الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الحاجة صابحة: "أول ما شوفت الكعبة دعيت للناس اللي معايا في الدار"

الحاجه صابحه
الحاجه صابحه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قليل من الضوء الخفيف الدافئ كان يملأ الغرفة، لم أر سواها لست أعلم إن كانت وحيدة أم هناك من يؤانسها في وحدتها تلك التي مازالت مستمرة أكثر من أربعة سنين داخل دار المسنين، حين رأت ظلى يسبقنى لباب غرفتها علمت أن هناك زائرا فارتسمت البسمة على وجهها، لتتحدث تلك البسمة بكل شيء كانت تريد قوله.
" أنا اسمى على اسم كل حاجة صابحة، انا اسمى صابحة، "تلك كانت إجابتها الأولى حين سألتها عن اسمها، لم تستمر تلك الابتسامة طويلا وبدأت ملامح وجهها تتغير حين بدأنا الحديث عن سبب وجودها هنا حيث قالت نصا: "أنا بناتى على قدهم كل واحدة ساكنة في أوضتين وصالة أو أوضة وصالة وماعنديش غير ابن واحد شغال سواق تاكسي ساكن في أوضة وصالة وعلى قده، فجيت هنا ومبسوطة وفى الناس إلى ترعانى".
لم أكن أتخيل أن يصل الحال بها إلى تلك الدرجة فلديها أربعة أولاد وإنتهى بها الحال إلى دار مسنين فكان أول ما ورد على خاطرى، "يا ريتها ما كانت خلفتهم ولا تعبت في تربيتهم".
" أول ما شوفت الكعبة دعيت للناس إلى في الدار ودعيت لولادى، ربنا يكتبهالك أنا قعدت هناك عشرة أيام روحت فيهم كمان مسجد الرسول ونفسي أروح تانى".. بتلك الكلمات علمت انها كانت في عمره، وكان أول من دعت لهم هم العاملون في الدار لمساعدتهم لها في ظروف الحياة.
الحاجة صابحة كانت إحدى المسنات التي لم تكن أي نوع من أنواع العداء لأولادها، وحاولت أن تستغل طيبتها وبررت لنفسها قائلة، "أصلهم عايشين على قدهم" ويبقى السؤال: "هل سيفعل أحفادها بأولادها نفس ما قاموا به اتجاهها بحجة الظروف؟! ".
وقبل أن أرحل قالت لى "ربنا يجازيك خير إنت والى زيك، ويبعد عنك الشر ويخليك سالم إنت وإخواتك وينجحك على طول" بتلك الكلمات الطيبة والبسيطة دعت لى قبل أن أخرج واتركها تعود لوحدتها مرة أخرى لأفتح صفحة جديدة مع مسنة جديدة.

الصورة القادمة
حين تبكى العين دون أن تدمع فاعلم أن الزمن قد شاخ