال بدران إن الاستيقاظ المبكر يعتبر مفتاح التفوق حيث يرفع المناعة ويكسب الانضباط ويتيح الفرصة لممارسة الرياضة وتناول الإفطار واستنشاق الهواء النقى قبل تلوثه بالعوادم والاستمتاع بضوء النهار لفترة أطول ، مشيرا إلى أهمية تعويد تلاميذ المدارس قبل بدء العام الدراسى على الاستيقاظ المبكر حيث أن أغلبهم يمارسون السهر ويحولون الليل إلى نهار ويقضونه أمام التليفزيون وأجهزة الكمبيوتر والمحمول وممارسة الألعاب الالكترونية .
وأضاف أن تعويد التلاميذ على الاستيقاظ المبكر يكسبهم الانضباط قبل بدء العام الدراسى ويمنح أجسامهم الفرصة لتعديل الساعة البيولوجية والعودة بها إلى نظامها الطبيعى حيث أنها تجعل الإنسان يستيقظ صباحا وينام ليلا، مؤكدا أن الاستيقاظ المبكر سنة كونية منذ نشأة الحياه على كوكب الأرض فالليل يعنى الظلام والسكون والراحة والنوم ، والنهار للنشاط واليقظة والعمل والإنتاج ، وتبادل الأدوار بينهما يضر بصحة الإنسان .
وأوضح أن طبيعة النوم تغيرت فى البشر بسبب الضوضاء والسهر غير المبرر حيث يعانى 20% من سكان الأرض من عدم القدرة على النوم وعدم وصول عدد ساعات النوم للفترة المطلوبة وهى حوالى من 6 - 8 ساعات للبالغين ومن 10 - 12 ساعة فى الأطفال، مؤكدا أن ظلام الكون هو الناقوس الذى يعلن الاستعداد للنوم ، وأن الإنسان البالغ يقضى ثلث حياته فى النوم منها 6 أعوام فقط فى الأحلام .
وشرح بدران كيف يعد النوم وسيلة لإعادة تكوين الموصلات العصبية حيث يزيد من قدرة المخ على التركيز ويمنح الجسم راحة من الإنتاج العالى للطاقة ويسمح النوم العميق لأنسجة الجسم بالنمو والتطور ، مشيرا إلى أن النوم يغفل تعب الجسم وتريح الأحلام الجسم من الآلام ولها دور مهم فى عملية التعلم وتدعيم الذاكرة وإزالة المعلومات غير الضرورية والقيام بتثبيت المعلومات التى دخلت الذاكرة .
وأشار إلى أن تحويل الليل إلى نهار أضر بانتظام الساعة البيولوجية لملايين البشر فى العصور الحديثة فأصابهم بالتوتر والشيخوخة المبكرة والتجاعيد وقلة النوم وأمراض القلب والسرطانات والاكتئاب واعتلال المزاج بالإضافة إلى الخلل فى إفراز مادة الميلاتونين التى تنشط الجهاز المناعى وتقلل من الحساسية الجلدية ، وتساعد على تحفيز الخلايا التى تقاوم السرطان بالإضافة إلى دورها فى ضبط ساعة الجسم البيولوجية وخفض ضغط الدم والكوليسترول ، وحماية خلايا الجسم من التلف ومن الإصابة بمرض الزهايمر.
وأكد أن قلة النوم تسبب اضطرابات نفسية وجسدية "كآبة وقلق وأرق" وارتفاع ضغط الدم وقلة الانتباه وعدم التركيز وضعف المناعة ، وقلة التحصيل الدراسى للتلاميذ وقلة الذكاء والقدرة على الاستيعاب وقلة الاستجابة للتطعيمات المناعية بالإضافة إلى أثرها فى زيادة الوزن وارتفاع استعداد الجسم للاصابة بقرحة المعدة، فيما يساعد النوم المبكر على زيادة الذكاء ورفع القدرات الذهنية والإدراكية .
وأشار إلى أن الدراسات الحديثة المنشورة فى الدوريات العالمية خلال شهر أغسطس الماضى ربطت بين قلة النوم وزيادة المخاوف وتهديد الاستقرار العاطفى وتقليل قراءة تعبيرات الوجه وترجمة العواطف والقدرة على قراءتها التى تعد عاملا هاما فى التفاعل الاجتماعى، لافتا إلى أن النوم يحسن الذاكرة ومدة النوم ليلا لها تأثير كبير على الوظائف المعرفية للأطفال خاصة فى مرحلة ماقبل المدرسة "الانتباه، الذاكرة العاملة ، التعلم ، تذكر الخبرات والتعرف عليها" بالإضافة إلى أن النوم يوطد الذاكرة فى الأطفال ويدعم تخزين المعلومات الجديدة كما ونوعا ويسهل تذكرها .
