السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما عذر أصحاب التخمة المالية في التقاعس؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حين يمر الوطن بعواصف من الفتن والأزمات.. فإن أول ما يستغيث.. قبل الجار وقبل الصديق.. يستغيث بأبنائه .. أن يحافظوا على مجدهم.. يصرخ الوطن على أبنائه أن أنقذوا أنفسكم، ففي حياتي حياتكم وفي عزي عزكم وفي هوائي هواؤكم، ويسارع ويبادر كل وطني مخلص تلبية للوطن ولا يتخلف عن صرخة الوطن إلا كل خائن لنفسه ولوطنه.
 وحين يرى الوطن التباطؤ والتثاقل من أبنائه فإنه يستحضر سجل العظمة من ذاكرته.. ليذكر أبناءه بهؤلاء العظماء.. ففي ذكرهم رفع للهمة.. همة العطاء وروح التضحية.. وحث على الإقدام والمبادرة.
- عظماء سجلوا بتضحياتهم وعطائهم مكانًا بارزًا في سجل العظمة في ذاكرة الوطن.. أمثال طلعت حرب ودوره العظيم في بناء اقتصاد مصر.
- وهؤلاء شهداء بذلوا أرواحهم رخيصة فداءً للوطن.. قدموا أغلى ما يملك الإنسان .. روحه.
- وهذا سياسي وطني كم ضحى من أجل وطنه ورفعته أمثال مكرم عبيد.
- وهذا أديب عالمي رفع راية مصر خفاقة عندما حصل على جائزة نوبل.
- وهذا عالم جليل خدم مصر والبشرية بعلمه وطبه من أمثال د.مجدي يعقوب ود.أحمد زويل.. وهناك الملايين من المصريين الوطنيين لا يُعرف لهم اسم بعينه، ولكنهم في سجل العظمة والتضحية من أجل وطنهم الحبيب مصر.
- وفي وسط الغيوم الكثيفة التي تمر بالوطن.. تحيط به أدوات الفوضى الخلاقة "الهدامة"، يتساءل كل وطني.. كل عاقل: ما عذر أصحاب التخمة المالية في التقاعس عن العطاء وتجاهل نداء الوطن؟!. هل هي الأنانية المفرطة؟! أم ماذا؟!
- لهذا الوطن حق على الجميع دون استثناء، لكن يأتي في مقدمة من عليهم هذا الحق وهذا الواجب، الذين يملكون القدرة والمال والتأثير.. أتمتد يد الجار ولا تمتد يد ابن الوطن؟!.. أتمتد يد الصديق ولا تمتد يد ابن الوطن؟!.
- حقيق بهؤلاء أن يراجعوا أنفسهم في إطار أعظم مرحلة تحول في تاريخ الوطن.. مصر.. مرحلة فيها يد تقاوم الفوضى الهدامة والخراب والإرهاب ويد تبني القدرة لهذا الوطن.. وما هذه المشاريع العملاقة إلا خير شاهد ودليل.. ويأتي مشروع قناة السويس امتداد لتاريخ العظمة الذي بدأه الأجداد.. حين دفعوا حياتهم ثمنًا لهذا الشريان التجاري العالمي "قناة السويس".. والآن تجري أعظم عملية تحديث للقناة.. كي تواكب العصر ومستجداته والسؤال المستحق هنا: هل يمكن لأي وطني مخلص أن يقف مكتوف الأيدي.. مشلول العطاء عن الإسهام في هذا المشروع العملاق وما يتعلق به من تنمية؟!
- أليس وفاءً للأجداد وللوطن أن يكون الإسهام على قدر حجم الإنسان المالي و..إلخ.. ومثل هؤلاء من رجال الأعمال ليس لهم عذر في الإسهام الفعّال في بناء القدرة الاقتصادية لهذا الوطن العزيز.. مصر.. وهل أموالهم إن هي إلا من نعيم هذا الوطن؟!.
- وإن كانت العظمة لا تأتي من فراغ، فكذلك السقوط للأشخاص من سجل العظمة لا يكون من فراغ!، وما يدركها إلا العاقلون، وما يذكر إلا أولو الألباب.