الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد نقل الباعة الجائلين إلى "الترجمان".. مواطنون عن وسط البلد: عادت إلينا برونقها الجميل وأصبحت جديدة لا نعرفها.. وآخرون: أول مرة أمشي على الرصيف بحرية

بعد نقل الباعة الجائلين
بعد نقل الباعة الجائلين إلى "الترجمان"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شنت محافظة القاهرة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وشرطة المرافق حملة مكثفة لإخلاء الباعة الجائلين من شوارع غرب القاهرة وعابدين والموسكى، ونقلهم إلى سوق جراج الترجمان، وبدأت الحملة بإزالة الإشغالات والباعة من شوارع طلعت حرب وقصر النيل وعبد الخالق ثروت وأمام مجمع التحرير مرورًا في شارع التحرير حتى ميدان عبد المنعم رياض، وعلى الرغم من نجاح الحملات في إزالة الباعة من منطقة وسط البلد، إلا أن نسبة تسكين الباعة في سوق الترجمان بلغت 50% فقط، رغم حصول الباعة على كروت التسكين داخل الجراج من الأحياء.

وعلى الجانب الآخر حاولت " البوابة نيوز" استقصاء رأي المارة في شارع طلعت حرب وشارع صابر أبو علم بوسط البلد، حول منطقة وسط البلد عقب قرار نقل الباعة الجائلين.

قال محمد عبد الهادي، 22 سنة: هذه أول مرة انزل إلى وسط البلد ولا أجد زحام الباعة الجائلين، فهم العائق الحقيقي في الطريق، وليس أي شيء آخر، كما أنني أجد مكان عادي لكي "أركن" سيارتي، وبعد هذا القرار الذي منح شارع طلعت حرب "مساحة" لم يشهدها من قبل، بدأت أشعر أنني في بلد جديدة غير التي أعرفها تمامًا.


وقالت هند عبد العاطي، 30 سنة: أنا سمعت عن القرار ولكن لم أتخيل أن القرار سيجعل من شارع طلعت حرب شارعًا بهذه المساحة وهذا الجمال، فأنا أسير على الرصيف بكل حرية، وهذا لم يحدث لي منذ أن كنت طفلة، أنا سعيدة بهذا القرار.

وتقول هيام عبد الحميد، 40 سنة: أنا سعيدة بهذا القرار الذي أعاد لوسط البلد رونقها اللائق، فلا وجود للبائعين الذين يصرخون في مكان، وينادون عليك لتأخذ بضاعتهم، حتى ولو لم تكن في حاجة إليها، فعليك أن تأخذها أو على الأقل تدخل في معركة شد وجذب مستمر، حتى يكتب لك الخلاص، أو يحن عليك البائع ويتركك، ولو لم تدخل في هذا الصراع تظل محاطًا بصرخات البائعين معلنة عن الأسعار، وهو شيء لا يمكن تحمله.

ويؤكد شرف الدين عبد السلام، 25 سنة، أنه أول مرة يرى شارع طلعت حرب بهذا الشكل، وقال: أنا اكتشفت محال جديدة أول مرة أنظر إليها، فلقد كان البائعون يغطون الشارع بأكمله، ولما ذهبت تلك الغمة ظهر الشارع، وظهرت المحال، وأعتقد أن رواج الأسعار وحركة البيع والشراء لهذه المحال ستزيد في الفترة القادمة.


ويقول علي عبد الرحمن، 30 سنة: أنا كأحد أصحاب المحال ستزيد رواج البيع والشراء، خاصة وأن الباعة الجائلين كانوا أشبه بـ "البلطجية"، لدرجة أنهم كانوا يمنعون بعض الزبائن من دخول المحل، والحمد لله الغمة انزاحت، والباعة ذهبوا من عالم وسط البلد، والحمد لله كده أحسن كتير.

وتؤكد سماح عبد الهادي، 24 سنة، إحدى العاملات بأحد المطاعم في شارع طلعت حرب، أن عدد الزبائن في تضاعف مستمر، وهذا نابع من طمأنة الناس إلى النزول إلى وسط البلد، بل والأقدام على نزول وسط البلد، بعد أن أصبحت مكانًا للمارة فقط، وليس سوقًا للبضائع في الشارع.


واختلف عمر زيادة، 18 سنة، مع كل من سبقوه، حيث أكد أن وسط البلد يسودها الهدوء منذ إصدار القرار، وهو ما لم يعتد عليه، وهو ما دفعه ليقول: الحكومة لما منعت الباعة فقدت وسط البلد جزءًا من رونقها، وهو الصوت والمارة والحركة، فلقد أصبحت ميتة تمامًا، لم يعد فيها الحركة والصوت الذي اعتدت عليه.

وتضامن معه هنداوي عبد السلام، 41 سنة، الذي يسكن في شارع صابر أبو علم فيقول: لقد فقدت وسطت البلد الرونق الحقيقي لها، فالصوت العالي والدوشة والزحام كلها مميزات لوسط البلد، لكن ما يوجد الآن هو حالة "موت" حقيقي لها، فلا وجود لأي صوت ولا فرد على جنبات الشارع، الشارع شبه ميت بلا صوت أو حركة.