الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تساؤلات حول احتمالية نجاح تنظيم "داعش" في اختراق الجزائر

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت منطقة شمال أفريقيا، الآن في مواجهة تهديد جماعات إرهابية متعددة أكثر من أي وقت مضى.. فسواء كان تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي أو "داعش" أو "أنصار الشريعة" فجميعهم يسعون لتحقيق هدف واحد هو زعزعة استقرار المنطقة واستخدامها كقاعدة لتجنيد الارهابيين وإن كان الهدف المعلن هو إرساء دولة الخلافة الإسلامية.
وقد برز مؤخرا تنظيم "داعش"، والذي نشرت الرعب والقلق في العراق لدرجة تزايد المخاوف من تدخل أمريكي آخر في هذا البلد ـ كظاهرة جديدة للإرهاب اطلت برأسها على منطقة شمال أفريقيا بل واتخذت ابعادا جديدة لدرجة مثيرة للقلق حيث يبدو أنه يريد إقامة قواعد تدريب وتجنيد للانتحاريين في هذه المنطقة... يضاف إلى ماسبق أنه التنظيم الأكثر دموية وتطرفا على الإطلاق.
وقد تمكنت أجهزة الأمن الجزائرية مؤخرا من تفكيك شبكة دولية لدعم تنظيم "داعش" تمكن أفراده، القادمين من سوريا، من التسلل إلى الجزائر وكانوا يعتزمون التوجه إلى ليبيا أو دول أوروبية لتنفيذ عمليات إرهابية حسبما ذكرت اليوم صحيفة "النهار" الجزائرية نقلا عن مصادر أمنية.
يأتى ذلك بعد تحذيرات كثيرة من محاولات "داعش"، والتي تضم عناصر مغاربية، اختراق الجزائر عبر الحدود الليبية مما زاد من قلق السلطات الأمنية والعسكرية ومخاوفها من اختراق الجزائر... وتزايدت هذه المخاوف مع ورود أنباء عن عودة مقاتلين في صفوف "داعش" ينحدرون من منطقة المغرب العربى إلى بلدانهم الاصلية في إطار إستراتيجية توسيع دول الخلافة التي أعلن عنها التنظيم بزرع خلايا تابعة له في المنطقة.
وكان مصدر عسكري قد كشف لصحيفة "الخبر" الجزائرية مؤخرا عن ورود أنباء للقيادة المركزية للجيش من الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود الجزائرية/الليبية بشأن محاولات اختراق للأراضي الجزائر من قبل عناصر يشتبه في انتمائها لتنظيم "داعش" الأمر الذي دفع بقيادة الجيش إلى إرسال تعزيزات إضافية.
ولكن حتى الآن لايزال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الناشط في منطقة شمال أفريقيا يدين بالولاء لتنظيم القاعدة بقيادة ايمن الظواهرى ولم يبد تحمسا لتنظيم "داعش" حسبما جاء في البيان الذي نشره التنظيم في الرابع عشر من شهر يوليو الماضى على شبكة التواصل الاجتماعى والذي أعلن فيه رفضه الانضمام إلى دولة الخلافة التي أعلن عنها ابوبكر البغدادى قائد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
وعدم تحمس أكبر التنظيمات الإرهابية المسلحة في الجزائر لمبايعة "داعش" دفع بهذا الأخير إلى البحث عن إستراتيجية أخرى تمكنه من ارساء اقدامه في منطقة شمال أفريقيا ومن هنا بدأ يتقرب من تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وبعض التنظيمات الصغرى في منطقة شمال أفريقيا.
وتشير التقارير العسكرية إلى صعوبة زرع خلايا لداعش في الولايات الشمالية ولهذا فهو، في المقابل يسعى لاحتلال جنوب شرق الجزائر بالقرب من ولاية "اليزى" لملء الفراغ الذي تركه عبد السلام طرمون رئيس حركة "ابناء الصحراء من أجل العدالة" بعد مفاوضاته الناجحة مع الحكومة الجزائرية والسماح له بدخول منطقة جنوب شرق الجزائر والاستفادة من قانون المصالحة.
ويؤكد الخطاب الرسمي للجيش المخاوف التي تتملكه من تنظيم داعش والذي يجهل إلى حد ما ممارساته بخلاف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.. وهو ماتجلى في العدد الشهرى الأخير لمجلة الجيش الجزائرى التي أكد فيها أن الجزائر تواجه تحديات ورهانات عسكرية وأمنية كبيرة تتطلب التجند والاستعداد لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود ومواجهة مختلف التهديدات لاسيما الإرهابية منها والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
كما قالت المجلة في افتتاحيتها إن الساحة الاقليمية تشهد تطورات خطيرة بتصاعد أعمال العنف وتدهور الحالة الأمنية بشكل خطير على الحدود الشرقية التي تشهد تدهورا أمنيا دفع إلى نزوح للسكان نحو الحدود... مشيرة إلى أن هذا النزوح قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى الوطن مما يشكلل خطرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأضافت أن الجيش الوطنى الشعبى "يبقى مستعدا ويقظا" بغرض التصدى لهذه التهديدات وذلك من خلال انتشاره عبر حدود الجزائر مع مختلف الدول المجاورة وهو بذلك يمارس مهامه الدستورية في ظل احترام القوانين والنظم دفاعا عن الحدود الوطنية والوحدة الترابية وسيادة الجزائر وأمن واستقرار الشعب الجزائري الذي يسعى إلى بناء دولة آمنة ومستقرة متطورة وقوية قوامها الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان.