الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

يديعوت: للتعاون مع مصر ثمن خاص

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مرور 46 يوما منذ بدء عملية "الجرف الصامد"، وقت طويل جدّا، بل إنه أطول من أتعس السيناريوهات التي توقعها جهاز الأمن، ويدرك الجيش هذه المشكلة، فلم يعد يتحدث عن عملية، بل عن معركة، ففي المعركة ارتفاع وانخفاض ومراحل وهدنات، وكانوا في أيام أكثر تسامحا يسمونها "حرب استنزاف".
وأضافت أنه عندما خرجت حكومة إسرائيل لهذه المعركة كانت مسلحة بقوة، وبدعم واسع من العالم وبإجماع في الداخل، ولم يكن ينقصها إلا شيء واحد هو الـ"هدف الاستراتيجي"، وحتى بعد شهر ونصف منذ ذلك الحين وحتى اليوم ليس لحكومة إسرائيل "هدف استراتيجي"، فتدبر الأمر يوما بيوم، وواقعة بواقعة، فشنت على غزة منذ بدء العملية 5 آلاف هجمة لسلاح الطيران، وهذا عدد مخيف مكانه الطبيعي هو الحكايات عن الحروب العالمية لا عملية ضد منظمة إرهاب محلية، ولكن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" صاغ خلال مؤتمره الصحفي أول أمس، هدفًا للمعركة عندما قال "أن يستطيع الناس النوم في هدوء"، وهذا هدف متواضع جدّا بالمفهوم الاستراتيجي، لكنه بعيد عن التحقق حتى الآن برغم ذلك.
أما تقديرات المخابرات الإسرائيلية قبيل بدء الحملة فأكدت على أن "حماس في ضائقة شديدة"، ثم شككت القذائف الصاروخية اليومية من غزة في هذا التقدير، فلقد حدث سوء فهم، فعندما قالت الاستخبارات "ضائقة" فهم المستوى السياسي الموقف على أنه ضعف، والمصطلحان مختلفان، فالكيان الضعيف يخضع لجسم أقوى منه، أما كيان في ضائقة فيركل ويناضل ليعيش.
وفي المقابل لم تغير أحداث هذا الأسبوع التوجه الأساسي للحكومة، فلا يزال نتنياهو ووزير دفاعه "موشيه يعالون" يسعيان لتسوية مع حماس، وتعمل القيادة العسكرية العليا بنفس الطريقة بفارق أنهم يستخدمون مصطلحًا أكثر حذرا وهو "قاعدة تسوية"، مؤكدا على العلاقات بمصر، وعلى أن مصر صاحبة الدور المركزي، ويجب على إسرائيل أن تقوي العلاقات بها وأن تعتمد عليها وأن تحسب حسابا لمشكلاتها.
وتشتكي أوساط عسكرية من أن أعضاء في الكابينيت عديمو المسئولية بتصريحاتهم وتوجيهاتهم للصحفيين، وأنهم يسربون ما يحدث في جلسات الكابينيت، فيتحدثون عن أفكار هاذية وعن عمليات عسكرية وكأنها اقتراحات جدية، ويبدون اعتبارا بأن مصر هي الأساس، رغم أن غالبيتهم العظمى غير معنيين بإقرار الاقتراح المصري، ويفضلون استمرار القتال.
وقالت الصحيفة: إن للتعاون مع مصر أثمانا خاصة، فإذا حقق المصريون تسوية مع حماس، فسيكون أبو مازن هو التالي، فالمصريون يتوقعون أن يمنح نتنياهو لأبو مازن اتفاقا قائما على حدود 1967، ويبدو أن هذا لن يحدث بحسب الكلمات التي قالها نتنياهو "أفق سياسي جديد"، فالأفق يبقى أفقا كلما اقتربنا منه ابتعد، وليس لنتنياهو حزب يوافق على أفق جديد وليس له ائتلاف حكومي.