الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خبير إستراتيجي : إسرائيل هي العدو الأول لمصر.. اليهود حرروا أنفسهم بإقامة دولة لهم بقلب العالم.. الإخوان يريدون منح سيناء لـ"حماس"

كرسي حرب إسرائيل.
كرسي حرب إسرائيل.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شدد اللواء أركان حرب، نصر محمد سالم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، ورئيس كرسي إسرائيل بكلية الدفاع وأحد المشاركين بحرب أكتوبر المجيدة، علي أهمية أن نعرف بأن عدونا الوحيد هو "إسرائيل" منذ إقامة المؤتمر الصهيوني الأول بملهي ليلي بسويسرا عام 1897 م والذي شاركت به 15 دولة على رأسها أمريكا يمثلون جمعيات "حب صهيون"، لذا علينا معرفة نقاط الضعف ومراكز القوة، وكيف سعت لإقامة دولة بقلب العالم، وما نظرية "بن جوريون".
وأضاف سالم أننا نرى اليوم المسلمين يتقاتلون باسم الإسلام في عدد كبير من الدول العربية، في حين يأتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكبر حليف لإسرائيل، من جذور إسلامية، وهو ما يستوجب أن نرجع للماضي منذ بداية إسرائيل بداية من المؤتمر الصهيوني الأول والذي شاركت به 15 دولة "روسيا – ألمانيا- النمسا- المجر – رومانيا- بلغاريا- هولندا- بلجيكا- فرنسا-سويسرا- السويد – إنجلترا – أمريكا- الجزائر – فلسطين"، بملهي ليلي بمدينة سويسرا عام 1897، يمثلون جميعا جمعيات "حب صهيون، وهى الحركة السياسية التي أسسها "ليون بنسكر" عام 1881م، في الوقت الذي تقع فيه مصر تحت الاحتلال البريطاني، ويحكمها الخديو عباس " شكلا" واللورد كرومر "فعلا "، والجزائر تحت الاحتلال الفرنسي منذ 67 عاما، وتونس تحت الاحتلال الفرنسي 16 عامًا، وعدن تحت الاحتلال الفرنسي 58 عامًا وبلاد الشام "سوريا ولبنان والعراق تحت الخلافة التركية، كانت فكرة إنشاء إسرائيل.
وتابع سالم، اليهودي شخص مكروه في كل مكان يذهب إليه، فكان علي اليهود أن يحرروا أنفسهم من هذه الكراهية بإقامة دولة خاصة بهم، ولا يهم مكانها، وموجة التحرر والمساواة بدأت في أوروبا بعد الثورة الفرنسية، وهي أكبر عقبة في سبيل إقامة دولة يهودية لأنها ستغري اليهود بالذوبان في مجتمعات الدولة التي يعيشون فيها، وتم إصدار كتاب "التحرر الذاتي"، ليتناول مشكلة اليهود ويدعو إلي قيام دولة يهودية، ودعا "تيودور هرتزل"، اليهودي مجري المولد والذي يعمل صحفيا بفرنسا الي المؤتمر الأول، وأصدر كتابه "الدولة اليهودية "في 14 فبراير 1896، وطالب بإقامة دولة يهودية في فلسطين أو الأرجنتين"، وقال "هرتزل " بعد المؤتمر الأول: اليوم لو سألني أحد الصحفيين ماذا فعلت أقل له "اليوم أنشأت دولة إسرائيل"، إن تحقيق الحلم ليس بالمحال، إنه فقط يحتاج لرجل تتسع همته لمهام أمته"، ويجب معالجة المشكلة اليهودية كمسألة سياسية وليست دينية ويتم تناولها مع إحدي الدول الكبرى، حتي إن فشل في حل المشكلة سياسيا لا يفشل دينيا ويسيء لليهودية – علي عكس ما يفعل الاسلاميون اليوم - وبعدها أقيمت المنظمة الصهيونية العالمية برئاسة هرتزل، وبدأ يفكر كيف يتم إنشاء محمية يهودية في فلسطين تحت حماية ألمانيا بعد موافقة السلطان العثماني "تركيا "، واّن ذاك كان الدين التركي قد بلغ 106 ملايين جنيه استرليني، فقام بتجميع هذا المبلغ من اليهود في جميع دول العالم لسد الدين التركي لكسب موافقة السلطان العثماني، وفي نفس الوقت إنشاء شركة أراض في العريش وسيناء لشراء الأراضي، وبالفعل نجح اليهود بذلك.
وعن كيفية حصول اليهود علي وعد بلفور، قال سالم "حصل اليهود علي وعد بلفور عام 1917م، وذلك بعد إجراء 2000 مقابلة –استخدم "هرتزل "لغة الأنجيل مع البريطانيين والأمريكان لكسب تعاطفهم وأنهم مظلومون ومقهورون في العالم، وكسب العسكريون خلال التأثير عليهم بالفكر الاستراتيجي، وفي 4 فبراير 1942 بعد محاصرة الجيش الإنجليزي للقصر الملكي بمصر، أقيم اجتماع للمنظمة الصهيونية في نيويورك شارك به كل من "حاييم وايزمان – دافيد بن جوريون – ناحوم " بهدف إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتشكيل قوة عسكرية يهودية تحارب تحت علمها الخاص في صف الحلفاء ،وهنا بدأ السعي لإعادة فتح باب الهجرة علي مصراعيه إلى فلسطين، وكان رجل تلك المرحلة هو "دافيد بن جوربون".

وعن "دافيد بن جوربون"، وكتاب "سنوات التحدي" واصل سالم، بن جوريون، يهودي روسي، ولد عام 1886 في بولندا التي كانت تخضع وقتها لروسيا القبرصية، وهاجر إلى فلسطين 1900، وقال في كتابه الشهير "سنوات التحدي: بالدم والنار سقطت اليهودية، وبالدم والنار سوف تقوم ثانية، هو شعار فرق الحراسة "هاشومير" والتي تحولت عام 1921 الي "الهاجاناي"، كما قال: يجب علينا أن نتكلم عن السلام كما كنا لن نحارب ونتكلم عن الحرب كما لو كنا لا نريد السلام "، وأن الأغنياء هم وحدهم الذين يفتشون عن المنطق في التاريخ"، وأن "سياسة إسرائيل لابد أن تقوم علي الأمن والأمن وحده"، وفي حين بالعالم 14 مليون يهودي، أصبح منهم 6 ملايين يهودي بإسرائيل، وظل بأمريكا 6 ملايين وجودهم حتمي بأمريكا لحفظ وحماية وجود إسرائيل الأم.
وعن "نظرية بن جوريون" أوضح سالم، إسرائيل الدولة لو تصورنا أنها تشبه المثلث، فهناك 3 أضلاع له، الضلع الأول هو "الهجرة " هجرة اليهود من جميع بقاع العالم لإسرائيل لوجود دولة، الضلع الثاني يتمثل في "الجيش" لحماية كيان الدولة لابد من تكوين جيش قوي يحمي ويحفظ بقاءها، والضلع الثالث هو "مساندة دولة عظمي" وهي بالطبع أمريكا أكبر قوة بالعالم.
وعن اليهود الذين رفضوا السفر لإسرائيل منذ بداية نشأتها، قال سالم "كل يهودي أقام خارج إسرائيل منذ بداية نشأتها يكفر يوميا باليهودية، وإسرائيل أينما تصف أقدام جنودها، باستثناء اليهود بأمريكا، وقامت إسرائيل بالمحافظة علي وجود علاقات قوية تربطها المصالح مع دولة عظمي، خلال وجود مصالح مشتركة تضمن عدم تخلي دولة عن الأخرى وقت الأزمات، فقبل إنشاء دولة إسرائيل حصل اليهود علي 2000 متر مربع من لبنان، فامتلاك الأرض في عقيدة اليهود".
وعن اعتقاد اليهود في حدود إسرائيل، وكيف لنا أن نرد عليهم، أجاب سالم "اليهودية كما يدعون: لنسلك أعطي هذه الأرض يا إبراهيم من "النهر العظيم" إلى نهر "مصريم" أسطورة وعد الرب 300 ق م، ونرد عليهم: "أن الأديان السماوية كلها جاءت لتنظيم العلاقة بين العبد والرب، وهي العبادة وبين العبد والعبد وهي العدل"، وإذا كان الرب أعطي الأرض لليهود فأين نصيب من تنصر منهم ومن أسلم، وإذا كان قد أعطي الأرض لنسل إبراهيم فما نصيب نسل إسماعيل"
وعن نقاط الضعف فينا، وكيف نتغلب عليها، فأجاب: لا يقاتلوك جميعا.. الأمة العربية مفككة، وهو ما يستغله أعداؤنا، القوة في التوحد والضعف في التفرق.
وعن تصريح أبو مازن "بأن مرسي وعد حماس أن يعطيها 1600 متر مربع من سيناء، عقب سالم "اليهود يهمهم التخلص من مشكلة "غزة " فهي مشكلة العالم بالنسبة لهم، فهم أخذوا من الضفة الغربية من "600 إلى 700 متر مربع من أفضل الأرض، فتسعى جاهدة لطرد أهل عزة لسيناء، في حين جاء نظام الإخوان، ليلبي طلب حماس فى الحصول علي جزء من سينا منفذا خطة اليهود، وهو ما أكده تصريح أبو مازن، وأيضًا تأكيدا لتصريحات عصام العريان، بأن اليهود الذين هاجروا من مصر أهلا وسهلا بهم وهنعوضهم ويجوا ... فتوهموا أن مصر عزبة يديرونها.. ونسوا أن عقيدة الجيش الأرض عرض ...لا تسمح للتفاوض أو التفريط .