الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بالأرقام.. "ايبسوس" تكشف تراجع نجوم "التوك شو" وعزوف المشاهدين عن السياسة

. ايبسوس
. "ايبسوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة مسحية مهمة لشركة "إيبسوس" الرائدة في أبحاث السوق تراجع نسب الإقبال على مشاهدة برامج الـ"توك شو" المذاعة على الفضائيات المصرية بمعدلات كبيرة جداً.
وتضمنت الدراسة التحليلية المقارنة بين 8 برامج "توك شو" مذاعة على أهم الفضائيات هي "الحياة اليوم" على فضائية الحياة، و"هنا العاصمة" على فضائية "سي بي سي" والعاشرة مساءً على فضائية "دريم"، و"آخر النهار" على فضائية "النهار" وبرنامج "القاهرة 360" على فضائية "القاهرة والناس" وبرنامج "مصر الجديدة" على فضائية "الحياة 2" وبرنامج "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" وأخيراً برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور".
وتقع الفترة الزمنية التي تغطيها الدراسة في 24 أسبوعاً خلال المدة من شهر يناير وحتى أواخر يوليو 2014 وترصد اتجاهات إقبال المشاهدين على برامج الـ"توك شو" التي سيطرت أخبار الصراعات السياسية على ما يزيد عن 95% من مضمونها، وذلك تماشياً مع الأوضاع المضطربة التي شهدتها مصر وزيادة العمليات الإرهابية والتفجيرات التي ألقت بظلالها القاتمة على كافة مناحي الحياة في مصر.
وتشير الدراسة بالأرقام إلى التراجع الحاد في نسبة مشاهدة هذه البرامج بالمقارنة بفترة بداية البحث في شهر يناير ونهاية بشهر يوليو 2014 وذلك على حسب الترتيب الآتي بيانه:
"الحياة اليوم" بدأ بالمركز ما بين 3 و 4 وانتهى في الترتيب 37
"هنا العاصمة" بدأ بالمركز 8 وانتهى في الترتيب 32
"العاشرة مساء" بدأ بالمركز 13 وانتهى في الترتيب 57
"آخر النهار" بدأ بالمركز 45 وانتهى في الترتيب 72
"القاهرة 360" بدأ بالمركز 69 وانتهى في الترتيب 93
"مصر الجديدة" بدأ بالمركز ما بين 33 و34 وانتهى في الترتيب 222
"على مسئوليتي" بدأ بالمركز 25 وانتهى في الترتيب 149
"90 دقيقة" بدأ بالمركز 81 وانتهى في الترتيب 190

وتفسر هذه الأرقام حالة القلق والخوف التي سيطرت على جميع حواس المشاهدين طوال الشهور الماضية والتي تدفع المشاهدين للاعتقاد بأن مشاهدته للبرامج التي تقدم جرعة سياسية كبيرة هو نوع من محاولة فهم ما يدور حوله بل أنها أداة للحفاظ على وجوده شخصياً فيخشى أن تفوته متابعة برنامج ما فيقع في متاهة تجعله لا يدري ماذا جرى أو حتى ماذا يفعل.
كما يمكن استنتاج أنه مع التحسن الملحوظ في المناخ السياسي والاستقرار الأمني الذي شهدته مصر في أعقاب اكتمال مؤسسات الدولة وتعافي الأجهزة الأمنية.. فكان طبيعياً أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود المشاهد لعاداته الطبيعية في مشاهدة مواد الإعلام العادية وهو ما يفسر ضعف الإقبال على برامج الـ"توك شو" التي سخرت كل طاقتها للسياسة فحسب حتى أصيب المشاهدون بتخمة انقلبت إلى انسداد.
وبحسب خبراء الإعلام فإنه لا يمكن النظر إلى برامج التوك شو فى مصر من زاوية أحادية، ولكن من عدد من الزوايا.. فهناك المزايا التي حققتها تلك البرامج من بينها توفير مصدر معلومات وتوعية كبير للجمهور المصري، وحظيت بثقتهم كثيرا، كما أنها مارست أدوارا في التوجيه السياسي بشكل إيجابي.
كما أنها أنعشت سوق الإعلام التليفزيونية، وصنعت نجوماً كثيرة وفجرت قضايا ذات تأثير في الواقع المصري وأحدثت تطويراً ملموساً في بعض أنماط الأداء التقني في الأستوديوهات وآلات التصوير وخلافه، لكنها أظهرت عيوبا أيضا، منها الشخصنة والتركيز على النجم من المذيعين وانفلات بعض النجوم من القواعد المهنية تماما وتسخير بعض الحصص التليفزيونية لتحقيق مصالح شخصية أو ضيقة وتحولها أحيانا إلى منابر سياسة، وليس إعلاما.
وبطبيعة الحال هناك فرق بين الإعلام، وهو يناقش السياسة وبين أن تكون أنت منبرا سياسيا، ولم تتح الفرصة لتطوير أنماط الأداء التليفزيوني المتكامل مثل إعداد التقارير والجرافيك وبقية الوسائل المصاحبة، كما أنها ضيقت من مساحة عمل أطقم البحث والإعداد لمصلحة الانطباع الشخصي الذى يبديه المقدم، والأهم أن هذه البرامج باتت فى مجملها هدفا للانتقاد المتزايد رغم أنها مازالت تحظى بشعبية.
ويربط الخبراء بين التراجع الحاد في نسب مشاهدة برامج الـ"توك شو" وحالة التشبع إلى درجة الانفجار التي أصابت مشاهدي الفضائيات من كثرة ما تحتويه من أنباء سلبية تخاطب استمالات التخويف لدى المشاهدين مما يولد مشاعر اليأس والإحباط لدى كثيرين ممن ليست لديهم مناعة نفسية وعصبية تجاه هذه الرسائل الإعلامية.
في المقابل يتزايد إقبال مشاهدي الفضائيات على البرامج الترفيه والتسلية كأساليب دفاع نفسية واجتماعية قبل السقوط في بئر الاكتئاب .. وبحسب خبراء الإعلام فإن هذه الظاهرة بمثابة "تصحيح مسار" للجماهير.. فحسب ما تشير إليه نظريات الإعلام فإنه ليس من الطبيعي أن ينغمس المشاهدون في البرامج السياسية طوال الوقت لما له من تأثير سلبي على المدى البعيد يتمثل في تجنب أو حتى مقاطعة هذه البرامج نهائياً على النحو الذي يتماشى مع النتائج التي أظهرتها دراسة "إيبسوس".