السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ماذا أنت فاعل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أحد دروس الدين الإسلامى التى كنت أحضرها لعدم وجود مدرس دين مسيحى فى المدرسة حكى الأستاذ حكاية مازلت أذكرها حتى اليوم، "سأل أحد الأطفال وقد لاحظ أن أباه غاضب منه ويشيح بوجهه ولا يتحدث معه كما اعتاد ولماذا يعاملنى أبى هذه المعاملة التى لم أعتدها منه، هل لم يعد يحبنى كالسابق أم ماذا؟ وأجابت الأم لأنك شتمته، انزعج الطفل وقال أنا! لا يمكن.. لم أشتم أبى أبدًا، قاطعته الأم قبل أن يسترسل قائلة "شتمته حين شتمت (أبوجارنا) فرد عليك بشتيمة والدك".
هذا ما علمنا إياه الدين، وإذا تركنا هذه القصة جانبًا وركزنا على الاستفادة منها فعلى يد من تضع دماء الفلسطينيين الأبرياء، وأقول بملء فمى بعد أن استفدت من هذه القصة من رفض المبادرة المصرية نعم الذى رفض المبادرة المصرية لأن إسرائيل قبلتها والعالم كله ولكن يبدو أن مصر والعالم أجمع متهم بدماء الأبرياء من الفلسطينيين عن حماس التى رفضت المبادرة بحجة واهية أنها لا تحقق طموحات الشعب الفلسطينى! وكأن من طموحات الشعب الفلسطينى أن يقتل ويجرح ويشتت أفراده وتروع نساؤه وأطفاله! أم إن طموحات الشعب الفلسطينى ألا يفاوض على أرضه للحصول على دولته وهذا ما تقول به المبادرة المصرية إم إن طموحاته ألا يجعل القدس الشرقية عاصمة لدولته بعد تأسيسها وهذا أيضًا فى المبادرة المصرية.
عزيزى شعب غزة، من لا يطالب فورًا بوقف إطلاق العدوان هو العدو الحقيقى ومن أضاع الوقت لقبول المبادرة المصرية حتى تصعد إسرائيل من اجتياحها البرى هو العدو الحقيقى, ومن لا يرى القتلى والجرحى والمشردين والمروعين هو العدو الحقيقى ومن يرتمى فى حضن الثلاثى الذى لا هم له إلا مهاجمة مصر هو العدو الحقيقى.
والآن بعد أن عرفت من هو العدو الحقيقى أيها الشعب الكريم.. ماذا أنت فاعل؟ فيا من رفض المبادرة المصرية وزاد من قتلك وعذابك لا تقل الإسرائيليون فقط فالذى خطف المدنيين الثلاثة وقتلهم كان يعلم عاقبة ما فعل على الشعب الفلسطينى كله وقد قلت فى مقال سابق إن كل مرة تخطف حماس جنودًا إسرائيليين وتبقى على حياتهم للتفاوض على إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين.. فلماذا المدنيين؟ ولماذا قتلهم؟ هل لتوريط مصر أو الجيش المصرى؟ ولأن المثل المصرى يقول "اللى حضر عفريت يصرفه" وهناك شبه تعاون بين كل الأطراف على هذا الشعب فيما عدا الشعب المصرى وجيشه العظيم, وصرف العفريت يقع على عاتق الثلاثى وحماس، أما أنت أيها الشعب فللمرة الثانية ماذا أنت فاعل؟ هل ستقع فى مستنقع أن حماس جاءت بالصندوق أم ستفعل مثل الشعب المصرى وجيشه العظيم.. سؤال سيجاوب عليه الزمن.