الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

كدبتين وبس.. فليطفئ "ربكم الأعلى" قنديله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ويصحو “,”ربكم الأعلى“,”- على عكس كل الأرباب- متفائلاً ومبتسمًا، يصلي الفجر في “,”جماعة“,”، تحرسه ثلة من الملائكة مسومين، يسأل وضحكة صافية لا تفارق ثغره الباسم، مستندًا على منسأته: من بقى من عبادي، يا قنديل؟
فيأتي الرجل المطيع مهرولًا، يطأطئ رأسه في انكسار أمام أبهة العرش يقول : كثيرون يا سيدي.. “,”جماعة“,” من أهلنا، وبعض الكبار من خدام الكرسي، و“,”عبدك“,” الماثل بين يديك، وحثالة من الجنود والمرتزقة ينتظرون “,”رحمة ربهم“,”.
يقوم “,”الرب“,” من ثباته منتفضًا، وكأنه تذكر شيئًا: لكنهم كثر يا “,”قنديل“,”.. هل تكفي ميزانية “,”الملكوت“,” كل هؤلاء؟ إن خزائن الأرض يا بني تكفي “,”جماعتنا“,” بالكاد، ورغم أن لي- الآن- ملك مصر، وهذه الأنهار تجري من تحتي، أشعر دائمًا بالعطش، هل نسيتَ أن لدينا ممالك أخرى نسعى لضمها قريبًا؟
يرد الرجل المطيع- ولا يزال الخشوع سمته- لم أنس يا سيدي، ولكن الحمل ثقيل على “,”ملكك“,” المطيع الذي هرم ويحتاج إلى دعم من سلطانك.. لم يعد قادرًا على سحب كل الأرواح.
يرد الرب متباهيًا بملاكه: لكنه حصد 50 طفلًا في أسيوط في غمضة عين، هل ننكر صنيعه بعد كل هذا الجهد.
يشتعل الـ“,”قنديل“,” غاضبًا: أَخْفَقَ يا مولاي وترك 10 آخرين ينعمون بالحياة الآن، علينا أن نستعين بـ“,”مَلَك شاب“,”، رفيقنا فقد قدرته على التنقل بين قضبان القطارات، وتحت الأنقاض، وفي المصنع والإستاد، وبالطرقات، هل تتخيل يا سيدي أن “,”سائق تاكسي حقير“,” نجى من يده في حادث تافه بمزلقان “,”عبيط“,” بأرض اللواء، وتَعْجَز عصاته السحرية عن سحب أكثر من 4 أرواح، كنت أظنه قادرًا على سحب اللواء وأرضه ومن عليها.
بهدوء يليق بعظيم: لقد عوض إخفاقه بما فعله ويفعله في الإسكندرية والقليوبية والعياط والبدرشين، ولم يترك مكانًا إلا وله فيه بصمة.. ولكن نسيتُ أن أسألك.. كيف حال الباقين؟
القنديل بحماس: لا تقلق.. نستعد لهم، وجهزنا الأيام القادمة مصائب وكوارث لن تصدقها أنت شخصيًّا، وهؤلاء الذين راحوا أخرسناهم، وأخرسنا معهم أهاليهم بـ“,”كام ألف ملطوش“,”.
الرب منتفخًا: لا تنسى أن تلقي بيانًا إلى الذين رحلوا، قل لهم: “,”بأمر من مولانا السلطان، من بند المنح السلطانية، سوف يكون نصيبك قبرًا، وستُمنح كفنًا وحنوطًا ليكون رداءً للإنسان، وبشرط واحد.. حين يكون عظامًا نخرة، سيرد إلينا منحتنا، وستنزع عنه الأكفان؛ لتكون لإنسان آخر.. فالعدل أساس الحكم كما تعلم“,” .