السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الطَليعَةُ الفِكْريةً للاحتلالِ المَدَنيِّ المُعَاصرِ (1-3)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنَّ مَنْ يتابعُ الواقعَ ، وما يحدثُ في مصرَ في الفترةِ الأخيرة وخاصةً على شاشاتِ القنواتِ الفضائيةِ الخاصةِ ليجدُ هجمةً شرسةً –لا أشكُّ في أنَّها منظمةً- على ثوابتِ الدينِ وعلى السنةِ النبويةِ المُشَرَفةِ وعلى الأخلاقِ والقيمِ الإسلاميةِ الحميدةِ ، وبطريقةٍ تبدو تلقائيةً وعفويةً في الوهلةِ الأولى ، وبالنظرةِ العجلاءِ غيرِ المتأنيةِ .
إلا أنَّ النظرةَ الأولى حمقاءُ دائمًا ، وكذلك النظرةُ الجزئيةُ تعطي نتائجَ مشوهةً غيرَ حقيقيةٍ ولا واقعيةٍ ولا متكاملةٍ .
فلابدَّ منْ فهمِ الواقعِ فهمًا حقيقيًا وعميقًا وذلك منْ خلالِ نظرةٍ شموليةٍ متأنيةٍ فاحصةٍ ، تجمعُ كُلَّ الجزئياتِ ، وتؤلفُ بينها ، لتتكونَ في النهايةِ صورةٌ كاملةٌ واضحةٌ مكتملةُ الأركانِ والجوانبِ واضحةُ المعالمِ ، تعكسُ الواقعَ كما هو فيستطيعُ الناظرُ إليها رؤيةَ كُلِّ ما يحدثُ واضحًا جليًا .
فلا يمكنُ بحالٍ النظرُ إلى تلك الهجمةِ الشرسةِ على التراثِ الإسلامي منْ قِبَلِ أشخاصٍ يبدو للناظرٍ نظرةً سطحيةً حمقاءَ ألا علاقةَ لأحدهم بالآخرِ ، ولكن لابدَّ منْ النظرِ في إطارِ أنَّ كلَّ جزئيةٍ منْ تلكَ الجزئياتِ تكملُ الأخرى ، وأنَّ لكل دورًا يلعبُه ويؤديه بعيدًا عنْ الآخرِ ، إلا أنَّهم بلا شكٍ يتكاملون فيما بينهم قصدوا أو لم يقصدوا ، ليرسموا في الأخيرِ الصورةَ الكاملةَ للواقعِ المرادِ خلقة .
وتلك الجزئياتِ التي تبدو متباعدةً تتمثلُ فيما يلي :
أولًا : الهجمةُ الشرسةُ منْ أشخاصٍ شتى ، ذوي تخصصاتٍ متنوعةٍ ومنطلقاتٍ مختلفةٍ على السنةِ النبويةِ الشريفةِ سالكين لذلك سبيلَ الهجومِ على "صحيحِ البخاري" ، و التشكيكِ في أحاديثه ، و الإساءةِ إليها بطرقٍ مختلفةٍ، وكلٍّ على حَسْبِ توجهه وانتمائه ، فما بين علماني متطرفٍ إلى أزهريٍ معممٍ إلى طبيبٍ متحذلقٍ وصحفي متغطرسٍ وغيرهم.
فهلْ يعقلُ أنْ يتصادفَ هجومِ أزهريٍ مع صحفيٍ مع طبيبٍ مع أديبٍ مع غيرهم من التخصصاتِ على الهجومِ على "صحيح البخاري" فجأةً و في توقيتٍ واحدٍ مع اختلافِ التوجهاتِ و التصورِ و الوجهةِ ؟!
أيعقلُ أنْ يتصادفَ هجومُ هؤلاءِ الأشخاصِ المتخالفين فيما بينهم وفي وقتٍ واحدٍ وبهدفٍ واحد على شيءٍ واحدٍ ؟!
أما في عقلي أنا فلا يعقلُ! ، ولا أظنه يعقلُ في عقلِ عاقلٍ ، ولا يقبلُ بغير ذلك سوى المجانين !
والذي أُراهُ أنَّ "صحيح البخاري" عند هؤلاءِ المرتزقةِ ليس إلا وسيلةً لا غايةٍ وهو من بابِ المعاملِ الموضوعيِ الذي يُوَصِّلُ إلى الهدفِ ألا وهو الطعنُ في السنةِ النبويةِ الشريفةِ لهدفٍ آخر سَيَبِينُ فيما بعدُ .
وثانيًا : الهجمةُ المتواترةُ الأخرى منْ أشخاصٍ ذوي توجهاتٍ مختلفةٍ أيضًا على "الإيمانِ بالغيبِ" متمثلًا في إنكارِ عذابِ القبرِ و نفيِ وجودِه ، تحت ذرائعَ واهيةٍ و عِلَلٍ عليلةٍ منْ مثلِ : عدمُ ثبوتِ ما يدلُّ عليه ، مع أنَّ القرآنَ نفسَه قد أثبتَه وبطريقةٍ جليةٍ مما يجعلُ المعركةَ مع القرآنِ لا مع السنة ، ويجعلُ التشكيكَ فيه تشكيكٌ في صدقِ القرآن – ولا أقول تكذيبه- .
وثالثًا : وهو أمرٌ لا يمكنُ إغفالُه من قَبْلِ ذلك ومنْ بعدهِ وهو ما لا ينكرهُ أحدٌ ، من تلك الهجمةِ المسعورةِ على أخلاقيات المجتمعِ المصريِ عامةً و شريحةِ الشبابِ منه خاصةً و ذلك لتدميرِ أخلاقِه وإفسادِه تحتَ شعارِ الحرياتِ والثقافةِ الجنسيةِ والحريةِ الجنسيةِ وحريةِ الابداعِ وما شابهها من الحججِ الداحضةِ والزائفةِ .
وفي الأُسْبُوعِ القادمِ ... للحديثِ بقية ... إنْ شاءَ ربُّ البرية .