الخميس 13 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الديموقراطية بغير ديموقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يخشى الناس جميعا وأنا منهم عندما نقرأ لكبار المحللين السياسيين أن يستغلق الأمر علينا ونضطر لأن نرجع إلى القواميس والمعاجم السياسية حتى نفهم ماذا نقرأ أو ماذا يقال، ولكن الأستاذ الكبير هو من يستطيع أن يتحدث أو يكتب حديثا ممتعا مع أنه يتناول أعقد الأشكال السياسية.
ومن هؤلاء العباقرة "السيد ياسين" فأنا أقرأ جميع مقالاته بشغف شديد، ولما كنا فى احتفالية "البوابة" الورقية وأيضا الاحتفال بكل الشهداء حصلت على مجموعة كتب رائعة منها كتاب 25 يناير "الشعب على منصة التاريخ"، والكتاب ممتع سلس فى أسلوبه عميق فى تحليله ولكنى سأجتزئ هنا من فصل "نهاية السلطوية وبداية الديمقراطية الشعبية" تعبيرين جعلانى أتوقف عن القراءة وأسرح بخيالى بعيدا، التعبير الأول جاء بعد تعريف وتصنيف عالم الاجتماع السياسى الأمريكى لويس كوزر أن النظم السياسية تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهى الشمولية والسلطوية والليبرالية، النظام الشمولى يحتكر السلطة احتكارا مطلقا ويمحو مؤسسات المجتمع المدنى ولا يترك لأى جماعة أو تنظيم مجالاً لاتخاذ أى مبادرة، مثل المجتمع السوفيتى فى إمبراطورية الاتحاد السوفيتى السابق.
أما النظام السلطوى فهو ذلك الذى يحتكر السياسة إلى حد كبير وإن كان يترك مساحات محدودة فى المجال العام كما حدث فى مصر.
أما النظام الليبرالى فمعروف مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتعبير الأستاذ الكبير سيد ياسين الذى أطلق خيالى عن العهد الناصرى والساداتى والمباركى أن الثلاثة عهود كانت نظاما سلطويا بلامتياز وإن كانت درجة التحكم فى أمور المجتمع تفاوتت بشكل ملحوظ عبر الزمن.
وكان التحكم مطلقا فى العصر الناصرى وتحول إلى تحكم نسبى فى العصر الساداتى الذى شهد تعددية سياسية مقيدة ثم تغير فى العصر المباركى إلى تحكم مرن إلى حد ما لأن الحريات السياسية توسعت دوائرها ما سمح لمنظمات المجتمع المدنى بأن تتكاثر وتنشط كما زادت حرية التعبير.
ولماذا سرحت بخيالى بعد هذا التعبير لأن فك القيود لا يأتى من نفسه ولا منحة من النظام السلطوى ولكن نضال بعض رموز المجتمع التى تدفع الثمن غاليا لكى يتحرر المجتمع وبالتالى الوطن، ولا مجال هنا لذكر أسماء المناضلين، فتحية واحترام لرموز هذا الوطن الذين ضحوا بحياتهم وراحة البال من أجل الحرية.
أما التعبير الثانى فهو أن عصر حسنى مبارك هيمنت على المناخ السياسى فيه فكرة حمقاء وهى أنه يمكن تطبيق الديمقراطية بدون ديمقراطية! فقد كان الحزب الوطنى (حزب الرئيس) يسيطر سيطرة كاملة وذلك من خلال انتخابات كان يطعن فيها دائما بالتزوير، وأدى هذا إلى تجفيف منابع الأحزاب والحركات السياسية المعارضة ما جعل الشبان التى تؤمن بالديمقراطية بل تمارسها على وسائل التواصل الاجتماعى والانفتاح على شباب دول ديمقراطية يرغبون فى التغيير، وهذا ما أنهى السلطوية بضربة واحدة وجهتها جموعهم، واضطرت الدولة تحت وقع المظاهرات الحاشدة إلى تقديم تنازلات متعددة يوما بعد يوم من تعيين نائب لرئيس الجمهورية وتغيير وزارة أحمد نظيف، وأعلن الرئيس عدم ترشيح نفسه لفترة قادمة لا هو ولا ابنه السيد جمال مبارك، وتغيير آخر جوهرى فى بنية الحزب الوطنى بإقالة سكرتيره العام واختيار د. حسام بدراوى للإصلاح.
وقد كان أبى يقول لى: "كلما قرأت كتابا أضفت إلى شخصيتك شخصية أخرى سواء أعجبك أو لم يعجبك لأن الاطلاع على رأى آخر يضيف إليك بالإيجاب حتى وإن ظننت أنه رأى فاسد وأنا أقول من يقرأ هذا الكتاب سيضيف إلى معلوماته الكثير وإلى شخصيته شخصيات عدة.