الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سميح القاسم ينعي نفسه في جنازته

سميح القاسم
سميح القاسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك الآلاف في تشييع جثمان الشاعر سميح القاسم في بلدة الرامة في الجليل الأعلى يوم أمس الخميس في مسيرة رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وتخللتها قراءة لأشعاره.
وضع جثمان سميح القاسم في بيت الشعب وغطى بالورد الأحمر وأغصان الزيتون، وارتدت النسوة الأسود وغطاء الرأس الأبيض، وحملن أغصان الزيتون، وهن يندبن الشاعر بقولهن "كتبوا أوراق النعي وفرقوها على البلاد.."
وارتدى الشبان سترات كتب عليها "منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي".
وخلف الكشافة الذين عزفوا دقات الحزن، سار الموكب المهيب وراء علم فلسطيني امتد لعشرة أمتار، على وقع كلمات قصيدة "سماء الأبجدية".
وتقدم المسيرة الرجال ومشايخ الدروز ورجال الدين المسيحي وأصدقاء الشاعر وأبناؤه وزوجته وأقرباؤه وقريباته وشخصيات سياسية وأعضاء الكنيست العرب، ولم تتمالك زوجته نوال نفسها عندما حملوا النعش وكادت أن تقع أرضا، وردد الجميع وهم يبكون "مع السلامة مع السلامة..."
وسجي الجثمان في الملعب إلى حيث بدأت تصل الوفود القادمة من القدس المحتلة والضفة الغربية والنقب وكل المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل.
وكان بين المعزين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق الدكتور سلام فياض، وتقدم أعضاء وفد الجولان حاملين أعلاما سورية وفلسطينية وهتفوا "الجولان وسوريا نسيوها العرب، تبقى سوريا تقول أرضك راجعة".
وخلال العزاء صدحت قصيدة لسميح القاسم بصوته يصف فيها عزاءه ويشكر فيها "من قدم لتشييع جثماني، ولكل الذين أتاحوا لي رفعي على أكتافهم والذين  حملوا أكاليل الورود ،ماذا أقول ؟؟
وجاؤوا لتكريم شخصي الضعيف لهذه الجنازة ...ألا عظم الله أجركم أجمعين".
وانطلقت كلمات القاسم بصوته "قالوا ويوم تغادر روحي فضائي، لشيء يسمونه الموت أرجو أن لا تفارق وجهي الابتسامة".
وقالت قريبته أسماء فياض لفرانس برس: "هو خسارة لكل العرب وليس للطائفة الدرزية".
وقال ابن أخته صالح ظاهر: "موته للأسف يعتبر نهاية حقبة، فقد حارب الجاهلية والجهل، وكان إنسانا كبيرا".
وقام بتأبينه عدد من الشخصيات الوطنية والدينية قبل أن يوارى الثرى على قطعة أرض مرتفعة على جبل حيدر في بلدة الرامة تشرف على جبال الجليل وعلى مدينة حيفا ورأس الناقورة، وسط قطعة أرض أكبر، قد تصبح حديقة في المستقبل.
وقال عريف الحفل التأبيني: "لقد ارتفع جبل حيدر وكبر لضمه في أرضه الشاعر الكبير سميح القاسم".