الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هيثم الحاج: أدعو لإنشاء معهد بأكاديمية الفنون يختص بأدب نجيب محفوظ

الناقد الدكتور هيثم
الناقد الدكتور هيثم الحاج علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الناقد الدكتور هيثم الحاج علي: تبدو السنوات التي تفصلنا عن رحيل نجيب محفوظ خارقة لحجاب المعاصرة ومساعدة لنا لرؤية مشروع محفوظ الروائي الذي لم يقف عند إمتاع الحكاية التي برع فيها لكنه تعداها إلى مشروع فكري متكامل يرتكز على عدة محاور، منها التعبير عن الهوية المصرية التي تتميز بالتعددية والتكامل بين روافدها المختلفة، وهي الرؤية التي دشنها محفوظ في بداياته.
وأضاف: ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المطالبة بأن تكون مصر موطنا للخلافة الإسلامية في الثلاثينيات بدأ محفوظ مشروعه الروائي بمجموعة من الروايات الفرعونية التي تبدو كأنها تركز على الدعوة إلى الكشف عن الجذور الفرعونية للهوية المصرية بوصفها مكونا أساسيا للشخصية المصرية، يتجاور مع مكوناتها التاريخية الأخرى المسيحية والإسلامية والأفريقية والمتوسطية.
من ناحية أخرى -يضيف د.هيثم الحاج علي- فإن التقسيم الدارج لمراحل الروايات المحفوظية إلى مرحلة تاريخية وواقعية ونفسية ورمزية يبدو الآن تقسيما أكاديميا لا يعتد برؤية محفوظ النابعة من تعبيره عن الطبقة الوسطى المصرية، حيث تبدو هذه المراحل جميعها متوازية مع تطور هذه الطبقة.
وأوضح أنه في البداية كان البحث عن الجذور ثم في مراحل التقلب المجتمعي في أواخر الأربعينيات بدأ التركيز على الواقع في الثلاثية، ثم في مرحلة مراجعة الثوابت في أواخر الخمسينيات بدأ مشروعه الحرافيشي، وفي الستينيات كانت الرواية النفسية مركزة على أسباب السقوط وضاربة بنقدها داخل الشخصية المصرية ومكوناتها، وصولا إلى المراحل التي عانت فيها الطبقة الوسطى من بوادر التحلل في أعقاب الانفتاح الاقتصادي في منتصف السبعينيات فاتجه محفوظ إلى مراجعة تاريخ هذه الهوية في "رحلة ابن فطومة" مثلا، وإلى مراجعة نفسه فيما بعد في "أحلام فترة النقاهة"، و"أصداء السيرة الذاتية".
ويرى د.هيثم الحاج علي أن نجيب محفوظ هو ابن الطبقة الوسطى، عماد المجتمع وعصبه، والمعبر عن تحولاتها وتقلباتها ومعاناتها، وهو ابن مصر التي حاول على الدوام موازاة تاريخها، ولذلك فإنه من المناسب في الوقت الراهن، ذلك الذي تحاول مصر فيه التركيز على التجاور الإيجابي لعناصر هويتها المختلفة، أن يتبنى النقد إعادة قراءة محفوظ مرات ومرات وربما يكون من المناسب الآن إطلاق دعوة لإنشاء معهد يختص بأدب نجيب محفوظ على غرار معهد شيكسبير البريطاني، على أن يكون هذا المعهد مختصا بالدرس الأكاديمي لكل ما كتبه نجيب محفوظ وما كتب عنه وما أعد عن كتاباته من أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية عربيا وأجنبيا، ومن الممكن أن يكون هذا المعهد تابعا لأكاديمية الفنون على غرار معهد النقد الفني، وعلى أن يكون مانحا لشهادات في الدراسات العليا في نجيب محفوظ.
واختتم بقوله: إنه أقل ما يمكن أن نأخذه من نبع نجيب محفوظ الذي تبدو الحاجة إليه الآن أكثر من أوقات كثيرة سلفت.