رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى حسين..وسكت فلاح كفر الهنادوة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار رسام الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين برسومه الكاريكاتورية الكثير من الجدل والانتقادات لما كان لرسومه من قدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانًا، حيث قدم بصورة يومية كاريكاتيرا ساخرا ينقل الواقع بصورة ساخرة وينتقد الأوضاع الخاطئة ويقدم الشخصيات المسئولة في مظهر فكاهي، مما يساهم في إلقاء الضوء على كثير من التجاوزات والانحرافات التي تحدث في المجتمع.

ونجح الثنائى مصطفى حسين وأحمد رجب في رسم البسمة على وجوه المصريين، واستنوا تقليدًا جديدًا في قراءة صحيفتي "الأخبار" و"أخبار اليوم" تبدأ من الصحفة الأخيرة بديلًا عن المانشيت.

وقدم مصطفى حسين الذي رحل عن عالمنا اليوم السبت، عن عمر ناهز 79 عاما، العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية، منها كمبورة، عبدة مشتاق، فلاح كفر الهنادوة، الكحيت، عزيز بك الأليت، عبد الروتين، مطرب الأخبار، عباس العرسة، على الكومندا، ولم تمر تلك الشخصيات مرور الكرام لدى الشعب المصرى الذي يعشق الفكاهة والمرح بل إنها باتت ذائعة الصيت في مصر، وأصبح المصريون يطلقون أسماء شخصيات مصطفى حسين الكاريكاتيرية على من يقابلونهم أويتعاملون معهم في إشارة مكنية إلى تكوينة هذه الشخصية طبقا لما يعكسه رسمها الافتراضي في عالم مطصفى حسين.

وفاة رسام الكاريكاتير مصطفى حسين، تطوى صفحة ناصعة الازدهار في تاريخ فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربى، صفحة بدأت بميلاده في 7 مارس 1935، وتخرجه في كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة قسم تصوير عام 1959، وبداية حياته الصحفية في دار الهلال 1952، وعمله في العديد من الإصدارات الصحفية إلى أن انتقل للعمل في صحيفة «أخبار اليوم» ومجلة «آخر ساعة».

وما بين لحظة الميلاد ويوم الوفاة قدم الراحل العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائي الدولي عن مدينة الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية هذا العام، إضافة إلى الكاركاتير اليومي.

ويعتبر فن الكاريكاتير من أكثر الفنون التشكيلية قربًا لطبيعة الشعوب، فهو من الفنون الراقية التي تعود على المجتمع بفوائد عديدة غير مباشرة، وهو فن ساخر من فنون الرسم، يعكس صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات الاشخاص والاجسام بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي، وهو فن قديم، وكان معروفا عند المصريين القدماء، والآشوريين، واليونانيين الذين قدموا صورًا ومشاهد كاريكاتيرية، حفظها التاريخ، نتيجة لحرص المصري القديم على تسجيلها على قطع من الفخار والأحجار الصلبة.

وقبل أن يستطيع الإنسان الأول أن يصل إلى لغة للتخاطب كان الرسم والصورة وسائل للتعبير بينه وبين جيرانه، واستطعنا التعرف على الحضارات المختلفة من خلال ما تركه الأجداد من رسوم ونقوش ومخطوطات أمكن فك شفراتها والتعرف عليها، وظهرت أول رسوم كاريكاتيرية مهمة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي، وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين، وإما الرومان الكاثوليك خلال الثورة الدينية التي عرفت بحركة الإصلاح الديني، وتطور فن الكاريكاتير كغيره من الفنون مع تطور المجتمعات حتى صار لغة عالمية يمكن أن يقرأها كل شعوب العالم على الرغم من اختلاف أبجدياتهم.

وأنجبت مصر عددًا من رسامي الكاريكاتير البارزين من بينهم جواد حجازى ومصطفى حسين ورمسيس وزخارى ورخا وأحمد إبراهيم حجازى وإيهاب أنور وسارة أحمد فتحى وإسلام جاويش ورضا حافظ وبهجت عثمان وعمرو سليم وياسر حسين وشتا.