السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

إحياء ذكرى الهجمات الكيميائية السورية في 21 أغسطس 2013

 الهجمات الكيميائية
الهجمات الكيميائية على سورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل عام من الآن، في 21 أغسطس عام 2013، تعرضت عدة مناطق سكنية بمنطقة الغوطة بدمشق، لهجوم كبير بأسلحة كيميائية، مما تسبب في وفاة ما يقدر بنحو 1400 مدنيا وإصابة أكثر من ذلك بكثير. وانتاب العالم شعور بالصدمة، وتحت ضغط دولي، انضمت الحكومة السورية لاتفاقية الأسلحة الكيميائية ووافقت على تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية المعلنة لديها تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ولكن بعد مرور عام على الهجمات، بدا أن الغضب الدولي إزاء استخدام المواد السامة ضد المدنيين في سوريا، قد تراجع. ولم تحصل مدينة الغوطة التي لا تزال محاصرة إلى الآن، على أي مساعدات دولية كبيرة، ولا يزال الناجون يعانون من الآثار الكبيرة لتعرضهم لعناصر سامة. وتدعو منظمة الصليب الأخضر إلى تقديم دعم دولي فوري للضحايا.. مشيرة إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لحظر جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة.
وقد نفذت منظمة الصليب الأخضر مؤخرا بنجاح مشروع المساعدات الطارئة في الغوطة مع منظمة سورية شريكة منظمة " السراج ". ويهدف المشروع إلى توفير الأدوية اللازمة بشكل عاجل، للتصدي لزيادة انتشار الأمراض بين السكان الذين أصابهم الضعف بالفعل نتيجة للهجمات الكيماوية. ولكن المرضى والمصابين بصدمات نفسية بحاجة إلى مزيد من الدعم. وتقول إمرأة تدعى (ك .أ) - تبلغ من العمر 27 عاما والتي فقدت كل أفراد عائلتها أثناء الهجوم في منطقة "زملكا" شرق الغوطة ومكثت في الحي المحاصر رغم كل الرعب وتكرس الآن كل قوتها كمساعدة طبية للأشخاص المتضررين- "إنها كارثة إنسانية حقيقية تلك التي تحدث في المناطق المحاصرة".
منذ أوائل عام 2008، قدمت منظمة الصليب الأخضر دعما لمشاريع الرعاية الاجتماعية الطبية المحلية في منطقة حلبجة شمالي العراق، المشهورة بهجمات الغاز السام المميت التي تم تنفيذها بأوامر من نظام صدام حسين في 1988. وتركز المشاريع على الآثار الصحية الاجتماعية والنفسية والجسدية على المدى الطويل لتلك الهجمات الكيميائية وتظهر مدى أهمية دعم الضحايا حتى بعد فترة طويلة من وقوع الحدث.
ونعى فلاح مراد خان - أحد الناجين من هجمات عام 1988 وهو منسق المشاريع للشريك المحلي منظمة الصليب الاخضر والتي تتخذ من وادي العراق مقرا لها- ضحايا هجمات الغوطة، مشيرا إلى أنه قبل 25 عاما لم تكن التكنولوجيا متوفرة لإرسال الأخبار والتقارير الفورية إلى العالم حول ما حدث في حلبجة. ولكن الوضع مختلف اليوم.فإن الصور البشعة من الغوطة نشرت بسرعة ورآها الكثير من الناس، ولم يتم إتخاذ أي إجراء لمساعدة ضحايا الهجمات ولم تتوفر الاستجابة الكافية سواء من الأمم المتحدة، أو من الدول، وأيضا من أوروبا، التي كان من المفترض أن تشارك في تطوير ترسانات الأسلحة الكيميائية في سوريا". ويدعو الصليب الأخضر في هذا اليوم لإحياء الذكرى من أجل تقديم دعم دولي سريع للضحايا المنسيين من هجمات الغوطة.

وتدعم منظمة الصليب الأخضر أيضا بفاعلية إقامة عالم خالي تماما من الأسلحة الكيميائية، وبالتالي تدعو الدول الستة التي لا تزال غير عضو - أنغولا ومصر وإسرائيل وميانمار وكوريا الشمالية وجنوب السودان - للانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.(ونظرا لقرب العلاقة بين جميع الأنواع الثلاثة لأسلحة الدمار الشامل - النووية والكيميائية، والبيولوجية - يدعو الصليب الأخضر إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كخطوة قادمة. "ويخلص الدكتور ستيفان روبنسون، مدير وحدة (المياه، التراث) بالصليب الأخضر "لن يكون هناك آمان حقيقي للناس الذين يعيشون في هذه المنطقة المتوترة سياسيا طالما لا يزال هناك مخزون مفير من أسلحة الدمار الشامل".