رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اعتكاف أيمن نور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في رد فعل عنيف على الإعلان الدستوري واختيار الدكتور حازم الببلاوي لتشكيل الحكومة، قرر الزعيم أيمن نور أن يعتكف طوال شهر رمضان، تعبيرًا عن احتجاجه واستيائه، وهو قرار يزيد الأمور تعقيدًا في الساحة السياسية المضطربة منذ البدء، وكان الأمل الأكبر في تحقيق الانفراجة معقودًا على السياسة الداهية القدير، الذي يستطيع بكلمة منه أن يحشد الملايين، ويستطيع بإيماءة صغيرة أن يعيدهم إلى بيوتهم أو يقودهم إلى تحرير القدس، بديلاً للزعيم صفوت حجازي، الذي انشغل بالجهاد في رابعة العدوية عن قيادة الملايين إلى فلسطين.
اعتكاف أيمن نور كارثة بكل المقاييس، ولابد من تحرك سريع لإثنائه عن القرار الانفعالي الذي يهدد الأمن القومي المصري، ويتجلى ذلك بوضوح في حالة الفزع التي سيطرت على المصريين بعد معرفة الخبر، فلا حديث يشغلهم إلا السؤال الذي يبدو بلا إجابة: كيف تعيش مصر بعد اعتكاف الزعيم؟
الدكتور أيمن ليس كغيره من الزعماء، فهو استراتيجي من طراز فريد، وهو وحده القادر على قراءة تفاعلات الواقع المعقد وتقديم التوصيات للخروج من الأزمات، ولا أحد ينسى موقفه التاريخي عندما استجاب للحوار مع محمد مرسي لمناقشة أزمة سد النهضة الأثيوبي، واستطاع بعبقريته الفذة أن يقدم العلاج السحري للخروج من النفق المظلم: حملة إشاعات قوية عن شراء الطائرات والصواريخ، وبث الذعر في نفوس الأثيوبيين حتى يذعنوا للمطالب المصرية، ويتوقف مشروع السد.
زعيم كهذا لا يمكن استيعاب فكرة غيابه طوال شهر رمضان، والله يلهمه قرارًا جديدًا بالاعتكاف الدائم، ذلك أن وجود أمثاله هو العائق الأهم لمواجهة الأزمات والتحديات، وببركة صيام الملايين من المصريين الطيبين البسطاء، تزداد الثقة في أنه سيتوارى حتى تعود أيام الشرعية والحوار الوطني، ولأن هذه الأيام لن تعود أبدًا، فإنه سيتحول قريبًا إلى مجرد ذكرى باهتة، لا مكان لها إلا في هامش صغير يكتب عنه المؤرخون وهم يشيدون بقدرة مصر على احتمال الشدائد والمحن.