الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" ترصد موقف الجزيرة في الأحداث بين مرسي والسيسي.. تحايلت على مشكلة الكهرباء أيام مرسي وأشعلتها أيام السيسي.. وتجاهلت نقل الباعة الجائلين أيام مرسي.. وشنت حربًا على السيسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الجزيرة في تقرير لها اعترفت أن نظام مرسي لم يكن قويّا

مهنيتها إبان الثورة كانت بمثابة العسل الذي يسبق السم

كشفت تلاعب بعض الإعلاميين ووقعت في نفس الفخ 

قناة الجزيرة هي المنصة الأولى للإعلام الاخوانى، فبعدما كانت منصة الثورة الأولى، والقناة التي تتميز بالمهنية بعض الشيء، اكتشف الجميع في النهاية أن تلك المهنية التي امتازت بها الجزيرة أيام ثورة 25 يناير هي العسل الذي كان يسبق السم القاتل للمصريين، فكانت تلك المهنية التي تحدثنا عنها هي عبارة عن أداة لإسقاط حكم مبارك ليتولى من بعده الإخوان مقاليد الحكم.

ولعل قناة الجزيرة هي أول من قامت برصد أقوال عدد من الإعلاميين المصريين لمواقفهم خلال حكم المعزول وحكم السيسي لتضع كلّا منهم في طائلة الإحراج وتثبت معاداتهم للرئيس مرسي دون أي أسباب مقنعة، ولم تكن تتخيل تلك القناة بمهنيتها المزيفة أنها ستوضع في نفس المأزق الذي لم يذكره أحد حتى الآن، ولعل من أبرز تلك المواقف التي رصدتها البوابة نيوز هي مشكلة انقطاع الكهرباء ونقل الباعة الجائلين إلى موقف الترجمان، حيث قامت قناة الجزيرة بالهجوم الكبير على السيسي تحت إطار "أنها قناة الشعب"، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك، فهى تقوم بعمل نفس الشيء الذي قام به إعلاميون آخرون قامت هي بفضحهم.

انقطاع الكهرباء ما بين مرسي والسيسي

منذ تولى عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم ونحن نقف أمام مشكلة لم تكن جديدة ولكنها كانت منذ عهد الرئيس المعزول، وقد قمنا برصد موقف الجزيرة من تلك المشكلة في العصرين، حيث قامت أيام حكم المعزول بالتعامل مع المشكلة بذكاء إعلامي جيد، حيث إنها لم تنكر المشكلة بل اعترفت بها وتناولتها بصورة خفيفة، ولم تبرزها كما تفعل الآن، بل قامت بعمل تقارير في الشارع مع المواطنين الذين اعترضوا على تكرار قطع الكهرباء ولكن لم يقل أي شخص كلمة "ارحل" للمعزول، ومن ثم قامت بذكر اعتذار المعزول عن هذا الأمر الخارج عن إرادته بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ونشر التقرير على هذا الأساس، ولم تكتفِ بذلك القدر بل قامت بنشر تقرير مكتوب بعنوان "مرسي يعتذر للمصريين عن انقطاع الكهرباء"، ليكن ذاك الاعتذار هو الشفاء للجرح الذي عرضته في أول التقرير، وكأنها تأمر الشعب بالصبر على تلك المشكلة.

وهو ما حدث عكسه في التعامل الإعلامي مع نفس القضية من قبل قناة الجزيرة في عهد السيسي، حيث قامت بعمل تقارير مكثفة عن انقطاع الكهرباء في عهد السيسي، وبدأت في إثارة الشارع المصرى من خلال تقارير مكتوبة تبرز فيها كل من قال "ارحل" للنظام الحالى، بل ولم تكتفِ بتلك التقارير المسمومة، بل قامت بعمل فيلم صغير أشبه بالأفلام الوثائقية بعنوان " تقرير خطير يرصد سخط وندم مؤيدى السيسى: انتخبناك علشان ترفعنا مش تخرب بيوتنا.. وفعلا ظلمنا مرسي"، مع عدد من العمال في المصانع والأشغال اليدوية يتحدثون فيه عن أزمتهم وتوقف حالهم بسبب انقطاع الكهرباء، وأجمعوا جميعا على كلمة "ارحل" للنظام الحالى، بالرغم من أنهم لم يقوموا بالتصوير مع أي شخص قال لمرسي "ارحل"، كما أنها لم تذكر اعتذار عبد الفتاح السيسي للشعب المصرى على تلك الأزمة مثلما ذكرت اعتذار محمد مرسي.


نقل الباعة الجائلين

في تلك القضية كان تعامل الجزيرة تعاملا مختلفا، حيث لم نجد أي شيء قامت قناة الجزيرة بنشره على مواقعها أيام حكم المعزول بخصوص تلك القضية، بالرغم من أن مرسي قد طرح ذلك الموضوع ولكن لم تكن لديه القدرة على تنفيذه فعليّا، كما لم يستطع تنفيذ الكثير من وعوده، ولم نستطع أن نعرف سبب تجاهل قناة الجزيرة لمثل تلك المشكلة في عهد المعزول بمثل هذه الطريقة.

ولكن في عهد عبد الفتاح السيسي قامت الجزيرة بإبراز الموضوع وكأنها قضية الموسم، وبالرغم من موافقة عدد من المواطنين على قيام عبد الفتاح السيسي بإخلاء الطريق من احتلال الباعة الجائلين بدون وجه حق، ومن أبرز التقارير التي قامت الجزيرة بنشرها والذي من خلاله دون قصد أدانت نظام مرسي بالنظام الذي "لا بيحل ولا بيربط"، كان هذا التقرير بعنوان "الباعة الجائلون...هددوا مرسي ورضخوا للسيسي"، لتثبت دون أي قصد أن النظام الذي كان يحكمنا وتقوم هي بالدفاع عنه خاف من عدد من الباعة الجائلين، وبعد تكتم مارسته قناة الجزيرة في عهد مرسي على تلك القضية انفضح أمرها بعد أكثر من عامين لتثبت أن مرسي كان سيتخذ نفس الإجراء ولم يستطع لضعف شخصيته وحكومته، وأن قناة الجزيرة لم تدِنه لمثل ذلك القرار، ولم تقم بتصوير أي تقارير في الشارع لتنقل رأي المواطنين آن ذاك برفضهم لهذا القرار.

ولم تسلم الجماعة الإسلامية من تلك القضية/ حيث أدانت الرئيس عبد الفتاح السيسي في قراره بنقل الباعة الجائلين بالرغم من مباركتها لنفس هذا القرار الذي كان سيقوم بتنفيذه المعزول لولا ضعف شخصيته.


التظاهر والخروج على الحاكم

في عهد المعزول أثيرت تلك القضية وخرج العديد من المشايخ الأفاضل يحرمون التظاهر ضد الحاكم، وخرج الحديث الذي لم يخرج علينا في ثوراتنا ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لتحاول الجماعة من الحد من تلك الجموع التي خرجت لترفض حكم الإخوان وتردعها بالدين، ولعل قناة الجزيرة تعاملت مع الأمر بحزم وبدأت في ترويج تلك الأفكار بخلاف ما تفعله الآن، وحاولت ترسيخ كل تلك الأفكار من خلال حلقات غير مباشرة في عدد من برامجها، والتي كانت دائما تصف فيها كل من كان يخرج ضد الحاكم فهو ظالم وبلطجى من النظام القديم.

والآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت قناة الجزيرة تبارك المتظاهرين السلميين في برامجها وتغطيتها الإعلامية رغم ثبوت أكثر من مرة أن تلك التظاهرات خرجت عن إطار السلمية، كما أنها تناست أو تجاهلت تماما كل تلك الأحاديث التي خرجت لتحرم الخروج عن الحاكم، وما زالوا يعتبرون مرسي هو الحاكم الشرعى، وهو الأمر الذي يفقدها مهنيتها لأن الإعلام الحقيقي ناقل وليس حاكمًا.

هكذا كانت الجزيرة وقت المعزول وبعده في مواقف كثيرة لنقف أمام قناة ادعت الحيادية بالرغم أن الاختلاف لنيل المصالح هو المنهج الحقيقي الذي تسير عليه القناة.