الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ستافريديس جيم: التعاون مع إيران وبشار سيظل أهون من داعش

 لستافريديس جيم،
لستافريديس جيم، القائد الأعلى السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت هافينجتون بوست مقالا لستافريديس جيم، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي منذ عام 2009 إلى عام 2013، قال فيه إن الوقت قد حان لإعادة النظر في علاقات الغرب مع إيران، وينبغي حل كل المشاكل التي تؤثر سلباً على العلاقات مع إيران وضرورة التوصل لتوافق على القضايا التي تؤرق الطرفين، بما في ذلك تفشي تنظيم داعش في العراق.
كما أيد في مقاله تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي ورد في الجارديان حينما عبر عن استعداد بريطانيا للتحالف مع إيران من أجل صد خطر "داعش" الإرهابي، وأنه مستعد الآن لطي عقود من الخلافات مع إيران وضمها للجهد الدولي الرامي لمكافحة خطر "داعش".
وأضاف جيم لعل كاميرون يعبر في ذلك عما يعتمل في صدر الرئيس باراك أوباما، الذي يبدو موافقاً على تناول جرعات "النووي الإيراني" للتغلب على تفشي "سرطان داعش" على حد تعبير أوباما.
غير أن الخيار الأصعب الذي يتهرب من مواجهته صناع القرار السياسي في واشنطن ولندن، هو خيار "النوم في سرير واحد" مع بشار الأسد، وهو الخيار الذي يبدو أنه لم يعد مستبعداً. حيث يرى وزير الدفاع البريطاني الأسبق، مالكولم ريفكيند، أن على الولايات المتحدة وحلفائها أن تكون مستعدة للعمل مع نظام بشار الأسد لإلحاق الهزيمة بدولة "داعش".
نقل جيم أيضا تصريحا آخر عن ريفكيند،  بأنه "يجب القضاء على داعش ولا يجب أن تكون لدينا أي حساسية حول الكيفية التي نتصرف فيها، في بعض الأحيان تجد نفسك مضطراً للتعاون مع شخص سيئ من أجل التخلص من شخص أكثر سوءاً".
وفي ذلك، يشير ريفكيند الى إمكانية تحالف الغرب مع نظام بشار الأسد "المنبوذ دولياً" للقضاء على "داعش" الذي بات يهدد الغرب ومصالحه أكثر مما يفعل الأسد.
جدير بالذكر أن ريفكيند كان يعد من أقوى الأصوات السياسية التي كانت تدعو إلى ضرورة التدخل عسكريا من أجل إسقاط نظام الأسد واستشهد به جيم في ضرورة تغير التعامل في الشرق الاوسط حيث قال في تصريحه "علينا أن نتعامل مع الحقائق كما هي في الواقع، لا كما نريدها أن تكون، واللجوء إلى التحالف مع الأسد هو شر لا بد منه، فلا يمكن تصور خوض معركة فاصلة ضد "داعش" في العراق مع إهمال البعد السوري.
كما قام ستافريديس جيم بالاستشهاد بالكثير من المحللين الأمنيين والعسكريين الذين يتفقون مع هذه الآراء، بل يشجعون القيادات التنفيذية في أمريكا وبريطانيا على تقبل هذه الخيارات القاسية التي تبدو أثمانها مهما كانت مرتفعة، أقل ضررا من ترك "داعش" التي باتت تطرق أعتاب أوروبا وتهدد مصالح الغرب.
ومن وجهة نظر جيم يمكن للمرء أن يقرأ ما بين السطور فيما ينشر في الصحافة البريطانية والامريكية، والتي قررت أن أضرار التعاون مع إيران والنظام السوري، مهما بلغت قساوة وبشاعة، ستظل "أهون الشرين" مقارنة بما قد يترتب عن اللجوء لخيار التدخل العسكري البري في العراق .
كما يضيف جيم أنه يبدو أن الحكومتين البريطانية والأمريكية قد حسمتا أمرهما بعدم التدخل بقوات برية في العراق، وعلى التعاون مع النظامين الإيراني والسوري، ولم يظل أمامهما إلا تهيئة الرأي العام لقبول فكرة "لا حلفاء دائمين ولا أعداء دائمين في السياسة"، وفكرة "عندما يداهمك وحش "داعش" فلا بأس من الاحتماء بدرع من الشوك مصنوع في طهران أو دمشق.