أكد الإعلام الإسرائيلى أن مصر غيرت سياستها 180 درجة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت الحليف الأقرب لمصر طوال الـ 40 عاما الماضية، حيث بدأ الرئيس المصرى الجديد اتخاذ مواقف معادية تجاه أمريكا فى الآونة الأخيرة بسبب التدخل الأمريكى الفج فى شئون مصر، واعتراضها فى البداية على عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسى، ووصفها ما حدث له بـ" الانقلاب العسكرى"، هذا بجانب تجميد واشنطن للمساعدات العسكرية والاقتصادية التى كانت تهديها سنويا إلى مصر.
وذكر "تسيفى بارئيل" المحلل السياسى والكاتب الإسرائيلى المتخصص فى شئون مصر والشرق الأوسط، فى مقال نشره اليوم فى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استهل حكمه لمصر بتغيير سياسات بلاده تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وفى أول فرصة سنحت للسيسى للانتقام من تدخلات واشنطن المستمرة فى الشأن المصرى، وإذلال المصريين بالمعونة الأمريكية، استغل الرئيس المصرى الأحداث الدامية التى وقعت فى ولاية ميزورى الأمريكية بين الشرطة والمتظاهرين الأمريكيين عقب مقتل شاب أمريكى أسود على يد شرطى أمريكى.
وطالب السيسى الخارجية المصرية أن ترد الصاع صاعين للولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها تدفع ثمن تدخلها فى شئون مصر، وتنشر بيانًا رسميّا تعلن فيه إدانة مصر الشديدة ورفضها التام لقيام الشرطة الأمريكية باستخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين السلميين فى أمريكا، كما طالبت مصر الإدارة الأمريكية بضرورة ضبط النفس، وعدم انتقاد مصر بشأن قانون منع التظاهر، فى الوقت التى تقمع فيه أمريكا متظاهريها.
من جانب آخر رفض السيسى حضور القمة الإفريقية الأمريكية فى واشنطن، واكتفى بإرسال رئيس وزرائه إبراهيم محلب، وفضل السيسى فى نفس التوقيت أن يقوم بزيارة روسيا العدو الاستراتيجى اللدود للولايات المتحدة الأمريكية، ليوصل السيسى رسالة إلى الرئيس أوباما مفادها أن "دوركم انتهى وسيطرتكم على الأمور فى مصر لن تدوم"، وأن مصر تتجه للتعاون والتحالف مع الدب الروسى فى جميع المجالات العسكرية والصناعة والزراعية والتجارية، مما تسبب فى غضب الإدارة الأمريكية وإحساسها بأنها تفقد هيمنتها على مصر، وأن السيسى يكرر تجربة الرئيس الراحل عبد الناصر عندما استغنى تماما عن الأمريكان وتحالف مع الاتحاد السوفيتى.
كما أشار تسيفى بارئيل إلى أن السيسى تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية وأعلنت مصر مبادرتها لوقف لحرب الإسرائيلية على غزة دون الرجوع أو استشارة الأمريكان كما كان يحدث فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كما أن التعاون العسكرى مع روسيا أغاظ واشنطن بعدما وصل وفد روسى لمصر الجمعة الماضية للاتفاق على تسليم مصر طائرات "ميج 29"، وأنظمة دفاع متطورة مضادة للطائرات، ومروحيات "إم آى 35"، ومنظومة مضادة للسفن، وأسلحة خفيفة وذخيرة، ومنظومة "إس 300" المضادة للصواريخ.
