الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أيتها المرونة لو كنتِ رجلًا لقتلتكِ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد تكون المرونة مفيدة في بعض الجوانب من حياتنا، لكنها تصبح خطرا في حال تبنيها وترويجها في أمور لا يحتمل فيها أي وجود لمرونة، بل إنها هنا يكون قتلها مطلبا وثوابا، وفي حالتنا هذه كم أتمنى لو أنها كانت ذلك الرجل لقتلته وقضيت على خطورتها.
فمن وراء مصطلح (المرونة) يروج الآن لما يسمى بفكرة المصالحة مع (جماعة الإخوان).. والعفو عما كان.. وأنهم جزء من نسيج هذا الوطن.. إلى غيره من عبارات تبدو في خارجها (لطيفة) ويشع منها الرقي الإنساني والانتصار لقيمة التسامح!
ولا أعرف هنا أي رقي وأي تسامح هذا مع من قتلني وقتل ناسي ويمارس قتلي وقتل ناسي مرارا وتكرارا؟! أي تسامح وأي رقي وأي مصالحة مع من يقف فوق المنصة صباحا ومساء يستدعي أهله وعشيرته لقتلي وقتل ناسي ويهدد بتدمير وخراب وطني؟! مع من يقتل رجال جيشي وحماة وطني ورجال أمني؟!
أي مصالحة هذه التي يطالب بها البعض مع جماعة الإخوان وكأنهم نصبوا من أنفسهم وكلاء عن شعب قال كلمته واضحة جلية في 30 يونيو في ثورة قام بها ما يزيد عن 33 مليونا من شعب مصر، هبوا وثاروا مطالبين بالخلاص من حكم جماعة الإخوان وبعزل مرسي ممثلهم فى رئاسة مصر..
33 مليون مصرية ومصري نزلوا من منازلهم يهتفون يسقط يسقط حكم المرشد ويسقط مرسي، واستمروا خارج منازلهم يهتفون حتى جاء الثالث من يوليو واستجاب لهم جيش مصر وتم عزل مرسي.
فعن أي مصالحة مع جماعة الإخوان يتحدث هؤلاء من أصحاب (نظرية المرونة) بعد أن رفضتهم كل هذه الملايين من الشعب؟! بعد أن رفضهم ما يزيد عن ثلث الشعب؟! عن أي مصالحة هم ما زالوا يتحدثون بعد كل هذه الدماء التي أريقت وبعد كل هذه الجرائم والخيانات التي ارتكبتها هذه الجماعة المؤمنة بالعنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق الأهداف؟!
الأيام تكشف لنا كيف أنها جماعة لا يوقفها لا ضمير ولا وطنية ولا انتماء وتصل بها الخيانات إلى درجة منح الأرض للعدو مقابل المال البخس، وهو بخس ومهما كانت الأصفار فيه كثيرة!!
لا يا أصحاب (نظرية المرونة) ليس من حقكم أبدا التحدث باسم الشعب والمطالبة بالمصالحة مع هذه الجماعة، فلستم أنتم من استشهد أبناؤكم لتعيشوا العمر كله محترقة قلوبكم عليهم، ولستم أنتم من قتلتم وتركتم أطفالكم بلاعائل وزوجاتكم تتلاطم بهن الأيام، ولستم أنتم من تعيشون بإصابات وإعاقات ستلازمكم مدى الحياة..
دعوا من دفع الثمن غاليا هو الذي يقرر مع من تكون المصالحة وكيف ومتى تكون، وتفرغوا أنتم للكاميرات وشاشات الفضائيات والأحاديث المملة المتكررة الخالية من أي شيء يفيد الوطن إلا إذا كانت محافظكم المتضخمة وحساباتكم البنكية المتزايدة ستعود بالفائدة على الوطن!
وكفانا مرونة خانقة في قبحها، فليس من المنطق ولا من العدل أبدا أن يجلس الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور أو أي رئيس لمناقشة (الوضع الراهن) مع مجموعة من الشباب معروف جدا أنهم باعوا ضمائرهم ووطنيتهم منذ زمن مقابل إغراء اللون الأخضر للدولار، ليس من المنطق ولا من العدل أبدا أن يجلس الرئيس المؤقت مع مثل هؤلاء الشباب الذين عرفنا بأسمائهم قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير وشاهدنا البعض منهم بحالتهم التي تعكس فقرهم ومستواهم الاجتماعي المتواضع، ثم إذا بهم وبدون أي مبرر مقنع قد تحولوا إلى أثرياء بعد أن اعتادت أقدامهم على الطريق الموصل للسفارة الأمريكية، وعلى الزيارات المتتالية للولايات المتحدة الأمريكية وما فيها من نفحات وكرم لا تقدمها أمريكا إلا بمقابل ومقابل غال جدا.
وبالأمس كان هذا يتم في الخفاء أو في بعض الخفاء، وكانوا ينكرونه عندما يتم الكشف عنه بوسيلة أو بأخرى، لكن الغريب أنهم اليوم وبأنفسهم وأثناء لقائهم مع الرئيس هم من تطوعوا كاشفين القناع بكل وقاحة معلنين عما أسموه بـ(مبادرة وطنية)! لزيارة الولايات المتحدة وبريطانيا بهدف عرض حقائق ثورة 30 يونيو على صناع القرار هناك! ولا أدرى عن أي حقائق يتحدث هؤلاء (الشباب) الذي جمعهم اللقاء بالرئيس؟! ولماذا يجلس الرئيس مع هذه المجموعة تحديدا (أحمد ماهر، إسراء عبد الفتاح، مايكل منير، شادي الغزالي حرب، عماد عاطف) وما علاقتهم هم تحديدا بحقائق ثورة 30 يونيو؟ ولماذا هم تحديدا مطالبون بالذهاب لأمريكا والتحدث مع أصحاب القرار؟!
ومرفوضة هذه المرونة التي وبعد ثورة 30 يونيو التي رفضت حكم الإخوان وحكم مرسي العضو القيادي في جماعة الإخوان، تجعل الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور يضم بين طاقم مستشاريه ومعاونيه من كانوا مستشاريين لمحمد مرسي حتى إن تقدموا باستقالاتهم مبكرا أو متأخرا، وكأن مصر قد عدمت الكثير من الشخصيات القادرة على تولي هذه المهام وأفضل من هؤلاء الجاهزين لكل عصر وكل حاكم!!
ومرفوضة هذه المرونة التي تؤدي إلى إعلان دستوري لا ينص فيه على عدم قيام أي أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية، خصوصا بعد أن خضنا تجربة مريرية وكارثية أوصلنا لها حكم جماعة الإخوان المتسترة بقناع الدين كذبا وبهتانا والتي لم ولن تدين أبدا بالولاء لمصر إنما لأهدافها الشيطانية في تخريب مصر وتمزيق وحدتها وبيع أراضيها بأبخس الأثمان.
إنها المرونة يا سيادة الرئيس المستشار عدلي منصور التي هي قاتلة لو أنها استمرت وبقيت ودامت.. فأرجوك كفانا مرونة، وكفانا إغفالا للوطنيين الحقيقيين الذين لايريدون إلا وطنا حرا مستقلا متقدما، وطنا غاليا لا تعادل غلاوته مليارات العالم كله ولا كنوزه، وطنا يدفعون الأعمار ثمنا متواضعا مقابل بقائه وعزته ورفعته.
** وأخيرا: وبدون أي مرونة.. لن نقبل سيدي الرئيس نحن شعب مصر الذين قمنا بثورتين بأي وجود لذلك الدستور الذي وضعه أعضاء جماعة الإخوان وجماعات ما يسمى بـ(التيار الإسلامي) في غفلة من الشعب، وفصلوه وفقا لما يخدم مصالحهم وأهدافهم كجماعة تريد تحويل مصر العظيمة إلى مجرد ولاية هزيلة وسط عدد من ولايات (دولة الخلافة الإسلامية)، ويقبضون الثمن مليارات من كيان صهيوني لم يكن يأمل أبدا في تحقيق حلمه في خراب وتدمير مصر في هذه الفترة الزمنية القياسية في قصرها، وعلى يد أفراد يزعمون أنهم من شعبها ويقول أصحاب نظرية المرونة إنهم جزء من نسيجها.. وبئس القول هو!