الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

العفو الدولية تعرض شهادات 2 من سكان قرية كوتشو التي حاولت داعش إبادتها

 داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن إحدى القرى التي تعرضت لممارسات تنظيم داعش المتطرف، اجرى هذا التقرير حول قرية كوتشو كمثال عما يقوم به تنظيم داعش من مجازر سواء في جبل سنجار، شمال غرب العراق، أو المدن والقرى في المناطق المحيطة بالموصل حيث قتل العشرات واختطف المئات على يد مقاتلي “داعش” في كوتشو، وهي قرية صغيرة تبعد نحو 15 كيلومترًا جنوب بلدة سنجار.
منذ 3 أغسطس، عندما بدأت الجماعة المسلحة مسيرتها نحو السيطرة على الأراضي المحيطة بسنجار، اضطر عشرات الآلاف من اليزيديين إلى الفرار من منازلهم وقتل المئات واختطف الآلاف.
قال التقرير: إنه بعد يومين من البحث تمكن من اخذ شهادات بعض الناجين من الهجوم على كوتشو ممن تمكنوا من الفرار من المناطق التي تسيطر عليها داعش، في حالة من القلق والفزع علاوة علي اصابتهم بجروح، علاوة علي الحزن علي مصير أقاربهم وجيرانهم الذين قضوا نحبهم وليس لديهم أخبار عن أسرهم وعن القرويين الآخرين. وهم لا يعرفون ما إذا كان آباؤهم وأطفالهم وأشقاؤهم أحياء أم أمواتاً.
كما عرض التقرير لمعاناة هؤلاء الناجين منهم "الياس" وهو ممرض يبلغ من العمر 59 عاما، أصيب بعيار ناري في ركبته، لكنه تمكن من الفرار إلى بر الأمان، حيث قال ان “داعش” دعت جميع السكان بالاتجاه إلى المدرسة الثانوية، التي اتخذتها مقراً لقيادتها منذ جاءت إلى القرية قبل أسبوعين، وهناك طلبوا منا تسليم أموالنا، وهواتفنا المحمولة، ومن النساء تسليم المجوهرات الخاصة بهن. وبعد حوالي 15 دقيقة، جلبوا المركبات وأخذوا بملئها بالرجال والفتيان، ودفعوا حوالي 20 منا إلى الجزء الخلفي من سيارة بيك اب “كيا”، وأخذونا حوالي كيلومتر واحد إلى الشرق من القرية.

اضاف: ثم أنزلونا من السيارة عند البركة وجعلونا نزحف على الأرض متراصين وقام أحدهم بتصويرنا. ظننت انهم سيطلقون سراحنا بعد ذلك، لكنهم أطلقوا النار علينا من وراء ظهورنا. أصبت في ركبتي اليسرى، ولكن الرصاصة جرحت ركبتي فقط، القيت بنفسي إلى الأمام و تظاهرت بالموت.
وعندما توقف إطلاق النار ظللت دون حراك. وبعد مغادرتهم، لذت بالفرار، كان خمسة أو ستة آخرين على قيد الحياة، وهم أيضاً فروا من المكان. بينما لقي البقية جميعهم مصرعهم. أنا لا أعرف ما حدث لعائلتي، لزوجتي وأطفالي السبعة، وزوجة ابني وطفليهما؛ لا أعرف إذا كانوا أحياء أو أموات، ولا أعرف مكانهم".
اما خضر، وهو طالب عمره 17 سنة، قال لي إنه كان ضمن أول مجموعة من الرجال والشبان الذين حشدوا في المركبات وأخذوا إلى ضواحي القرية لقتلهم. قال: “لم يكن هناك نظام، ملأت ‘داعش’ المركبات عشوائياً. أنا وابن عمي، غالب إلياس، دفعنا إلى نفس السيارة. وكنا بجوار بعضنا البعض عندما مددونا على الأرض. وقد قتل. كان في نفس عمري، ويعمل كعامل في البناء غالباً. ليس لدى أي أخبار عما حدث لوالدي وإخوتي الأربعة وشقيقاتي الست. هل قتلوهم؟ هل اختطفوهم؟ أنا لا أعرف شيئاً عنهم “.
جدير بالذكر أن العدد الإجمالي للقتلى في كوتشو لم يحدد إلي الآن فوفقاً للناجين الثلاثة الذين قابلتهم، بعد تجميع القرويين في المدرسة المحلية، أخذ مقاتلو داعش ما لا يقل عن ثلاث مجموعات من الرجال والفتيان لقتلهم، 20- 25 في كل مرة. وقتل معظم الرجال والفتيان في المجموعتين الأولى والثالثة، في حين يعتقد أن ما بين ستة وثمانية تمكنوا من الفرار. ومن غير المعروف ما إذا كان أي شخص من المجموعة الثانية قد نجا، وكان عددهم أيضاً 20- 25 شخصاً. ولا يعرف كم مجموعة أخرى تعرضت للمصير نفسه. وثمة تقارير تفيد بأن مئات من الرجال والنساء والأطفال من كوتشو نقلوا إلى تلعفر – في منتصف الطريق بين سنجار والموصل – حيث تحتجز مجموعات “داعش” المدنيين المختطفين الآخرين من اليزيديين. ولكن هذا لم يتم التأكد منه حتى الآن.
وقد ظلت كوتشو البالغ سكانها 1200؛ محاصرة من قبل مجموعات “داعش” منذ سيطرتها على منطقة سنجار في 3 أغسطس، وظل الاتصال مع السكان منذ ذلك الحين صعباً.