يبدو أن محافظ كفر الشيخ نسي أنه محافظ لإحدى المحافظات المصرية التي يعيش أكثر من 65 % من سكانها تحت خط الفقر، بينما يعيش الباقون ما بين شرائح مصنفة كمحدودي الدخل ومتوسطي الدخل والقلة لا تتعدى الـ2% من سكانها ميسوري الحال أو حتى أغنياء.
محافظ كفر الشيخ المستشار محمد عزت عجوة، ظن أنه يحكم مقاطعة في سويسرا أو الإمارات أو قطر أو سنغافورة وهي الدول المصنفة كأغنى الشعوب في مصادر الدخل السنوي وليس محافظة كفر الشيخ، الأولى في الالتهاب الكبد الوبائي بمصر والعالم بمعدل إصابة 20% من سكانها الأولى في التلوث والتي يصب في مصباتها المائية ملوثات المصانع من جميع أنحاء الجمهورية، المحافظة التي هجر صيادوها مهنة الصيد وسافروا في رحلات الموت الهجرة غير الشرعية بسبب قلة الأسماك في بحيرة البرلس بسبب نهب الكبار للزريعة ويتم القبض على مئات الصيادين سنويًا في ليبيا وتونس.
فلقد فوجئ أبناء وشباب المحافظة الذين يتطلعون ويحلمون بحلم شراء وتملك شقة سكنية لكي يتزوجوا فيها، بإعلان المحافظة عن فتح باب لتملك 264 وحدة سكنية ضمن مشروع "إسكان الشباب" وبقدر ما كانت الفرحة بقدر ما كان الحزن والغضب من جانب الشباب حتى من الطبقة المتوسطة، بسبب سعر الوحدات التي اعتبروها مبالغ فيها وكذلك الشروط القاسية التي تم وضعها لطريقة الدفع والسداد.
وكان إعلان المحافظة أن الوحدات تنقسم لقسمين الأولى 125 مترًا ويصل ثمنها المبدئي لـ315 ألف جنيه والثانية 165 مترًا بسعر مبدئي 427 ألف جنيه، وتقع بأرض مصنع الغزل والنسيج بغرب مدينة كفر الشيخ، ويتم سحب طلب من الوحدة السكنية ب200 جنيه لا ترد.
ووضعت المحافظة شروطًا منها دفع مبلغ 30 ألف جنيه جدية حجز وسداد مبلغ 50 ألف جنيه بعد قبول الطلب بتملك الوحدة ثم 50 ألف جنيه "دفعة ثانية" بعد 3 أشهر من الدفعة الأولى ثم 50 ألف جنيه" دفعة ثالثة بعد 3 اشهر من الدفعة الثانية ثم سداد باقي ثمن الوحدة بأقساط ربع سنوية لمدة 3 سنوات من تاريخ سداد الدفعة الثالثة ويتم سحب الوحدة السكنية وإلغاء التخصيص حال التخلف عن السداد مع خصم 20% من قيمة ما تم دفعه.
وحددت المحافظة سن قبول صاحب الطلب ما بين و21 سنة و35 سنة وأن يكون من أبناء المحافظة ولم يسبق له الحصول على وحدة أو ارض من الدولة وأن لا يجوز له الحجز بأكثر من وحدة سكنية للزوج والزوجة والأبناء.
يقول محمد عمر "مهندس" أنا أعمل بإحدى الشركات الخاصة منذ 3 أعوام مرتبي لا يزيد عن 2000 جنيه أساعد أهلي وانفق على نفسي نحو1800 جنيه ويتبقى لي 200 جنيه فقط أدخرها للظروف الطارئة والدي متوفي ولي 3 اشقاء بمراحل التعليم المختلفة وينفقون على تعليمهم من معاش أبي الضئيل الذي لا يكفي احتياجات المنزل الضئيلة ويعمل أحد أشقائي بمطعم خاص مضيفًا أن سنة 33 سنة ويريد أن يتزوج والشقة لا تتسع أن أتزوج فيها فهي مكونة من حجرتين وصالة فكيف يتسنى لي شراء شقة في مشروع إسكان المحافظة والذي أره مشروع وهمي على حد قوله.
بينما يعلق محمد عبدالرحيم الفشار "محاسب" قائلًا: " لا يمكن أن نطلق على هذا المشروع بأنه مساكن للشباب، لأنهم بهذا لا يساعدون الشباب هم بيحبطوه الشباب"، مضيفًا: "هو مين من الشباب معه المبلغ غير الشباب اللي أهليهم أغنياء وموضوع القسط دا أراه مضحك هو مين اللي هيدفع في السنة الأولى 190 ألف جنيه".
أما حسن جابر "محام" 30 سنة فيقول: "هذه مهزلة فكيف يكون مشروع إسكان شباب وما أره أنه مشروع استثماري بحت وهو مخصص لناس بعينهم تجار السمك وأصحاب المزارع السمكية والأغنياء ويجب أن يرفع الأمر لكبار المسئولين لكي يتم تخصيصه فعلًا للشباب.
ويضيف ماهر واصف "دبلوم صنايع" 34 سنة أب لطلفين أنه كان مسافر للسعودية وكل ما جمعه لا يكفي تسديد ربع ثمن الشقة التي أعلنت عنها المحافظة وان لو معي المبلغ ده كنت عملت مشروع ويلخص ماهر تعليقه بأنه يري أنه مشروع" وهم الشباب" متسائلًًا أيه الفرق بينه وبين المشاريع السكنية الخاصة للمقاولين بالسعر الحر وأين دعم الدولة.
