الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تعانق الأمجاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكأن أمجادك يا مصر أرادت أن تتعانق.. 
أمجاد ماض صنعها أبطال جيش مصر حين حققوا الانتصار على الصهاينة أعداء الأمس واليوم والغد فى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.. وأمجاد حاضر ومستقبل  يصنع بأيادى أبناء مصر وهم يشقون قناة جديدة لمصر.. وفى لحظة فارقة وغير عادية وصعبة التكرار تعانق المجدان..
**أبطال الحاضر يصلون الليل بالنهار، ومعاولهم وحفاراتهم تدق فى باطن أرض مصر لتفعل ما فعله الأجداد في الماضي حين شقوا قناة السويس.. معاول وآلات حفر جديدة تشق قناة جديدة بيد شبابها الجدد ولكن فى ظروف إنسانية أفضل وأكرم من ظروف سخرة عاشها الأجداد تحت سياط جنود المحتل.. 
أبطال جدد يحفرون ويدقون ويزيحون تلال أتربة ورمال السنين من باطن الأرض، فإذا بهم يطل عليهم صانع آخر من صناع مجد مصر.. إذا بهم يطل عليهم بطل  من أبطال  مصر.. إذا بهم أمامهم رفات مجند من جيش مصر العظيم، مجند شارك فى انتصار مصر العظيم على جيش الصهاينة أعداء الماضي والحاضر والمستقبل.. 
**في وسط التراب وبين طبقاته، كانت ترقد رفات المجند الشهيد محمد حسن عطوة ابن قرية طوخ الأقلام التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية..
واختار الشهيد الراقدة رفاته بين طبقات تراب تراكمت على مدار سنوات طوال ومنذ عام 1973 - وفي قول آخر منذ عام 1967 – اختار أن يطل الآن ليؤكد لأبطال اليوم الذين يصنعون مجد الحاضر، أن مصر تستحق منهم الكد والعمل الساعات الطوال ليلاً ونهارًا، وأن هناك من اعطوا لمصر ليس فقط كدهم وجهدهم وساعات من أيامهم، بل أعطوا لها حياتهم فداءً لها وتضحية من أجلها ودفاعًا عن ذرة تراب من ترابها.. 
**ورغم أن الأقوال تضاربت حول أن الشهيد هو ابن محافظة الشرقية مركز فاقوس، وبين أنه ابن محافظة الدقهلية مركز السنبلاوين.. وحول أنه كان من شهداء 1967 أو شهداء 1973.. إلا إن رفاته وهيكله العظمى غير المتحلل وبواقي سترته العسكرية وبطاقته العسكرية وبيادته العسكرية وحتى زمزمية المياه التى كان يروي منه عطشه ومشطه الصغير الذى كان يسرح به شعره ، هى كلها رموز شرف وفخار تؤكد أنه ابن جيش مصر العظيم، وأنه استشهد وهو يدافع عن تراب مصر، واحتضنه طيلة سنوات عدة تراب مصر محافظًا عليه حتى أتت اللحظة التى ظهر الشهيد برفاته وكأنه يؤدى التحية العسكرية من جديد لأبطال مصر الجدد الذين يصنعون مجدها الجديد..
**اختار شهيد جيش مصر وبعد سنوات طوال قبع فيها راقدًا بين طبقات التراب هذه اللحظات، ليطل برفاته على أبطال الحاضر الذين يصنعون مجدًا جديدًا لمصر وغدًا جديدًا لمصر الجديدة، ليتعانق مجد الماضى ومجد الحاضر.. يتعانق صناع مجد الغد مع صناع مجد الأمس.. يتعانق أبطال المستقبل مع أبطال الماضى الذين ضربوا أعظم المثل فى التضحية والفداء.. فهنيئًا لك أبناؤك يا مصر.. فعلى مر الزمان أثبتت النماذج والأمثلة أنهم لك محبون مخلصون مضحون، واهبون لك العمر والحياة كما "وهبتيهم" فخر الانتماء لك، وعظمة أن يكونوا حاملين اسمك وصفتك يا غالية.. 
** وتحية وتقدير وعرفان الى أرواح شهدائك يا جيش مصر العظيم.. يا فخرنا وعزتنا وحامينا بإذن الله دائمًا وأبدًا.