السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

سقوط تامر حسني "180 درجة"

تامر حسني
تامر حسني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- استحوذ على الألبوم بكلماته وألحانه المكررة.. و"الاستعجال" جعله الأضعف فى مسيرته الفنية

هو الأقل فنيًا وموسيقيًا فى مسيرة تامر حسنى الفنية، رغم تحقيقه حتى هذه اللحظة مبيعات جيدة مقارنة بالألبومات السابقة، إلا إن "180 درجة"، الألبوم الأول لتامر مع شركة "روتانا"، لم يحافظ على الأقل على مستوى تامر الفنى فى آخر ألبوماته، قبل أن يقدم تغييرًا أو تجديدًا وتنويعًا موسيقيًا فى الألبوم الأخير.
الألبوم الذى يضم 12 أغنية، على رأسها الديو الذى جمعه بالمطرب العالمى "اكون"، فى أغنية "welcome to the life"، بموسيقى "هاوس"، تقليدية، من توزيع برين هيز وجلال فهمى، الذى اكتفى بإدخال صوت الطبلة الشرقى فقط، كدليل على مزج الموسيقى الشرقية مع الغربية فى الديو، والتى تظهر أيضًا ولع تامر بالطبلة، التى يستخدمها غالبًا فى معظم توزيعات أغانيه.
واللافت فى الألبوم، وربما هو السبب فى افتقاره للتنويع والتجديد هو استحواذ تامر بنفسه على الألبوم بكلماته وألحانه، على 7 أغانى، وغابت الأفكار اللحنية المبتكرة، وجاءت كلها بطريقة "السهل والمعتاد الرتيب"، بالإضافة إلى وضع تامر ألحانًا على قوالب غير موزونة شعريًا، ما أفقد اللحن وحدته الإيقاعية كما ظهر بشكل واضح فى أغنية "زى النيل"، فى بعض الجمل والذى بدا وكأنه لحن أولى ويحاول تطويعها باستخدام "آهاته "، لإكمال الجمل اللحنية.
لم يستخدم تامر فى ألبومه أى تنويعات موسيقية أو أصوات لآلات جديدة، فسيطر إيقاع "المقسوم"، على معظم الأغاني، والـ"slow track"، على النصف الآخر، كما فى أغانى "كل اللهجات"، "العقدة اتفكت"، "ده أنا بابا"، "زى النيل"، واللحن الهادى و"سوفت روك"، على "زى الحياة"، "180 درجة"، وإيقاع الأقرب للخماسى الخليجى فى "اطمنى".
الفقر الموسيقى، يؤكد أن الألبوم تم تنفيذه على عجلة، ولم يعط تامر لأى توزيع موسيقى بالظهور فى الأغانى، بعكس ما اتجه إليه غالبية المطربين فى الفترات الأخيرة، بإبراز الموسيقى والتوزيع فى الأغنية، واستقدام قوالب جديدة، وظهر أيضًا فى بداية بعض الأغانى بصوت تامر مباشرة، ومليء الفواصل الموسيقية بصوته و"همهماته"، ويبدو أن تامر يعتز بصوته لدرجة عدم إعطاء فرصة لأى آلة موسيقية بالظهور بمفردها فى الأغنية.
ولم تفلت سوى أغنية "مين ممكن"، للموزع نور، من سيطرة تامر "الصوتية"، حيث جاء توزيعها هو الأبرز والأقوى باستخدام "الإلكترونيك" و"الديسكو"، خاصة فى مطلع الأغنية.
وعلى مستوى الكلمات، استمر مسلسل الفقر وغياب التجديد، فى اختيار الموضوعات والمصطلحات، بنفس أسلوب اختيار الألحان والموسيقى "المعتاد الرتيب"، رغم حمل الألبوم وبعض أغانيه أسماء وعناوين جديدة مثل "180 درجة"، "زى النيل"، والتى توحى فى البداية بأنها تحمل موضوعات وكلمات مختلفة، إلا إنها لم تخرج عن العاطفية المباشرة والسطحية فى جمل "روحى.. سيبى روحى لروحي.. وضعى معاكى غير الأول.. وده اللى بينا خلاص.."، وفى "كل اللهجات"، والتى رغم أن موضوعها يحمل "مساحة واسعة" لاختيار كلمات جديدة لأنه يوجه حديثا لمحبوبته بمختلف اللهجات العربية، إلا إن تامر اكتفى مع سيد على الذى شاركه وضع الكلمات، بجمع ما يعادل كلمة "أوي" بالمصرى فى مختلف اللهجات فقط، على نحو "يا حبيبى أنا بقولها وبكل اللهجات وبعلو الصوت.. ولو عايزنى اخترعلك لهجة أنا جاهز موت.. هلبا هلبا.. برشا برشا.. مرة مرة.. كتير كتير.. بزاف وايد اوى اوى"، وهو الأمر الذى لا يحتاج الى اثنين لوضع كلمات الاغنية، فقط يحتاج لبحث سريع على "جوجل" لاختيار جمل متنوعة وجديدة بعكس ما جاء فى الأغنية.
الأغنية اقتبست بشكل شبه كامل من أغنية المطرب عمر عبداللات "مشتاقلك" والتى تقول كلماتها ايضا: "عايزك ابغيك نغيك بدى ياك اريدك.. مشتاق ليك وايد اوى بزاف مرة كتير هلبا ووايد وبرشا الشوق فيا.. يعنى بقول ليك بكل لهجة عربية.."، وهى الاغنية التى كتبها ماجد زريقات واطلقتها شركة "روتانا" خلال الشهر الماضي.
وبمجمل الألبوم تعدى تامر فكرة نحت نفسه والبوماته الاخيرة، ووصل به لأضعف مستوياته الفنية وانحدر لدرجة "180 درجة"، ولم يجدد سوى فى اشكال التسويق للألبوم، والتغلب على قرصنته، واصدار بيانات بأن الألبوم احتل فى ثانى ايام طرحه المركز الثانى فى اكثر الإصدارات الموسيقية شراء على "آى تونز"، وهو شيء لا يصدقه عقل خاصة وان التطبيق ذكر المعلومة كأنها خلال الساعات الاخيرة، وهى شيء طبيعى مع اى منتج حديثا يطرح على التطبيق.
وكذلك فى أشكال الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسعيه وحرصه على طرح كليب اغنيته مع "اكون"، رغم رفض الاخير تصوير الاغنية واستدعائه لرفع دعوى قضائية عليه لتصويرها، بموجب العقد والمبلغ الذى حصل عليه "اكون" لتسجيل وتصوير الاغنية، وهو ما ظهر فى عدم طرح "اكون" للأغنية على قناته باليوتويب، واكتفاء تامر فقط بطرحها.