الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمريكا للخلف دُر..تراجعت عن اتهام مصر والإمارات بقصف ليبيا.. عجزت عن تقديم دليل الإدانة.. وصحيفة أمريكية: صبر العرب نفد في التعامل مع سياسة الولايات المتحدة.. وتؤكد: موقف واشنطن «يضعف»

أمريكا للخلف دُر..تراجعت
أمريكا للخلف دُر..تراجعت عن اتهام مصر والإمارات بقصف ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تضاربت التصريحات الأمريكية حول هجمات استهدفت بؤر إرهابية بالعاصمة الليبية طرابلس، خرجت تصريحات عن البيت الأبيض تلمح أن مصر والإمارات وراء الهجمات متهمة الدولتين، ثم تتراجع عن هذه الاتهامات وتبرئ ساحة الدولتين، في موقف وضع البيت الأبيض في حرج شديد أمام المجتمع الدولي.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد زعمت أن واشنطن فوجئت بخبر استهداف مقاتلات اماراتية مواقع ميليشيات في ليبيا، بينما انطلقت طائرات تابعة للإمارات العربية المتحدة من قواعد في مصر هي من نفذ الهجمات، لكن مصر نفت الأمر


 وقال مسئول أمريكي بالبيت الأبيض: إن بلاده قلقة من إمكانية أن تكون أسلحة أمريكية قد استخدمت في الغارات على ليبيا.

وكانت الغارات التي لم تكشف عن هويتها قد أغارات مرتين على أهداف في ليبيا الأسبوع الماضي.

وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين في بيان من أن التدخل الخارجي في ليبيا سيؤدي إلى تفاقم التقسيم وتقويض عملية الانتقال إلى الديمقراطية.

 


و قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيمبرلي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن الإمارات العربية المتحدة ومصر شنتا غارات على أهداف داخل ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، دون تقديم أي تفاصيل إضافية.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن رفضت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، تأكيد صحة التقارير التي تحدثت عن غارات لطائرات أجنبية في ليبيا، كما رفضت التعليق على الاتهامات التي وجهتها قوى ليبية إلى مصر والإمارات بالمشاركة فيها، ولكنها أكدت رفض بلادها لـ"التدخل الخارجي" في الأزمة الليبية، معلنة أن واشنطن تواصلت مع القاهرة مؤخرا.

وقالت بساكي، ردا على سؤال حول التقارير التي تشير إلى مشاركة طائرات مصرية وإماراتية بالغارات على ليبيا: "لست في موقع تأكيد صحة تلك التقارير أو تقديم أي معلومات إضافية حول تلك الغارات وعلى الصحفيين توجيه أسئلتهم إلى الحكومات في ليبيا ومصر والإمارات، وبالنسبة لنا نحن مازلنا نشجع على دعم المؤسسات الليبية المنتخبة واتخاذ كل الخطوات المؤدية إلى الاستقرار ووقف إطلاق النار ".

 


وعقبت وزارة الخارجية المصرية على تلك اتهامات، ونفى الوزير سامح شكري أن تكون بلاده قد تدخلت عسكريا في ليبيا.

وأضاف شكري -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الليبي في القاهرة- أن ما اوردته أجهزة الإعلام في هذا الشأن عار عن الصحة.

ونفت السلطات المصرية ضلوعها في الغارات ولم يرد أي تصريح مباشر من الإمارات.

فيما تراجعت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم بشكل مباشر عن تصريح سابق لها يتهم مصر والإمارات بشن غارات جوية على متشددين إسلاميين في ليبيا لعدم وجود أدلة تثبت صحة اتهامها للدولتين


وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن صبر العرب نفد في التعامل مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن ذلك اتضح مؤخرا فيما زعمته من مشاركة مصر والإمارات في شن هجمات ضد قواعد المسلحين بليبيا..

وأضافت الصحيفة: "أن الجهود التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا لتأمين ليبيا من الصراعات الموجودة داخلها، كانت "ممزقة"، وهو ما تسبب في نفاد صبر الدول العربية، ودفعهم للتدخل بأنفسهم لحل الأزمة ".


في سياق متصل، أكدت الصحيفة الأمريكية أن ليبيا تشهد حاليا أسوأ أعمال عنف منذ مقتل العقيد معمر القذافي عام 2011، مشيرة إلى أنه من بين تلك الأعمال تدمير مطار طرابلس الدولي، وفرار عدد كبير من الدبلوماسيين والأجانب وحتى المواطنين من ليبيا.

وأوضحت الصحيفة، أن سيطرة الميليشيات على مواقع مهمة بليبيا، تثبت عدم قدرة الحكومة المركزية الليبية على إنشاء قوات أمن قوية موحدة، سواء من الجيش أو الشرطة، خاصة بعد فقدانهم مناصبهم في مقاعد البرلمان، وتعرضهم لهجمات مضادة من قبل أتباع القذافي، وأتباع اللواء المنشق خليفة حفتر، بمساعدة عدد من الدول العربية التي تخشى تصاعد قوة المتطرفين

 كما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن ما حدث خلال الايام الماضية في ليبيا بالتزامن مع المزاعم الأمريكية بان الإمارات ومصر وراء غارات جوية نفذت ضد مقاتلين متشددين فإنه بالرغم من نفي مصر لذلك فمن الواضح أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بدأوا بالفعل في البحث عن وسائل جديدة لحماية أنفسهم من تهديدات يعتقدون أن واشنطن لا تأخذها على محمل الجد بما فيه الكفاية.

وأضافت الصحيفة: إن تطورات الأوضاع وإطاحة الربيع العربي بمعظم الحكام من أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة إضافة إلى التقارب الأمريكي الإيراني قد يدفع إلى انفراد دول الخليج بالقرارات السياسية في صراعات المنطقة دون الرجوع إلى واشنطن.