الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سيد قطب..منظرالإرهابيين في العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ٩ أكتوبر ١٩٠٦ في قرية موشة بمحافظة أسيوط بمصر، ولد سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، والذي يعد من أكثر الشخصيات تأثيراً في الحركات الإسلامية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.

تلقّى دراسته الابتدائية في قريته، وفي سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي، ثم التحق بتجهيزية دار العلوم.

في سنة 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم، وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة.

عُين بعد سنتين بوزارة المعارف في وظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك ـ إسماعيل القباني، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.

وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين"، وحكم عليه بالسجن 15 سنة، ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964.

وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر، واستلام الإخوان المسلمين الحكم في مصر.

وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966) قبل أن يتدخّل أحد الزعماء العرب!!



مرحلة فكرية

كان لسيد قطب نسيج فكري مُرَكب تشكّل على مهل من الطفولة إلى المشنقة، وما بين البداية والنهاية كان سيد قطب الشاعر الشفيف الملهم الناقد صاحب النفسية الاستشرافية، ثم سيد قطب المفكر الباحث الذي يرتشف رحيق المعارف من مختلف المصادر ليخرج لنا أنوار المعرفة، إلى أن أصبح سيد قطب صاحب المشروع الفكري الأهم والأخطر في القرن العشرين.

ولسيد قطب علاقة وثيقة مع الصحف والمجلات، فقد بدأ بنشر نتاجه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وقد نشر أولى مقالاته في صحيفة "البلاغ" و"الحياة الجديدة" و"الأسبوع" و"الأهرام" و"الجهاد"، وكان السيد قطب غزير الإنتاج، يكتب المقالات الأدبية والنقدية والتربوية والاجتماعية والسياسية.

ففي المجلات كتب في "الكاتب المصري" و"الكتاب" و"الوادي" و"الشئون الاجتماعية" و"الأديب" و"الرسالة" و"الثقافة" و"دار العلوم" وغيرها، وقد أشرف على مجلتي "الفكر الجديد" و"العالم العربي"، كما أشرف على مجلة "الإخوان" التي لاحقتها السلطات وفرضت عليها الرقابة دون غيرها من الصحف وأوقفتها عن الصدور في 5 / 8 / 1954.

وبسبب نشاطه الإخواني أغلقت كثير من الصحف أبوابها بوجه إبداعه فكتب يشكو أن الصحف المصرية ـ إلا النادر القليل منها ـ هي مؤسسات دولية، لا مصرية ولا عربية، مؤسسات تساهم فيها أقلام المخابرات البريطانية والفرنسية والمصرية والعربية أخيراً.

وفي موقع آخر كتب ليعرّف الجمهور الكادح الفقير أنه ليس هو الذي يموّل الجريدة بقروشه "تعتمد هذه الصحف على إعلانات تملكها شركات رأسمالية ضخمة، وتخدم بدورها المؤسسات الرأسمالية.. وتعتمد ثانيا على المصروفات السرية المؤقتة أو الدائمة التي تدفعها الوزارات لصحافتها الحزبية أو للصحف التي تريد شراءها أو ضمان حيادها.. وتعتمد ثالثا على المصروفات السرية لأقلام المخابرات الدولية وبخاصة إنكلترا وأمريكا".

رؤيته لأمريكا

أمريكا التي رآها قطب ودرس خريطتها الاجتماعية والتعليمية هي كما يقول ( ما الذي تساويه في ميزان القيم الإنسانية ؟ وما الذي أضافته إلى رصيد البشرية من هذه القيم، أو يبدو أنها ستضيفه إليه في نهاية المطاف؟).. كان الشغل الشاغل لقطب في هذه المرحلة هو «القيم الإنسانية» التي توافق عليها البشر، كان ميزان القيم الإنسانية هو الميزان الذي يزن به قطب الحضارة الأمريكية، إذ لم يتوقف عند الآلات والاختراعات ولكنه توقف على حد قوله عند (مدى ما أضافته تلك الآلات إلى الرصيد الإنساني من ثراء في فكرته عن الحياة) كان الرصيد الإنساني والقيم الإنسانية والمعارف الإنسانية والموسيقى والفن والرسم والأوبرا والسيمفونيات والباليه هي مفردات سيد قطب وهو يتحدث عن القيم.

وفي عام 1948 سافر سيد قطب إلى أمريكا في بعثة تابعة لوزارة المعارف العمومية لدراسة النظم التعليمية، حيث كانت وزارة المعارف بصدد وضع تصور جديد للتعليم في مصر وطرقه فذهب إليها سيد قطب وعاد ليكتب ( أمريكا التي رأيت).

قطب رأي أمريكا التي تتجه مشاربها حينا إلى العنف والغلظة والأنانية التي تصل إلى حد الإجرام، وكانت عقلية قطب هي عقلية عالم الاجتماع الذي يرى أن إنسانية المجتمعات مرهونة بالتوافق والتعاون تحت مظلة القيم الإنسانية لا فرق بين هذا وذاك إلا بقيمه وأخلاقه وإنسانيته، وكان يرى أن الصراع وشعور أمريكا بالتميز ورغبتها في إقصاء الآخرين هو أول معول يهدم حضارتها.

 



من فيلسوف إلى مشروع "القطبيون"

منذ سنة 1953 انضم سيد قطب عمليا لحركة الإخوان المسلمين وكلّفه الإخوان بتحرير لسان حالهم جريدة "الإخوان المسلمين" وإلقاء أحاديث ومحاضرات إسلامية، كما مثّل الإخوان خارج مصر في سوريا والأردن اللتين منع من دخولهما، ثم القدس.

في عام 1954 تم اعتقال سيد قطب بسبب صلته التي كانت قد توثقت مع الإخوان المسلمين فقام في سجنه باستكمال كتابه تفسير الظلال في طبعته الأولى، وبعد أن صهر قطب تجاربه كلها خرج لنا مشروعه الفكري الأخير فقام بإصدار طبعة جديدة منقحة بمنهج يختلف عن الطبعة الأولى ركز فيها على المعاني والتوجيهات الحركية والدعوية والجهادية في القرآن.

ووضع قطب في طبعته المنقحة تصورات جهادية فاصل فيها بين مجتمع الإيمان ومجتمعات الجاهلية، ومن صفحات الظلال خرج للمطبعة كتابا مثيرا كان له أكبر الأثر في تكوين جماعات العنف فيما بعد ألا وهو كتاب "معالم في الطريق" الذي كانت لتجربة قطب في أمريكا أثر كبير في بلورة أفكاره لأنه رأى أن حضارة الغرب أصبحت غير مؤهلة لقيادة البشرية وأنه لا يوجد قواسم حضارية مشتركة.

وكانت كتابات المودودي هي المفاتيح السرية التي فتح بها "قطب" بابا جديدًا للحركة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي، حيث تأثر سيد قطب بتقسيمات المودودي لمجتمع الهند الى أهل جاهلية وأهل الإيمان، ولكن في مصر الطبيعة مختلفة ورغم ذلك أخذ قطب هذه الأفكار المودودية ومصرها أي طبقها على مصر حيث رأى من خلال هذه الأفكار أنه لا يمكن إقامة دولة إسلامية كاملة تستعيد ملامح دولة "الخلافة" الإسلامية الراشدة إلا من خلال تنظيم قوي محكم يعمل في السر وليس في العلن، ولا تكون الدعوة المفتوحة من أولوياته، لكنها قد تكون من وسائله ولكن الأهم هو التنظيم والآلية العسكرية، حيث استفاد سيد قطب من أفكار النظام الخاص في جماعة الإخوان المسلمين حيث وجد في هذا النظام المؤهل لصنع هذا التنظيم ولم يعول على جماعة الإخوان المدنية وجعل قطب من رسالة التعاليم لحسن البنا التي خصصها للنظام الخاص وهي السمع والطاعة والثقة المطلقة في القيادة، جعل قطب من هذه الأفكار الدستور الرسمي لجماعته الخاصة.


ناصر وقطب

كان سيد قطب وجمال عبدالناصر صديقين، بل وصل الأمر إلى أن قطب كان ينتظر اختياره وزيرًا للتعليم بعد قيام الثورة وكتب عشرات المقالات المدافعة باستماتة عن الحركة المباركة في التعامل مع خصومها وربما كان أبرزها مقولته الشهيرة: «لأن نظلم عشرة أو عشرين من المتهمين خير من أن ندع الثورة كلها تذبل وتموت»، بل إنه كتب مقالا بعد إعدام خميس والبقرى في أغسطس 1952 في جريدة الأخبار يقول فيه: «فلنضرب بسرعة، أما الشعب فعليه أن يحفر القبر وأن يهيل التراب".

واختاره جمال عبد الناصر نائبا له فى هيئة التحرير وهى التنظيم السياسى الأول للثورة، ثم انقلابه على الثورة، وكان أول شرخ فى العلاقة بين عبد الناصر وقطب، بدأت بعدم وفاء عبد الناصر لوعده لقطب بإسناد وزارة المعارف له، وهى الخطوة التى أدت بقطب إلى الانزواء، والاقتراب من الإخوان،

وعقب ابتعاده عن عيد الناصر تولى قطب بعدها رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمين، ومنذ العدد الأول من الجريدة بدأ قطب فى هجومه على الثورة وعبد الناصر، مبتكرا شخصية "قرفان أفندى" الكاريكاتورية ليحملها هجومه الذى أراده على المرحلة الجديدة، ورغم الهجوم من قبل سيد قطب علي الرئيس الراحل عبد الناصر الا ان علاقته لم تنقط به ، حتى وقعت أحداث المنشية، فتم القبض على قطب، وحكم عليه بـ 15 عاما على إثر حادث المنشية،

وفي السجن  تمكن من مواصلة قراءاته وكتاباته، فكتب معظم مؤلفاته خلال الفترة التى أمضاها فى السجن، وسمح له بطبع كتبه وتداولها فخرج "فى ظلال القرآن" فى أكثر من طبعة جديدة.

وعقب خروجه من السجن كتب أخطر كتبه على الإطلاق وهو "معالم على الطريق"، الذى يكاد يكون الأساس فى الفكر المتطرف الذى تشهده الساحة الآن،  او كتاب التكفير الأول، وطبع "معالم على الطريق" أكثر من طبعة جديدة، كانت تنفد كل منها بعد ساعات من إصدارها، وكتب سيف اليزن خليفة رئيس المباحث العامة فى تلك الفترة، تقريرًا عن الكتاب يصفه بالخطورة على المجتمع، ورفع التقرير إلى جمال عبد الناصر يطلب فيه منع الكتاب من الطبع أو التعرض له، إلا أن عبد الناصر رفض عملا بالوعد الذى قطعه لسيد قطب بألا يسمح لأحد بالتعرض لكتاباته، وأن يتركه حرًا يكتب ما يشاء، حتي جاء لحظة القبض عليه ومحاكمته واعدامه.

 


خلفاؤه في الجماعة

خلفاء سيد قطب وتلاميذه أو ما يعرف بالقطبيين في جماعة الإخوان المسلمين، هم أعضاء تنظيم عام 1965 الذى تزعمه سيد قطب، وهم الذى حوكموا معه في ذلك العام، وكان على رأسهم المرشد الحالي د. محمد بديع وأعضاء مكتب الإرشاد الحالي د. رشاد البيومي ود. محمود عزت وكان يطلق عليهم تنظيم "العشرات" وهم الذين يمثلون مكتب الإرشاد حاليا أما تسميتهم بتنظيم العشرات فذلك نسبة الى قضائهم 10 سنوات في السجون المصرية من عام 1965 الى عام 1975، حيث قال التلمساني في رسائله "إن هؤلاء ليسوا من الإخوان".

ولأن مجموعة القطبيين لا تمثل في أفكارها جمهور الإخوان وجسد الجماعة الرئيسي، فإن سيطرة هؤلاء على مواقع القيادة وإطاحتهم برموز الاعتدال .

يعد محمد بديع آخر مرشد معلن للجماعة، وهو أول مرشد يتم تنصيبه في حياة سابقه محمد مهدي عاكف صاحب التصريح الشهير "طظ في مصر من أبرز تلاميذ سيد قطب في جماعة الإخوان، وبدأ اسم بديع في الظهور في سنة 1965 حين تمت محاكمته للمرة الأولى مع "سيد قطب" وعدد من قيادات الإخوان وحكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات ثم خرج عام 1974 مع إفراج السادات عن الجماعة، وسافر بعدها اليمن ثم عاد.

وحكم على "بديع" بالسجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف في العام1998، حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة جامعة بني سويف بعد اعتقال حسن جودة.

وأحيل "بديع" للمحاكمة في قضية النقابيين سنة 1999؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة سنة 2003.

محمد بديع من مواليد مدينة المحلة الكبري عام 1943، وحصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة سنة 1965، وعين معيدا بالكلية، ثم حصل على الماجستير ليصبح مدرسا مساعدا عام 1977 بجامعة الزقازيق، وحصل على الدكتوراه في عام 1979 ليعين بعدها مدرسا في الجامعة، وتدرج حتى وصل إلى أستاذ بجامعة القاهرة فرع بني سويف عام 1987، ليصبح رئيس قسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري عام 1993.

وكعادة قيادات الجماعة فقد تزوج بديع بابنة أحد قيادات الرعيل الأول من الإخوان، واقترن بسمية الشناوي ابنة محمد الشناوي وهو ضابط طيار، وأنجب منها 3 أبناء مات أكبرهم في أحداث رمسيس.

وتولى بديع منصب مرشد الجماعة عقب إعلان عاكف عدم استمراره في المنصب، فتم انتخابه في يناير 2010، وقال عنه عبد الستار المليجي، المنشق عن الجماعة بأنه قطبي الفكر، وسيقود الجماعة إلى صدام حقيقي مع الدولة، وهو ما حدث فعليًا في خلال أقل من 4 سنوات فقط من توليه رئاسة الإرشاد.

وكان من أهم قرارات بديع عدم المشاركة في ثورة 25 يناير، وأكد أن الدعوة مجهولة المصدر ولا يمكن التعامل معها، كما خالف وعد الجماعة بعدم ترشح أحد للرئاسة.

 


محمود عزت قائد التيار ''القطبي'' بالجماعة

بعد إلقاء القبض على محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، تداولت قيادات الاخوان والصفحات المؤيدة لهم خبر تولي الدكتور ''محمود عزت'' منصب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين خلفا لبديع .

وعلى الرغم من أنه لم يكن على علاقة بالإعلام، ولم يظهر كثيرًا، إلا أن قيادات الجماعة كانت تراه المرشد الفعلي والقائد الحقيقي لعلاقته القوية بالتنظبم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس، وهو من أخطر رجال الجماعة على الإطلاق، واحتفظ دوماً لنفسه بتلك الهالة الداخلية، وساعدته ملامحه الحادة ونظراته الثاقبة وجسده النحيل أن يطلق عليه شباب الجماعة ''الثعلب''.

ويعرف بأنه أحد أهم صقور التيار القطبي المتشدد في الجماعة وكان يشكل مع ''الشاطر'' الثنائي الذي دفع الجماعة أكثر إلى اليمين ونحو التحالف مع المجموعات الجهادية مؤخراً، وكان الرأس المدبر لاعتصامي ''رابعة'' و''النهضة'' ويتلقى يوميا تقارير من مصر بشأنهما، وحلقة الوصل بين مصر والتنظيم الدولى وقادة تركيا.

 

ولهذا يري الكثيرون إن اختياره خلفا ً للمرشد السابق يمثل خطر كبيرا، ويفتح الباب واسعاً نحو مزيد ومزيد من الدم، فهو الرجل الثاني بعد ''الشاطر''.

ويراه دكتور ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أنه رجل مخابرات من الطراز الأول وهو صاحب الكلمة الأولى بجماعة الإخوان مع ''خيرت الشاطر''، وهو إن قال شيئاً لابد من تنفيذه وهو أقوى من محمد بديع، ولكن فى ترتيب القوى ''بديع'' تابع له، ونستطيع أن نقول إن ''محمود عزت'' هو المرشد الحقيقى للجماعة، وهو عقلية مخابراتية تكفيرية تآمرية، فكره يقوم على تكفير المجتمع وهو من أكثر الشخصيات تأثيراً داخل الجماعة، وهو صاحب الخطط التي تم على أساسها الإطاحة بـدكتور ''محمد حبيب'' ودكتور ''عبدالمنعم أبو الفتوح'' والمحامي ''مختار نوح''

وأضاف الخرباوي ''أن عقله منظم وله الإدارة بالتنظيم ويعين رؤساء المناطق ونظم الانتخابات لاختيار الأعضاء الحاليين لمجلس شورى الجماعة وتصعيد أعضاء مكتب الإرشاد من على شاكلته ومن رجاله، فهو الذي يدير الجماعة من خلف الستار''

ويحلل عبد الجليل الشرنوبي، أحد المنشقين عن الاخوان، سرعة الاعلان عن المرشد الجديد بأن ''بديع'' بعد فترة كمون كان يتحرك فيها بصفته و ليس بصلاحياته، ثم بسرعة أعلن التنظيم أن  ''محمود عزت'' مرشدا مؤقتا ولن يكون له صلاحيات ولن يتولى شيئًا من الإدارة، وهو في مكانه يختبئ ولكن المهم لدى القيادة أن تلغي صفة المرشد ''بديع'' حتى لا يصدر أي تصريح و هو في السجن.

وفي نفس الوقت، كما يوضح، تضمن الحفاظ على وجود شكل تنظيمي متماسك، يحصل على دعم التنظيم الدولي ومن خلفه الدول وفي مقدمتها أمريكا وإضافة إلى ذلك يضمن هذا التعيين الذي تم الترتيب له سلفا يضمن استمرار حشد القواعد لمواجهات الشوارع، بدعوى أن المعركة مستمرة وأنه  لو سقط منا مرشد فكلنا مرشدون.

 

محمود عزت، هو أمين عام جماعة الإخوان المسلمين سابقا، وعضو مكتب الارشاد حاليا ً، ونائب المرشد، واعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراة، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 85م، اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م.

واعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م، وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، وأعتقل أيضا ً في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.


رشاد بيومي.. تلميذ قطب النجيب

يدير الجماعة من الداخل بالحديد والنار.. إنه رشاد البيومي المسئول عن قسم الطلاب وأحد أبرز تلاميذ سيد قطب، عاصر كل الأزمات التي مرت بها الجماعة بداية من 1954وحتي الآن وكان من أشد المقربين لمصطفي مشهور وكان بمثابة المستشار له، البيومي من مواليد قرية الحديدات الغربية بمحافظة سوهاج عام 1935 وانضم لجماعة الإخوان وهو ابن اثنا عشر عاماً أي في عام 1947، التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة قسم الجيولوجيا في عام 1951وتولي مسئولية الإخوان داخل كلية العلوم ودخل السجن عام 1954 حتي عام 1971 تربي علي كتاب "معالم في الطريق" لمنظر الجماعة وصاحب التحول الرهيب في فكرها سيد قطب، تركت سنوات السجن بصماتها علي رشاد البيومي وأصبح يوصف بالقطبي الأول في مصر، وبعد خروجه من السجن عاد للالتحاق بكلية العلوم في 5/1/1972 وسجل بالفرقة الثانية وتخرج معيدا بالكلية عام 1974ثم حصل علي الدكتوراه عام 1980، يعد من أهم من تولي قسم الطلاب في تاريخ الجماعة وساعده في ذلك كونه أستاذا بجامعة القاهرة، وكان قد تم انتخابه وكيلاً أول، لنقابة العلميين عام 1991، واستقر في القاهرة تاركا الصعيد وأصبح بمرور الوقت في الصدارة داخل الجماعة.

رشاد البيومي تم نفيه إلي الإمارات لمدة خمس سنوات وتدخل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر لإنهاء سفره وإعادته لمصر.

 

تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد منذ عام 1995 وحتي الآن وكان وصوله إلي مكتب الإرشاد بمثابة الإعلان الرسمي لسيطرة القطبيين علي جماعة الإخوان، يعد رشاد البيومي من الذين لهم الفضل في سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية بل هو من قاد عملية السيطرة الإخوانية علي النقابات المهنية ووضع خطتها، وتدرج البيومي في التنظيم الإخواني وأثبت جدارته في إحكام السيطرة علي قسم الطلاب الذي أسند إليه في 2002، بالإضافة إلي دوره في مكتب الإرشاد وتوليه أيضا ملف المشكلات الطارئة وحسمها؛ لأنه الوحيد القادر علي حسم أي تمرد داخل الجماعة ومواجهة أي انشقاقات أو مشكلة ما جعل البعض يطلق عليه حلاَّل العقد داخل الجماعة.

سلك البيومي منهج الإقصاء في حياته مع من يعارضه ويقوم بفصل وشطب من يخرج عن النص وفي الانتخابات التكميلية الأخيرة لمكتب الارشاد، رشاد البيومي الرجل الغامض الذي يملك كل مفاتيح العمل والحركة داخل الجماعة، الكلمة كلمته والأمر أمره، هو الحاكم الفعلي لدولة الإخوان، والكل يعمل له ألف حساب، وقد ظهر هذا جليا في أول مؤتمر لطلاب الإخوان المسلمين بعد الثورة والذي عقد في 24سبتمبر 2011 في مركز المؤتمرات بالقاهرة بحضوره بجانب محمد بديع مرشد الجماعة والدكتور محمود غزلان ومهدي عاكف المرشد السابق والدكتور محمود عزت والدكتور محمود أبوزيد وألقي المرشد كلمة ثم قام الطلاب بإلقاء بعض الاسئلة علي الدكتور محمد بديع.. ولكن قام طالب يقول: نري ان الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح هو الشخص الأصلح والأنسب لتولي رئاسة الجمهورية لماذا ترفض الجماعة هذا الرأي؟ وكان السؤال موجهاً للدكتور محمد بديع الذي قال علي الفور وجه هذا السؤال للدكتور رشاد البيومي نائب المرشد لأن عنده اليقين في هذه المسألة؟ أجاب رشاد البيومي "إن الدكتور أبو الفتوح خالف السمع والطاعة وقال: الجماعة لم تفصل أبو الفتوح ولكن هو من فصل نفسه.. بديع يرفض الإجابة عن السؤال ويجيب رشاد البيومي في وسط كل قيادات الجماعة من مكتب الإرشاد ولا يعلق علي كلامه أحد حتي من سأل السؤال عندما تكلم صمت الجميع، ويدل ما فعله بديع من إحالة السؤال إلي رشاد البيومي علي مكانة البيومي وقوته، وأنه هو رجل المهام الصعبة وهو أيضاً صاحب القرار الأخير في كل المسائل، وفي هذا المؤتمر أيضاً الذي كان يحضره «3000» شاب من طلاب الإخوان وجه الدكتور رشاد البيومي كلمة إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر أمرهن فيها بالمشاركة الفاعلة في كل أعمال الجماعة وطالبهن ببذل الجهد والعطاء.. ولكن ماذا يعني أن يوجه البيومي كلمته إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر؟!.. أليس معني هذا أن ملف الأخوات الذي يتولاه جمعة أمين أيضاً ليس ببعيد عن رشاد البيومي؟!

الواضح أن رشاد البيومي لا يقبل بأي حال خروج أحد عن النص أو عن الخط المرسوم له، رجل حازم لا يعرف المناطق الرمادية ولكن غموضه يطغي عليه فلا تعرف ما يدور برأسه إلا وانت تراه ينفجر كالقنبلة في وجهك، فقال مؤخرا ليصيب الساحة السياسية بالسخونة أكثر وأكثر إن المتظاهرين في ميدان التحرير بلطجية وخونة يريدون هدم مؤسسات الدولة، ولا يريدون المصلحة العامة، كما قال إن شباب الإخوان المسلمين وجميع المخلصين من أبناء مصر سيخرجون في جمعة الشرعية والشريعة لدعم الرئيس مرسي في ميدان التحرير، وعلي جميع من هناك أن يرحلوا فورا لأن التحرير ليس ملكهم بل هو ملك لشعب مصر، ورغم أن مكتب الإرشاد استجاب لدعوات بعض القوي السياسية التي طالبت بديع ورفاقه بتغيير مكان مليونيتهم من ميدان التحرير، إلي ميدان النهضة رفض البيومي بشدة هذا الأمر لكن المرشد العام ضغط عليه ليقبل بذلك حتي لا تحدث فتنة داخل الجماعة علي وجه التحديد وبين أبناء الأمة بصفة عامة.


أبو التنظيمات الجهادية في العالم

يعتبر سيد قطب الأب الروحي لجميع قادة التنظيمات الإرهابية والجهادية في العالم ، فقد قال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، في ديمسبر 2001: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين !!" في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم).

قال عبدالله عزام أحد قادة الجهاديين ضد السوفيت، في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب": "والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم".

وأكد باحث أمريكي أن أفكار سيد قطب الإخوانية هي أساس إعلان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش - الخلافة الإسلامية.

وأشار فيليب جينكينز المدير المشارك لبرنامج بايلور للدراسات التاريخية في الدين، في ولاية تكساس الأمريكية، ، في مقال له على موقع "ديلي بيست" الأمريكي، إلى أن "دولة الخلافة الإسلامية"، التي تطمح الجماعات المتطرفة لإنشائها اليوم، تحمل دمارها بين ثناياها.

وقال جينكينز "إعلان دولة الخلافة، في حد ذاته، يعبر عن يأس شديد، وفشل سياسي وثقافي". جاء ذلك في تقرير لموقع 24.

ويبين جينكينز أنه منذ عشرينيات القرن الماضي، كانت جماعات عديدة، ومنها جماعة الإخوان، تدعو إلى نظام إسلامي أوسع، عبر استعادة للخلافة، وقد ذهب العديد من مفكري هذه الجماعات لتعزيز أفكار تعد البنية الأساسية لتنظيمات كداعش والقاعدة، اليوم.

ويلفت جينكينز إلى أن أحد أكثر هؤلاء المفكرين تأثيراً، كان العضو السابق في "مكتب الإرشاد" التابع لجماعة الإخوان، سيد قطب.

ورغم تعاليم قطب العديدة، إلا أن فكرتين أساسيتين لقيتا رواجاً كبيراً مقارنةً بغيرهما، حيث الأولى هي "الجاهلية"، وهو مصطلح يستخدم عادة لوصف الهمجية المرتبكة التي كانت سائدة بين العرب في العصر الجاهلي، بحسب جينكينز، حيث طبّق قطب هذه الفكرة على العالم المعاصر، ونظام الدولة السائد، لاسيما على الدول والمجتمعات الإسلامية.

واعتبر قطب، حينها، أن المجتمعات الإسلامية هي على نفس القدر من السوء الذي عليه الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، وكانت جميعها "دولاً فاشلة"، ورأى أن الحل الوحيد لهذه "الجاهلية" هو قبول "الشريعة".

والفكرة الأخرى التي انتشرت حينها، على يد قطب، هي اعتبار أن جميع المسلمين ليسوا مسلمين "حقاً"، حيث اعتبرهم قطب "غير مؤمنين" و"مرتدين"، منادياً بتكفيرهم، أو نفيهم، أو إعلان خروجهم عن الدين رسمياً، ووحدهم الناشطين المخلصين للدعوة، من وجهة نظر قطب، اعتبروا "مسلمين صادقين".

ورغم أن قطب نفسه لم يجعل فكرة "الخلافة" أساسيةً لفكره، إلا أن أتباعه رأوا فيها "البديل الوحيد" عن الجاهلية، وهكذا رآها "حزب التحرير" أيضاً، الذي يعد جماعة متطرفة يمتد نشاطها عبر القارات، ويعتبر "لعنةً" على وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى، بحسب جينكينز.

يذكر أن تنظيم القاعدة في العراق كان يبث "صوت الخلافة" عبر الإنترنت، وفي جنوب شرق آسيا، تزعم "الجماعة الإسلامية" أن هدفها "دولة خلافة تحل بديلاً عن النظام الدولي الحالي، من إندونيسيا إلى تايلاند"، واليوم، عندنا التنظيم المعروف سابقاً بداعش، وها هو يسير على هذا النهج الداعي لخلافة إسلامية أيضاً، كما يفيد جينكينز.


القرضاوي: تكفيري بامتياز

شهادات الإخوان على سيد قطب

القرضاوي: تكفيري بامتياز

هناك العديد من الشهادات حول فكر سيد قطب من قبل اعضاء جماعة الإخوان، وقال القرضاوي في إحدى الندوات بالقاهرة منذ أكثر من خمس سنوات تحدث فيها عن أفكار سيد قطب وقال "إن أفكار سيد قطب ليست من أفكار الإخوان المسلمين كما أنها أفكار خرجت عن منهج أهل السنة والجماعة، وبعد يومين من هذه التصريحات استضافت إحدى القنوات د. يوسف القرضاوي وشرح فيها أفكار قطب بالتفصيل وحاكم من خلالها أفكار سيد قطب وقال إن هذا الفكر ليس من أفكار الإخوان وأن التنظيم الذي أنشأه عام 1965 بعيد عن أفكار الإمام البنا ولكن خرج بعدها أعضاء مكتب الارشاد الحالي مدافعين عن أفكار سيد قطب ردا على تصريحات القرضاوي.".

وقال في مقال بموقعه الخاص بعنوان "كلمة أخيرة حول سيد قطب": "هذه مرحلة جديدة تطور إليها فكر سيد قطب، يمكن أن نسميها "مرحلة الثورة الإسلامية"، الثورة على كل "الحكومات الإسلامية"، أو التي تدعي أنها إسلامية، والثورة على كل "المجتمعات الإسلامية" أو التي تدعي أنها إسلامية، فالحقيقة في نظر سيد قطب أنَّ كل المجتمعات القائمة في الأرض أصبحت مجتمعات جاهلية.

تكوَّن هذا الفكر الثوري الرافض لكل من حوله وما حوله، والذي ينضح بتكفير المجتمع، وتكفير الناس عامة؛ لأنهم "أسقطوا حاكمية الله تعالى" ورضوا بغيره حكماً، واحتكموا إلى أنظمة بشرية، وقوانين وضعية، وقيم أرضية، واستوردوا الفلسفات والمناهج التربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية وغيرها من غير المصادر الإسلامية، ومن خارج مجتمعات الإسلام.. فبماذا يوصف هؤلاء إلا بالردة عن دين الإسلام؟!

بل الواقع عنده أنهم لم يدخلوا الإسلام قط حتى يحكم عليهم بالردة، إنَّ دخول الإسلام إنما هو النطق بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهم لم يفهموا معنى هذه الشهادة، لم يفهموا أن "لا إله إلا الله" منهج حياة للمسلم، تميزه عن غيره من أصحاب الجاهليات المختلفة، ممن يعتبرهم الناس أهل العلم والحضارة.

أقول: تكوَّن هذا الفكر الثوري الرافض داخل السجن، وخصوصاً بعد أن أعلنت مصر وزعيمها عبد الناصر، عن ضرورة التحول الاشتراكي، وحتمية الحل الاشتراكي، وصدر "الميثاق" الذي سماه بعضهم "قرآن الثورة"! وبعد الاقتراب المصري السوفيتي، ومصالحة الشيوعيين، ووثوبهم على أجهزة الإعلام والثقافة والأدب والفكر، ومحاولتهم تغيير وجه مصر الإسلامي التاريخي.

هنالك رأى سيد قطب أن الكفر قد كشف اللثام عن نفسه، وأنه لم يعد في حاجة إلى أن يخفيه بأغطية وشعارات لإسكات الجماهير، وتضليل العوام.

هنالك رأى أن يخوض المعركة وحده راكباً أو راجلاً، حاملا سيفه "ولا سيف له غير القلم" لقتال خصومه، وما أكثرهم، سيقاتل الملاحدة الجاحدين، ويقاتل المشركين الوثنيين، ويقاتل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ويقاتل المسلمين أيضاً الذين اغتالتهم الجاهلية فعاشوا مسلمين بلا إسلام!.

وأنا برغم إعجابي بذكاء سيد قطب ونبوغه وتفوقه، وبرغم حبي وتقديري الكبيرين له، وبرغم إيماني بإخلاصه وتجرده فيما وصل إليه من فكر، نتيجة اجتهاد وإعمال فكر - أخالفه في جملة توجهاته الفكرية الجديدة، التي خالف فيها سيد قطب الجديد سيد قطب القديم، وعارض فيها سيد قطب الثائر الرافض سيد قطب الداعية المسالم، أو سيد قطب صاحب "العدالة" سيد قطب صاحب "المعالم".

ولقد ناقشت المفكر الشهيد في بعض كتبي في بعض أفكاره الأساسية، وإن لامني بعض الإخوة على ذلك،.... وأخطر ما تحتويه التوجهات الجديدة في هذه المرحلة لسيد قطب، هو ركونه إلى فكرة "التكفير" والتوسع فيه، بحيث يفهم قارئه من ظاهر كلامه في مواضع كثيرة ومتفرقة من "الظلال" ومما أفرغه في كتابه "معالم في الطريق": أنَّ المجتمعات كلها قد أصبحت "جاهلية". وهو لا يقصد بـ "الجاهلية" جاهلية العمل والسلوك فقط، بل "جاهلية العقيدة" إنها الشرك والكفر بالله، حيث لم ترضَ بحاكميته تعالى، وأشركت معه آلهة أخرى، استوردت من عندهم الأنظمة والقوانين، والقيم والموازين، والأفكار والمفاهيم، واستبدلوا بها شريعة الله، وأحكام كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم)).


فريد عبد الخالق: شباب التكفيريين تأثروا بفكر قطب

 

 (أحد كبار الإخوان المسلمين) في كتابه "الإخوان المسلمون في ميزان الحق": ((أمعنا فيما سبق إلى أنَّ نشأت فكرة التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أنَّ المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفَّر حكامه الذين تنكَّروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميه إذا رضوا بذلك".

وقال: ((إنَّ أصحاب هذا الفكر وإن تعددت جماعاتهم، يعتقدون بكفر المجتمعات الإسلامية القائمة، وجاهليتها جاهلية الكفار قبل أن يدخلوا في الإسلام في عهد الرسول عليه السلام، ورتبوا الأحكام الشرعية بالنسبة لهم على هذا الأساس، وحددوا علاقاتهم مع أفراد هذه المجتمعات طبقاً لذلك، وقد حكموا بكفر المجتمع لأنه لا يطبق شرع الله، ولا يلتزم بأوامره ونواهيه، ومنهم من قال بعدم كفر مخالفيهم ظاهرياً، وقالوا بنظرية (المفاصلة الشعورية)، فأجاز هذا الفريق الصلاة خلف الإمام الذي يؤم المصلين المسلمين في سجونهم ومتابعته في الحركات دون النية، وقالوا بعدم تكفير زوجاتهم، وأجَّلوا كفرهم على أساس نظرية (مرحلية الأحكام)، وأنهم في عصر الاستضعاف – أي: العهد المكي – بأحكامه التي نزلت إبانه، فلا تحرم المشركات ولا الذبائح ولا تجب صلاة الجمعة ولا العيدين ولا يجوز الجهاد، ويكفرون من لم يؤمن بفكرهم، وأخذوا ببعض أساليب الباطنية في (التقية)، ألا يذكروا أسرار معتقداتهم لغيرهم، ويظهرونها لخواصهم وأتباع فكرهم، وذلك عندهم ضرورة حركية، وطائفة تمسكت بالمفاصلة الصريحة، وكفَّرت مخالفيهم ومن كان معهم، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم وآباؤهم وأمهاتهم وزوجاتهم، وهم جماعة (التكفير والهجرة)، الذين يسمون أنفسهم "جماعة المؤمنين".