أكد الناقد الأدبي الدكتور سيد ضيف الله إن نجيب محفوظ كاتب استثنائي بكل معاني الكلمة ﻷنه استطاع أن يقيم توازنه الخاص بين المتناقضات على مستوى الكتابة بل على مستوى حياته العامة والخاصة، فأصبح مركزا في الكتابة اﻹبداعية لكنه المركز الذي لا أستطيع أن أقاوم الانجذاب إليه خلافا لغيره من المراكز اﻹبداعية في الثقافة العربية.
وأضاف ضيف الله في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط لمناسبة ذكرى رحيل نجيب محفوظ التي تحل يوم السبت المقبل: إن ذلك يرجع إلى أن أسس تميزه ومركزيته على قيم ثقافية ووعي بالعالم تستوعب كل المختلفين معه، فتجربته الطويلة في الكتابة سمحت له بفضل ذكائه أن يقدم لقارئه وجوها إبداعية متنوعة تحمل كلها اسم نجيب محفوظ، فهو التعدد في شخص واحد، ومن ثم يصعب اختزاله في وجه إبداعي واحد ويستحيل اختزاله في تصنيف سياسي أو فكري واحد.
ويرى ضيف الله أن نجيب محفوظ هو متنبي الرواية العربية ﻷنهما معا مركزان أدرك أهمية تجاوزهما إبداعيا وثقافيا ولا أستطيع أن أقاوم شدة انجذابي لهما. فالرواية المحفوظية –يقول ضيف الله- ليست مجرد رواية كلاسيكية مثلما أن شعر المتنبي ليس مجرد شعر عمودي، فالنماذج الثقافية تتحول لسنن أدبية تسري في العقول ولا تؤطرها أشكال أدبية ولا تحيط بها نظريات نقدية.
