الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هيلاري كلينتون في «اختيارات صعبة»: 25 يناير أربكت واشنطن.. و«مبارك» أحدث انقسامًا شديدًا داخل الإدارة الأمريكية.. والإخوان فشلوا في الحكم واضطهدوا الأقليات المسيحية.. (الجزء الأول)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجحت "البوابة نيوز"، في الحصول على نسخة من كتاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "اختيارات صعبة" المثير للجدل، واختارت منه الجزء الخاص بمصر لعرضه على القراء.


يتناول الكتاب أسرار السياسة الداخلية في الكونجرس، وخصصت كلينتون جزءًا من الكتاب عن الثورة المصرية، حيث قدم الكتاب من الوقائع ما يوضح أن 25 يناير فاجأت أمريكا وأربكتها.


وقالت كلينتون إن الإدارة وقتها "اهتمت بالمبادئ" لكنها خشيت من وصول الإخوان للسلطة لو انهار نظام مبارك، ولم تشأ أن تبدو أمام حلفائها في الخليج بمظهر من تخلت عن حليفها القديم.


وفي بداية الجزء التي تحدثت فيه عن مصر، بدأت تشيد بالثورة المصرية العظيمة التي اختلفت عن الثورة التونسية، وقالت إن الخبراء الأمريكيين لم يتوقعوا أن يخرج الشعب المصري في ثورة للمناداة بالمساواة والحرية والقضاء على وحشية وديكتاتورية السلطة، حيث قال أحد مساعدى الرئيس "باراك أوباما" إن الشعب المصري استخدم الدهاء التكنولوجي لإقناع العالم في الانضمام نحو مبادئ ثورتهم وتأييدهم.


وقالت "هيلاري" إنها كانت لها علاقة وثيقة مع الرئيس الأسبق "مبارك" وزوجته "سوزان" منذ عشرين سنة.


وأضافت: "مبارك" في أول عهده كان له كثير من الأعمال الجيدة داخليًا وخارجيًا، خاصة في تشجيعه لعملية السلام "كامب ديفيد" وإقناع الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" للموافقة على عملية السلام، ولكن من المؤسف أنه في آخر أيام حكمه كان يحكم كالفرعون واستخدم السلطة المطلقة والديكتاتورية في حكمه لمصر مما أفلت من يده زمام الأمور عندما خرج الشعب المصري بثورة تنادي بـ"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".


وأشارت في كتابها إلى الاجتماع السري الذي دار بين "مبارك" و"أوباما" في البيت الأبيض لمناقشة الموقف الحساس المتواجد في مصر وطلب مبارك أثناء الاجتماع بالمزيد من التوصيات لوقف الأحداث في مصر، والحفاظ على منصبه وبقائه في الحكم، ومن هنا حدث انقسام حاد داخل الإدارة الأمريكية تجاه ثورة 25 يناير بمصر؛ لأن البعض كان يرى أن "مبارك" مفتاح لنا كحليف إستراتيجي في السنيين الماضية والبعض الأخر يرى الانحياز للشعب المصري ودعم مطالبهم، حتى لا يخسروا علاقتهم بمصر.


وتقول هيلاري: "نحن نقبنا عن بعض الأسئلة في الإعلان بالوقوف بجانب الشعب المصري منها، هل لنا تأثير ناجح في السياسة الداخلية المتعلقة بالشعوب الأخرى وتحقيق الديمقراطية التي لم تكن موجودة من قبل؟ فكانت تلك الجدال التي ناقشناه حول ما يسمى بـ"الربيع العربي".


ويحوي الكتاب أيضًا العلاقة البراجماتية مع محمد مرسي، خاصة أن أمريكا صاحبة مصالح حيوية ومن ثم ستتعامل مع أي من كان في الحكم في مصر، رغم أنها كانت متوجسة طوال الوقت من الإخوان.

وقالت هيلاري كلينتون نصًا في كتابها: إن «الإخوان فشلوا في أن يحكموا بشكل شفاف وجامع، واصطدم مرسي مرارًا بالقضاء وسعى لتهميش معارضيه السياسيين بدلًا من أن يبني إجماعًا وطنيًا واسعًا، ولم يفعل الكثير لتحسين الوضع الاقتصادي، وسمح باستمرار اضطهاد الأقليات بما في ذلك الأقباط»، وتلك ليست لغة ولا لهجة من يدعم الإخوان أو يتعهد لهم بإعلان دولة الخلافة الإسلامية.


وتنتقل هيلاري في كتابها إلى مرحلة الانتخابات المصرية قائلة: "قابلت عددًا من الطلاب والنشطاء وممن كان لديهم دورًا في قيادة المظاهرات، كنت تواقة للاستماع إلى خططهم للانتقال من مرحلة التظاهرات والمضي قدما نحو الحياة السياسية، وما خططهم للتأثير في كتابة الدستور الجديد للبلاد، وخوض الانتخابات المقبلة، ولكنني وجدت مجموعة غير منظمة وغير مستعدة لخوض الانتخابات ولا حتى التأثير في أي شيء، فهم ليس لديهم خبرة سياسية، ولا على دراية بكيفية تنظيم أحزاب، أو الترشح للانتخابات أو كيفية الإعداد لحملات انتخابية، كما أنهم ليس لديهم قواعد شعبية ولم يظهروا أدنى اهتمام بذلك، وبدل من ذلك "تنظيم أنفسهم واكتساب الخبرات المطلوبة"، لجأوا في ذلك الاجتماع إلى توجيه اللوم للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الخطايا ووجدتهم غير مهتمين لحد كبير بالسياسة الانتخابية".


وفي مرحلة الانتقال الدقيقة، حاولت الولايات بحذر شديد أن تعزز القيم الديمقراطية والمصالح الإستراتيجية دون الانحياز لأحد المرشحين أو الفصائل، ولكن على الرغم من جهودنا للقيام بدور حيادي وبناء إلا أن كثير من المصريين نظروا بعدم الأرتياح إلى الدور الأمريكي، حيث اتهمنا أنصار جماعة الإخوان بأننا دعمنا نظام مبارك، كما اشتبهوا في تواطؤنا مع الجيش لمنعهم من الوصول إلى السلطة.


أما خصومهم فقد كانوا يخشون الحكم الإسلامي وزعموا أن الولايات المتحدة تآمرت مع الإخوان للإطاحة بمبارك، ولا أفهم كيف يمكن اتهامنا بمساعدة وإحباط الإخوان في آن واحد، ولكن هذا يجد له سبيلًا في نظريات المؤامرة المحاكة بشكل جيد.


وأضافت أنه مع الأسف، أثبتت الشهور والسنوات التي أعقبت الثورة حقيقة أنه كان لمخاوفي الأولية بشأن الصعوبات التي تواجهها التحولات الديمقراطية، فلقد عززت جماعة الإخوان قوتها وموقعها في بداية الثورة ولكنها فشلت في إدارة البلاد بشكل يتسم بالشفافية واحتواء كل أطياف المجتمع، وتعارض الرئيس السابق محمد مرسي كثيرًا مع القضاء، وكان دائم السعي لتهميش المعارضة السياسية، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة لتحسين الاقتصاد، وسمح باستمرار اتباع سياسة اضطهاد الأقليات ومن بينهم المسيحيين.