الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد مجزرة القطط داخل نادي الجزيرة.. وظهور فيديو التمثيل بـ "جثة الخانكة".. خبراء النفس: ما رأيناه خلل نفسي واضح يجب علاجه قبل أن يتفشى وتتحول مصر إلى غابة يصعب العيش فيها

ما رأيناه خلل نفسي
ما رأيناه خلل نفسي واضح يجب علاجه قبل أن يتفشى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عرض برنامج "على مسئوليتي" بفضائية "صدى البلد" مقطع فيديو، لمجموعة من أمناء الشرطة بقسم الخانكة يعبثون بجثة متوفى، تظهر عليه آثار التعذيب، وأبدى مقدم البرنامج الإعلامي أحمد موسى استنكاره الشديد من الواقعة، مطالبا وزارة الداخلية بالقبض على مرتكبيها.

ويظهر في الفيديو أحد الأمناء، وهو يضع السيجارة في فم المتوفى، وأكد متصل بالبرنامج من منطقة الخانكة، معرفته بالأمناء الثلاثة الذين ظهروا في الفيديو، مشيرا إلى أنهم معروفون في المنطقة بتورطهم في "أعمال إجرامية" وأن هناك شكاوى كثيرة مقدمة ضدهم.


وأضاف أن من يشعل السيجارة في الفيديو، هو أمين شرطة بقسم الخانكة، يدعى وليد جبريل، وأن الآخرين أحدهم يُدعى عبدالعزيز، ويعمل مخبرا سريا بالقسم، والثاني يُدعى عبدالناصر، وهو أمين شرطة في مركز الخانكة، وشدد المتصل على أن "هؤلاء الثلاثة يسيئون بشدة إلى سمعة وزارة الداخلية، ويقدمون على أفعال سيئة كثيرة"، وهو ما دفع محمود سعيد مدير نيابة الخانكة إلى إصدار قرار بالتحفظ على أمناء الشرطة الثلاثة، وهم وليد عصام جبريل، وعبد العزيز محمد حامد، أمينى شرطة بقسم الخانكة، وعبد الناصر أحمد مخبر سرى بمركز الشرطة، حيث قررت النيابة التحفظ عليهم في مركز الشرطة لحين الانتهاء من التحقيقات، وقررت النيابة إرسال الفيديو إلى المعمل الجنائى لفحصه وإعداد تقرير بشأنه، كما قررت النيابة الاستماع لأقوال رئيس مباحث قسم الخانكة، وكذا المأمور ومعاونى المباحث.

وحاولت " البوابة نيوز" استقصاء الأمر من الناحية النفسية، خاصة مع خروج عدد من الصور لعمال وحراس أمن نادي الجزيرة، وهم يذبحون القطط ويعبثون بأجسادها في سعادة غير مبررة.


قال الدكتور محمد عبد الفتاح، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن من تصل به درجة الاختلال إلى حد أن يتباهى بإختلاله النفسي والعقلي، فإنه في حالة نفسية يجب علاجها فورًا فلقد أصبح شخصًا مضادًا للمجتمع.

وأضاف عبد الفتاح، عندما رأينا عددا من المختلين يصورون أنفسهم مبتسمين وهم يذبحون القطط داخل نادي الجزيرة، لم نتصور أبدًا أن الموضوع سيتطور إلى حد التصوير أثناء العبث بأجساد الإنسان، ولكن في الحقيقة أننا كمصريون نعاني من أزمة عداء مع النفس والمجتمع في آن واحد، والسبب الحقيقي وراء ذلك هو الرئيس السابق مبارك.

وأشار عبد الفتاح إلى أن انعدام وجود النفس اللوامة داخل ضمير هذه الفئة، جعلت من تحكمات النفس الأمارة بالسوء أمر يصعب السيطرة عليه، وبالتالي أي شيء يقوموا به وارد الحدوث ولا عجب في ذلك.

وشدد على أن تلك الفئة من الناس والتي أصبحت كبيرة جدًا، تحتاج إلى علاج نفسي فوري، ولا يمكن أن نقنع أنفسنا بأنها مرحلة وهتعدي، ولكنه مرض ويتفشى، ويجب التصدي له بقوة. 


 وقال الدكتور هشام بحري، أستاذ الطب النفسي، أن ما ظهر للناس على مواقع التواصل الاجتماعي لهو اعتراف حقيقي بأن هذه الفئة تعاني من مرض التلذذ بآلام الغير، خاصة مع انتشار موجة العنف الزائدة في المجتمع.

وأضاف السادية مرض معروف لدى العالم أجمع، فهو مرض يضر الأشخاص، ولا يمكن أن يصيب مجتمع بأسره، ولكن يجب المبادرة بسرعة علاج هؤلاء الأشخاص لأن وجودهم يعتبر خطرا على المجتمع.

وأشار بحري، إلى أن كل شخص لديه علاقة ثلاثية تحدد شخصيته، علاقته مع الله ومع الآخرين ومع نفسه، وأي اختلال في هذه العلاقات تعتبر اختلالا نفسيا كاملا في شخصية هذا الفرد، وهو ما يؤدي إلى ما نراه.

وشدد على أن إهمال الحكومة لمثل هذه الأفعال يمكن أن يساعد على تطورها وانتشارها، وهو ما نخشاه جميعًا، لأن هذه الأمراض كفيلة بالقضاء على هذا الوطن بأكمله، وتحويله إلى غابة.