الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ماكين وجراهام يدعوان إلى الحسم و مواجهة داعش فورا

جون ماكين ولينزي
جون ماكين ولينزي جراهام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين ولينزي جراهام إلى ضرورة وقف التردد الذي ينتاب أروقة الإدارة الأمريكية والبدء فورا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش".
وقال ماكين وجراهام – في مقال رأي نشراه في صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم السبت- إنه عقب أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا، والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من ألفي مواطن، والانهيار المحتمل للعراق، ومؤخرا صعود نجم الجيش الارهابي الأكثر شرا في العالم "داعش"، والذي غزا مساحات شاسعة من هاتين الدولتين، خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقول:" إننا لا نمتلك حتى الان استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا التهديد"، الأمر الذي يمثل تهديدا أخر للمجتمع الدولي.
وقالا:" إن أوباما يرغب بوضوح في التحرك عن عمد وبالتشاور مع حلفائه في الكونجرس حول ما يجب فعله إزاء داعش، وهي حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، ولكن تهديد داعش يتنامي مع الوقت بنحو قد لا يمكن احتواءه ويؤكد ضرورة مواجهته فورا".
وأكدا أن هذا الأمر "يتطلب استراتيجية شاملة وقيادة رئاسية كبيرة وشعورا أكبر بالإلحاح، وفي حال غير أوباما مساره وتبنى نهجا استراتيجيا لهزيمة داعش، فإن يستحق حينئذ الدعم".
وأضافا:" أن مثل هذه الاستراتيجية تطلب من قائدنا العام أن يشرح للرأي العام الأمريكي المتخوف من الحرب لماذا يتوجب على الولايات المتحدة عدم غض الطرف عن هذا التهديد؛ حيث أصبحت داعش واحدة من أكبر وأثرى المنظمات الارهابية في التاريخ وتتمتع بملاذ آمنا داخل دولتين في قلب الشرق الأوسط قد يصل لمساحة ولاية انديانا الأمريكية، فضلا عن أن صفوفها تحتوي على الاف الراديكاليين الذين يحملون جوازات سفر غربية، بمن فيهم بعض الأمريكيين الذين يحتاجون فقط لتذكرة طائرة لدخول الولايات المتحدة".
ولهذا، اعتبر وزير الأمن الداخلي الأمريكي (حسبما أشار ماكين وجراهام) أن سوريا تمثل "مسألة أمن وطني" بالنسبة لبلاده، كما أن تحذيراته لاقت صدى عند النائب العام ومدير الاستخبارات الوطنية بجانب وزير الدفاع، بينما لا يزال الشعب الأمريكي بحاجة إلى إدراك حقيقة أن داعش لا تمثل مأزقا لسوريا والعراق فحسب ، بل تشكل تهديدا جسيما لأمن الولايات المتحدة.
وذكر النائبان:" أنه من البديهي القول بإنه لا يوجد حل عسكري للتعامل مع داعش، لذا فإن أي استراتيجية يجب أن تكون شاملة بنحو يضمن نزع الأصول المالية لداعش وتشكيل حكومة شاملة في بغداد تتقاسم السلطة والثروة مع السنة العراقيين أكثر من دفعهم للإنضمام إلى داعش، كما أنها ستحتاج إلى إيقاف الصراع في سوريا والبدء في عملية انتقال سياسي هناك نظرا لأن نظام الرئيس بشار الأسد لن يكون أبدا شريكا موثوقا به خلال قتال داعش، بل على العكس ساعد نظام الأسد داعش على النهوض ومن قبلها ساعد في تأجيج ارهاب تنظيم القاعدة في العراق، وأخيرا تحتاج استراتيجية مواجهة داعش إلى نهج إقليمي لضم شركاء واشنطن في جهد منسق متعدد الأطراف".
وأستطردا القول:" بأن داعش في نهاية المطاف أصبحت قوة عسكرية ويجب مواجهتها عسكريا، فيما بدأ أوباما اتخاذ خطوات عسكرية ضد داعش في العراق"...وشبها قيام واشنطن بمحاربة داعش في العراق وحدها وتركها تتوغل في سوريا بدخول حرب بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها، وأكدا ضرورة وضع خطة عسكرية لهزيمة داعش أينما كانت.
كما حثا الولايات المتحدة على تعزيزعلاقتها بشركائها الذين يقاومون داعش، من أجل تفعيل هذه الخطة، ومنهم أقلية البشمركة الكردية والقبائل السنية والقوى المعتدلة في سوريا والعناصر الفعالة داخل قوات الأمن العراقية، وذلك من خلال إمدادهم بالسلاح وبالمساعدات الاستخباراتية والعسكرية بشكل مباشر.
وقالا ماكين وجراهام " إن الأمر يجب أن يشمل أيضا إيفاد قوات خاصة أمريكية ومستشارين إلى المنطقة، لا للاشتراك في القتال على الأرض ولكن لمساعدة شركائنا على قتال داعش وتوجيه ضربات جوية مباشرة ضدها، فيما يجب أن يقوم الحلفاء الإقليميون بدور رئيسي في هذا الجهد فلا أحد يدافع عن فكرة شن غزو احادي الجانب" .
واختتما مقالهما بذكر " أنه إن استمع الرئيس أوباما إلى هذه النصائح أم لم يستمع، فإن عليه الإصغاء إلى القادة الذين يمتلكون سجلا حافلا من النجاحات في قتال الجماعات الارهابية على غرار داعش، لا سيما جون ألين ورايان كروكر و جاك كين وديفيد بترايوس، كما يجب عليه التشاور مع الخبراء العسكريين والدبلوماسيين مثلما فعل سلفه الرئيس جورج بوش عندما أعاد التفكير في شن الحرب على العراق ".