الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وجع في الكبد المصري.. 150 ألف حالة إصابة سنويا بفيروس "سي".. مصر الأولى عالميا في قائمة المرض اللعين.. وأقسام "الكبد" غير مؤهلة لمواجهة الخطر.. وعقار "السوفالدي" يعالج 20% فقط من الغلابة

وجع في الكبد المصري..150
وجع في الكبد المصري..150 ألف حالةاصابة سنويا بفيروس "سي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فجأة توقف العمل في مركز طبي لعلاج مرض فيروس "سي" في مركز "ههيا" بالشرقية، وفجأة صرخ المئات من المصابين بفيروس " سي " بصراخ مدوي، وهنا زاد انتباهنا للخطر الذي يحاصر الشراقوة خاصة ومصر عامة.

المعلومات تقول إن المحافظة تحصل على أعلي نسبة إصابة بالفيروس في مصر، وهو ما دعانا إلى الذهاب والاطلاع على حقيقة الأمر.

بدأنا من قسم الكبد بمركز ههيا المركزي، والذي يبدو من الوهلة الأولى أنه قسم في مستشفى بدائي وليس مركزيا، بدءا من المنظار البدائي والذي يعمل بالعين المجردة إلى عدم وجود جهاز رسم قلب، وطالب العاملون بتواجد وحدة مناظير كاملة بتكلف 400 ألف جنيه خاصة المنظار العلوي لحالات القيء الدموي والبراز المجمع، إضافة إلى زيادة الأطباء بالقسم.

الاغرب أن وضع قسم الكبد بمركز ههيا المركزي هو تقريبا وضع وحال معظم أقسام الكبد بمستشفيات مصر فهي تحتاج إلى إعادة تأهيل ومراعاة المرضي غير المؤهلين ماديا أو اجتماعيا ويموتون كل يوم بسبب المرض اللعين.


عاطف السيد مرشح مجلس شعب سابقا بههيا، أكد أن المبنى كان مخصص له قطعة ارض 2500 متر كمستشفى للحميات منذ عام 2004، ولكن جاء قرار بإلغاء جميع مستشفيات الحميات، فاقترحنا أن يتم استغلاله لمركز علاج الكبد، وبعد الثورة رفعنا مذكرة بالأمر وجاءت لجنة من الإدارة الهندسية لمعاينة المبني وقررت استكمال المبني وتجهيزه بمبلغ 25 ميلون جنيه.

وأضاف، ولكن عالمنا أن هناك مشكلة بين الوزارة وشركة وادي النيل، فقمنا بإرسال عدة فاكسات إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء حيث إن المبني تم إقامته منذ أكثر من عشر سنوات ولم يتم استغلاله حتى الآن مما يعد إهدارًا للمال العام رغم توفير الاعتماد المالي للتجهيز والتشغيل


غير أن الدكتور عصام عامر وكيل وزارة الصحة بالشرقية رأى أن مشكلة مركز الكبد بههيا تكمن بين الدعم الفني بالوزارة وشركة وادي النيل المنوط بها تنفيذ المشروع، بعد ارساء المناقصة عليها، لافتا إلى أنه يتم كل عام تجديد ارتباط المبلغ المحدد قيمته بـ 25 مليون جنيه، مشيرا أن سبب المشكلة ترسية المشروع على الشركة قبل انتهاء السنة المالية بـ3 شهور وكان من الصعب أن يتم الانتهاء في هذا التوقيت.

وأوضح وكيل الوزارة اننا نعمل على قدم وساق من أجل تشغيل هذا المركز حيث إنه سيساهم في حل مشاكل كبيرة تعاني منها المحافظة.

اما عن موضوع عقار الكبد الجديد فقال الدكتور ايمن زكي مسئول مركز الكبد والعلاج بالانترفيرون بالشرقية، إن عدد مصابي الكبد يصل إلى نحو 15 إلى 20 % وتعد أكبر نسبة على مستوي الجمهورية، لافتا إلى أن منظومة العلاج الجديدة سوف تطبق في الشرقية خلال المرحلة الثانية، والتي من المقرر أن تبدأ في شهري نوفمبر وديسمبر وان التسجيل والاولوية في العلاج للحالات المتقدمة في التليف.

من جهته قال الدكتور عصام فرحات مدير الرعاية الحرجة والطوارئ بمديرية الصحة بالشرقية اننا طالبنا بوضع الشرقية في المرحلة الأولى لعلاج الكبد حيث إنها من أكبر المحافظات التي يوجد بها اصابات بسبب البلهارسيا وفيروس "سي" لافتا إلى أنه يتم تسجيل المرضي بمستشفى الأحرار بالزقازيق.


المضاعفات

وفيروس "س" يعد " أحد الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب الكبد بالالتهابات، ويساهم مع مرور الوقت إلى تدهور وظائف الكبد أو الفشل الكبدي، وغالبًا لا تظهر أي أعراض على مرضى فيروس "سي" حتى يحدث تلف واضح بالكبد، وهو ما يتطلب مرور عدة سنوات كى تصبح الأعراض ظاهرة


كل ما تريد معرفته عن الفيروس وعلاجه

تحتل مصر المركز الأول على مستوى العالم في انتشار التهاب الكبد الوبائي فيروس  cبما يعادل 15 مليون مصاب وذلك حسب إحصائية  منظمة الصحة العالمية الأخيرة، والتي أكدت أن نسبة انتشار الفيروس بلغت 22%، بما يعادل 15 مليون مواطن، والإصابة بالجيل الرابع من الفيروس.

بذلت جهود وابحاث كثيرة من أجل التوصل لعقار فعال للفيروس، إلا أن كل تلك الجهود ستكون بلا فائدة إذا لم يتم التصدي وبقوة لكارثة المعدل السنوي للمصابين بالفيروس والذي يقدر بنحو 150 ألف حالة جديدة كل عام، فإلى جانب مكافحة العدوى بمراكز الخدمات الطبية يجب أن يكون هناك قانون لتجريم نقل العدوى الفيروسية وآليات لإثبات الجرم ومعاقبة المقصر


بداية الغيث

في نوفمبر 2012 عقد مؤتمر الجمعية الأمريكية للكبد في الفترة من 9 إلى 14 نوفمبر 2012 في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يعتبر أكبر مؤتمر دولي يشارك فيه الأطباء من مختلف دول العالم، وتعلن فيه أهم نتائج الأبحاث التي أجريت عن العلاجات الجديدة الخاصة بالكبد وخاصة فيما يتعلق بكل من فيروس " سي وبي ".

وأعلن المؤتمر خلال جلساته في هذا العام عن نتائج الأبحاث الجديدة عن فعالية العلاجات الدوائية الحديثة والتي تؤخذ عن طريق الفم (DAA) في القضاء على فيروس سي الجيني الرابع الذي ينتشر في مصر بنسبة 90% من المرضي، بصورة كبيرة مقارنة بالأدوية المستخدمة حاليا (حقن الإنترفيرون طويل المفعول وكبسولات الريبافيرين) .

التصديق الرسمي

في أول ديسمبر 2013 صدقت إدارة الغذاء والدواء "FDA" الأمريكية، بشكل رسمي على طرح عقار " وحمل الاسم التجاري سوفالدى "Sovaldi"، وهو ما مثل بادرة أمل جديدة لملايين المصابين بفيروس "سي" في مصر.

ويعد "سوفوسبوفير" هو الدواء الأول من نوعه الذي أظهر فاعلية وأمان كبيرين لعلاج بعض أنواع من فيروس "سى" دون الحاجة للحصول على الإنترفيرون، والذي يتسبب في حدوث آثار جانبية كبيرة، وسيحدث "سوفوسبوفير" نقلة نوعية كبيرة في علاج عدد هائل من المرضى، بحسب تصريحات، إدوارد كوكس، مدير تقييم المستحضرات المضادة للبكتيريا في الـ"FDA".

 


وتملك الشركة الأمريكية "جيلياد ساينسز"، والمتخصصة في التقنية الحيوية، الحق الحصري لتسويق هذا الدواء، وهى تقع في مدينة فوستر سيتى بولاية كاليفورنيا.

ويوجد العقار الجديد في صورة أقراص تؤخذ عن طريق الفم، والمثير أنه يمتلك فاعلية كبيرة تصل لـ90% في علاج النوع الجينى الرابع الذي يعانى منه غالبية المصريين، حسبما أظهرت إحدى التجارب الإكلينيكية، وذلك عند تناوله مع الإنترفيرون طويل المفعول وعقار الريبافارين.


 والسؤال الذي تم طرحه من قبل المختصين بسوق "الدواء" ماذا عن الفقراء؟ هل لديهم القدرة على دفع قيمة دواء "2000" جنيه في الشهر ثمنا للعلاج؟

المعروف أن حق براءة الاختراع هو حق استئثاري تمنحه الدولة، ويضمن للشركة الاستئثار بتصنيع وتسويق المُركَّب لمدة عشرين عامًا بحسب قانون الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002، واتفاقية الجوانب المتعلقة بالتجارة لحقوق الملكية الفكرية (المعروفة باسم التريبس)


الدكتور فرحات قال " بدون حق براءة الاختراع، لا تستطيع شركة "جلياد"، المصنعة للعقار، منع أي شركة دوائية أخرى من تصنيع المركب وتسويقه في مصر، وبالتالي فإن شركات الدواء المصرية يمكنها تصنيعه في مصر سواء عن طريق إنتاج المادة الخام أو استيرادها وتعبئتها ".

وتابع " إذا نظرنا إلى السعر المقدم لنا -٣٠٠ دولار شهريًّا- في ضوء ما تنفقه الحكومة المصرية على الصحة بشكل عام، وعلى الالتهاب الكبدي سي بشكل خاص، نجد أن سعر "سوفوسبوفير" المطروح على الحكومة المصرية سيكلف خمسة أضعاف إجمالي ما أنفقته على الصحة عام ٢٠١١، في حالة تلقى جميع المرضى هذا العلاج ".

 


 الجدير بالذكر أنه حتى عام ٢٠١١ نجح برنامج الكبد في توفير العلاج لـ ١، ٦٧٪ فقط من مرضى فيروس سي المزمن، وأن ميزانية البرنامج القومي للعلاج تغطي ٤٠٪ فقط من إجمالي الإنفاق الحقيقي للبرنامج.

يجب ألا نُغفِل طبيعة الالتهاب الكبدي سي الاقتصادية – الاجتماعية في مصر، وهذا واضح من توزيعه الجغرافي، وتوزيعه بالقياس إلى الثروة.


هذا إلى جانب الإنفاق الخاص المرتفع في مصر على الصحة والدواء، فالمريض المصري يتحمل ٦٨٪ من إجمالي المصروف على الدواء.

ولذلك يبقى السعر المرتفع هو العائق الرئيسي أمام الحصول على العلاج في مصر.

وليس واضحًا حتى الآن كيف ستتمكن الدولة – ممثلةً في وزارة الصحة والبرنامج القومي للفيروسات الكبدية – من توفير الميزانية اللازمة لشراء "سوفوسبوفير".

 فيما لم يتم الإفصاح عن تفاصيل الاتفاق مع شركة "جلياد"، إلا أن أعضاء وفد وزارة الصحة بمؤتمر الفيروسات الكبدية بجنيف (٢٧ - ٢٨ مارس ٢٠١٤) صرحوا بأن سعر الجمهور في السوق –خارج برنامج الكبد– سيكون خمسة أضعاف سعر وزارة الصحة، أي ٤٥٠٠ دولار للعلاج لمدة ١٢ أسبوعًا.


وحسبما أكد أسامة الطيب، دكتور بجامعة القاهرة، أن تكلفة العلاج ستتحملها عدة جهات أخرى إلى جانب برنامج الكبد، مثل هيئة التأمين الصحي والنقابات، أي أنه سيتم علاج 20% من المرضي فقط، ومن هم خارج هذا الـ"80%" سيكون العلاج على نفقتهم الشخصية.

وأشار الطيب، إلى أن كورس العلاج سيتكلف 80 ألف دولار، خاصة أن المرحلة الرابعة تأخذ فترة علاج من 3 إلي6 أشهر.

ولكي نغلق ملف عقارسوفاليد، أضاف الطيب، أن المسألة كبيرة جدا ويوجد بها "بيزنس" كبير للشركات الاجنبية خاصة أن العقار لا يحتاج إلى تكنولوجيا عالية وتستطيع أي شركة مصرية تصنيعه.

وتوقع الطيب، أن المقرر أن يبدأ استقبال الحالات في الـ26 مركزا الموزعين على المحافظات المختلفة اعتبارا من 15 سبتمبر المقبل، حيث يقوم المريض بتقديم الملف يكون فيه تحليل "بى سى آر" ووظائف كبد وصورة دم وعينة كبد أو الفيبروسكان لمعرفة أولويته للعلاج، والتي يتم اختياره ضمن المرضى الأولى بالعلاج


 ومن جانبها ستقوم اللجنة المركزية بتقييم الملفات التي وصلت إلى المراكز المنتشرة في المحافظات، بحيث يتقدم المريض لأقرب عنوان له مذكور في الرقم القومى لكى يتم عمل ملف خاص به، وإرساله إلكترونيا إلى اللجنة المركزية بالقاهرة، ويقوم أعضاء اللجنة من أساتذة الكبد المتطوعين للمساهمة في سرعة إنجاز مراجعة الملفات المطلوبة على أن تتم الموافقة على العلاج وتحديد نوعه وإعلام المركز الفرعى الذي تقدم له المريض بنتيجة فحص الملف، حيث يتم تحديد أقرب مركز لبدء العلاج فيه.