الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تأملات في يوم الجمعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعتذر لأني سأتحدث عن نفسي في البداية، حين كتبت رواية "في كل أسبوع يوم جمعة" لم يكن في ذهني إلا أن يوم الجمعة هذا في تراثنا الشعبي يوم النهايات، هناك أحاديث عن الرسول بساعات يتقبل فيها الله الدعاء فهو يوم للمظلومين، وهناك في التراث الشعبي أن به ساعة نحس فهو يوم لسيئي الحظ، كما أنه يوم صلب المسيح ويوم مقتل الحسين بن علي. والأهم هو اليوم السابع الذي استراح فيه الله عند المسلمين بعد أن خلق العالم في ستة أيام. ظهرت الرواية في عام 2009 قبل ثورة يناير 2011 بسنتين ولم أدع بأي تنبؤ باعتبار أن اليوم في الرواية هو يوم النهايات للعلاقات والناس أو البدايات يوم للقتل أو الخروج من الموقع الافتراضي، فالرواية عن موقع تديره شابة جميلة وأبطالها هم زوار الموقع التي لا تتقبل دخولهم إلا يوم الجمعة.
مضت السنوات الثلاث ونصف على ثورة يناير وأخذ يوم الجمعة شكلا آخر في العام الماضي، وهو خروج مظاهرات الإخوان المسلمين التي لا معنى لها ولا هدف ولن تحقق شيئا، كان يوم الجمعة في العام الأول من الثورة يحقق الكثير، على رأس ما حققه محاكمة مبارك ورجاله. الآن لا يحقق للإخوان المسلمين شيئا غير بعض القتلى منهم أو غيرهم وبعض الجرحى وتعطيل بعض الطرق لبعض الوقت. صار يوم الجمعة يوما لقنابل تنفجر في الناس العاديين ويوما للحرائق في مواصلاتهم أو محلاتهم أو أجهزة الدولة وأضيف إليها الآن ضرب بعض المحولات الكهربية أو الأبراج. كلها أحداث تقل يوما بعد يوم لكن يوم الجمعة هو مناسبتها الكبرى. لم يعد يوم نهايات ولا بدايات كما حدث في الرواية وكما حدث في العام الأول بعد ثورة يناير، صار يوما مضحكا، روتين من الشرور لا أكثر يطول أصحابه بالدرجة الأولى الذين لا يريدون الحياة بيننا إلا على مزاجهم.
زادت الحوادث الخميس الماضي والجمعة بعده لكنها قياسا على ما أثير من استعداد لهذا اليوم- ذكري رابعة- لا تساوي شيئا، في ليلة الجمعة ظهر على الإنترنت أكثر الأشياء إضحاكا وهو جماعة تسمى نفسها كتائب حلوان، لهم نفس الأجسام بطريقة لافتة يقتربون من البودي جاردات كأنهم من جيم– مركز كمال أجسا – واحد ولغة المتحدث مضحكة ويعلنون أنهم ليسوا إخوانا لكنهم يريدون العدل والحرية وتحقيق الإسلام، يا للإسلام الذي ارتكبت باسمه أكبر المجازر وتزداد اليوم، المهم لتشابههم وركاكة لغة المتحدث بدا للكثيرين أنهم صناعة جهة أمنية ما اعتمادا على تراث قديم للأجهزة الأمنية تصنع المشكلة لتنسبها للآخرين وتنفذ ما تريد من قيود علي المعارضة . لكن وزارة الداخلية في يوم الجمعة أصدرت بيانا انها تتعقب هؤلاء وستقبض عليهم في أقرب وقت . وسواء نجحت في ذلك أم لم تنجح فلا أعتقد أن لهم أي قيمة وستكشف الأيام من هم، ولن يتأخر ذلك، قيمتهم في كم الضحك الذي انطلق على مواقع الفضاء الافتراضي.. لماذا حلوان وليس القاهرة؟ وهل هناك كتائب لمصر الجديدة ولمدينة نصر ولكرموز في الإسكندرية وغيرها، هذا الظهور لو حدث في وقت آخر ما تسبب في الضحك، لماذا كان الضحك إذن؟ لأن ما يفعله الإخوان لا يصل إلى شيء ولن يصل إلى شيء ومن ثم فغيرهم مثلهم. الفارق الوحيد أن ما سيفعله غيرهم قد لا يكون يوم الجمعة، وأنا شخصيا أرى أنه لو تم إلغاء يوم الجمعة وعادت الإجازة الأحد مثلما كانت في العصر الملكي سينتهي كل شيء. وسينتهي أكثر لو صارت السبت فهؤلاء جميعا لن يفسدوا يوم راحة اليهود الذين قالت عنهم داعش تعليقا على ما يحدث في غزة، إن ليس في ديننا ما يجعلنا أعداء لليهود.