السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروائي السوهاجي أحمد جاد الكريم: "الشللية" سرطان يقتل الإبداع

الروائي السوهاجي
الروائي السوهاجي أحمد جاد الكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد جاد الكريم كاتب روائي شاب من مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، يعمل معلما للغة العربية بدأ كتابة الشعر ثم اتجه في عام 2010 إلى كتابة القصة والرواية، في بداية عام 2014 حصلتْ روايته الأولى "ليالي السيد" على المركز الثاني في جائزة ساقية الصاوي، ثم قامت دار سما للنشر والتوزيع بإصدارها في يوليو الماضي، أما روايتي الثانية "أحزان نوح" الحاصلة على المركز الثالث في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة في مايو الماضي فهي قيد النشر وستصدر في بداية العام القادم.

عمل جاد الكريم على كتابة رواية جديدة تناقش أزمة الدين والجنس والانتماء بنيتها مقسمة إلى ثلاثة أقسام كل منها يحمل اسم للبطل المأزوم صاحب الأسماء الثلاثة، ومن المتوقع أن ينتهي من كتابتها في صيف هذا العام.
"البوابة نيوز" حاورت الروائي أحمد جاد الكريم في إطار سلسلة حواراتها مع أدباء الأقاليم حول أهم قضاياهم والمعوقات التي تواجههم لنتعرف من خلالها على وجهات نظرهم في الكثير من القضايا، وإلى نص الحوار:

- هل تعتقد أن المبدع يمكنه أن يحقق النجاح في محافظته النائية أو بلدته الصغيرة دون أن يكون ذلك مرتبطا بوجوده في العاصمة؟ وما هي المقومات لذلك؟
حصلت على جائزتين في أقل من شهرين، إضافة إلى تكريمي في اتحاد الكتاب ضمن عشرين كاتبا شابا في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها لجنة الشباب في الاتحاد برئاسة الدكتور شريف الجيار والكاتبة الأستاذة منى ماهر. كما تم طباعة كتاب يضم الأعمال الفائزة، كل هذا حدث وأنا مقيم في مدينة تبعد عن العاصمة نحو 500 كيلو متر، المسألة تحتاج إلى متابعة عن طريق الصحف والمواقع الإلكترونية، والتواصل مع الوسط الأدبي على الأقل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الاجتهاد في القراءة والكتابة.

- ما هي أهم المعوقات التي تجدها في المسيرة الإبداعية للكتاب الذين يرفضون نداهة القاهرة ويفرضون أنفسهم على النخبة الثقافية من بلدانهم؟

المعوق الأكبر – من وجهة نظري – هو بُعد المسافة التي تحول دون الوجود بشكل دائم وسط النخبة الثقافية.

- هل ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد جعلت من مصر والعالم العربي قرية صغيرة سهلت من التواصل مع النخبة والمجتمع وسهلت مهمة أدباء الأقاليم ؟

لولا مواقع التواصل الاجتماعي، لكان أغلب أدباء الأقاليم في طي النسيان، لكل منا صفحة على الفيس بوك هي توازي صفحة كاملة في جريدة، يمكن للكاتب من خلالها عرض أعماله والترويج لها، والتواصل مع الكتاب، ومتابعة كل جديد، والتعرف على الوسط عن قرب.

- هل صادفت أدباء تم دفن موهبتهم بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع أدباء العاصمة؟

كثير جدا، ولو ذكرت أسماء فالقائمة ستطول، هناك أدباء أكلهم النسيان، خاصة كبار السن الذين لا يستطيعون التعامل مع الفيس بوك أو لا يتمكنون من السفر للقاهرة.

- ما وجهة نظرك في المنتج الأدبي وقائمة البست سيلر ووجود جماعات المصالح؟

المنتج الأدبي مُبشر، أنا أرى أن هناك عددًا كبيرًا من الكتاب الشباب والكبار يكتبون بشكل جيد، لو أن هناك مئة كاتب متميز في مصر فهذا يُنبئ بصحوة أدبية كبيرة، تُعيد إلى الأدب مكانته، أما البيست سيلر رغم أنه ليس له معايير محددة، فالكاتب الذي توصف روايته بأنها بيست سيلر كم طبعة بالضبط صدرت من الرواية؟ وكم نسخة بِيعت؟، لا أحد يعرف ولا يوجد أرقام حقيقية أو دقيقة،المصطلح نفسه مراوغ ويستخدم عادة للترويج، لكن لا ضير، مادامت هذه الظاهرة تُعبر عن أن هناك قراء يتهافتون على إصدار جديد لكاتب ما، شريحة القراء تزداد عاما بعد عام، حتى وإن كان هذا على مستوى الكم لا الكيف، فهذا جيدا أيضا.

أما عن جماعات المصالح، يمكن أن نسميها الشللية، وهي موجودة في الوسط الأدبي، كسرطان يعمل على قتل العملية الإبداعية وإظهار أعمال أدبية للنور والكتابة عنها في الصحف، وهي إما ضعيفة غالبا أو غامضة، يُكتب عنها فقط لأن كاتبها صديق الناقد فلان، وهناك كاتب يكتب عن كاتب صديقه ويمدحه من باب اكتب عني أكتب عنك، كل ذلك للأسف يجعل القارئ قليل الخبرة يتهم الأدب أنه ضعيف ويبتعد عن القراءة، لأن الذي يطفو على السطح مجرد غثاء.

- هل وجود شخصيات أدبية تتصدر المشهد في الأقاليم، ساهمت في ازدهار الحركة ام أن تلك الوجوه تحافظ على مكانتها ومصالحها ؟
نعم هناك الكاتب أحمد أبو خنيجر في أسوان، ومنى الشيمي في الغردقة، ومصطفى البلكي في أسيوط، وأسماء أخرى معروفة في الوسط الأدبي وأرجو أن تصل أعمالهم إلى وسط القراء؛ لأنها أهم بكثير من أعمال متصدرة قائمة المبيعات لكتاب العاصمة.

- ما هو تقييمك لمشروع النشر الاقليمي الذي تقوم به قصور الثقافة؟
سيئ جدا للأسف، أنا لم أفكر في خوض هذه التجربة، لا يوجد لجنة قراءة تُقيم الأعمال، النشر الإقليمي قائم على المجاملات.

- هل تعد نوادي الأدب إضافة للحركة ام عائق يقف امامها؟

هي إضافة - ولو قليلة - للحركة الأدبية، لكن أغلب نوادي الأدب أنشطتها غير مفعلة.

- مؤتمر أدباء مصر.. هل انت مع استمراره ام انتهاء دوره ولماذا؟

سأكتفي بأن اقول لك: إن مؤتمر أدباء مصر هو وجبة شهية وفندق مريح، وصحبة مسلية بين الأدباء.

- الميديا عنصر ترويج للأصلح أم تلميع لأنصاف الموهوبين؟

الميديا غائبة تماما عن المشهد الأدبي والثقافي، لا هي تلمع موهوبين ولا أنصاف موهوبين، قناة النيل الثقافية لا يشاهدها المثقفون أنفسهم فما بالك بالجمهور العادي، القناة لا تطور من نفسها ولا برامجها، أما عن إذاعة البرنامج الإذاعي فلا يستمع لها خمسة أشخاص، الإذاعة لا تُبث إلا في القاهرة وقد تم إزالتها من على النايل سات، وبثها في النت سيء جدا.

أين أنت من مشاكل الاقليم الذي تنتمي إليه في منتجك الأدبي؟

في روايتي الأولى تناولت فكرة التعلق بالأضرحة المنتشرة في الصعيد، خرجت من عالم القرية إلى الصحراء في الرواية الثانية "أحزان نوح"، معالجة المشاكل يكون بشكل غير مباشر، حتى لا يسقط الأدب في فخ التقليدية.

- لو عادت بك الأيام هل ستظل في إقليمك أم ستشد الرحال للقاهرة؟

أنا في بداية مشواري، إن عاجلا أو آجلا سأرحل إلى القاهرة، المسألة تحتاج إلى بعض الترتيبات لنقل العمل.