السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اقطع النور كمان.. عايز اتوب!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما كنا نطالب الدولة بتوفير لقمة العيش والعدالة الاجتماعية لم نكن ندرك أن ذلك سيكون يوما نوعا من أنواع الرفاهية، وأننا سنطالب بالأساسيات الأولية والتى من المفترض أن تكون من البديهيات، وهى الكهرباء والتى أصبحت ضمن كل أساسيات الحياة فكل شىء الآن يدار بالكهرباء حتى المياه التى تصل إلينا فى بيوتنا فإذا انقطعت الكهرباء انقطعت المياه، فبالتبعية اصبحت الكهرباء مثل المياه شريان الحياة وإذا تم قطعها سادت حالة من الشلل التام فى حياتنا، والغريب أن الحكومة فى كل ما تحاول بذله من جهد فى مختلف المجالات تغفل أو تتغافل عن خطورة الأزمة وكارثية تبعاتها، فعندما يبكى رجل أعمال بسبب أن المصانع الخاصة به تتوقف عن الإنتاج تماما ويوميا وأن المولدات لا تغطى ماتحتاج اليه المصانع وان الخسائر اليومية تقدر بالملايين اذن فما تفعله الحكومة هو عبث وإستخفاف بالشعب وإذا مانظرنا للشاب صاحب المشروع الصغير الذي قد استغنى به عن وظيفة لا توفرها له الدولة وقرر ان يعتمد علي نفسه وقد يكون عليه مستحقات واجبة لابد وان يقوم بسدادها او يتم سجنه فيجد انه يخسر يوميا بسبب إنقطاع الكهرباء المستمر علي مدار اليوم ولايستطيع سداد ماعليه من ديون وبالإضافة ان هناك اضرار تلحق بالأجهزة والآلات وقد تدمر تماما بسبب عملية الفصل المفاجيء والعودة المفاجئة للكهرباء . إذن نحن امام كارثة حقيقية وشيكة الحدوث وإذا ما نظرنا جليا للأمر نرى ان الشعب بكافة طوائفه ومع تباين عمله وإختلاف مستوياته فهو خاسرويخسر بصورة مستمرة تكاد تكون يومية. ومن ناحية اخرى وعلي المستوى الإنسانى فالحالة النفسية التى تسيطر علي الشعب غير مبشرة علي الإطلاق وما يقضيه من اوقات فى الظلام وهو عاجز عن فعل اى شيء او إنجاز اى شيء والضيق والحنق والغضب الذي يزداد ساعة بعد ساعة ويوم تلو الآخر لا ينبيء بالخير علي الإطلاق ورغم انى علي يقين ان صبر هذا الشعب لاحدود له وانه يعلم اننا فى مرحلة بناء للدولة وينتظر خروجها من غرفة العناية المركزة . ولكن لاتطلب من الشعب الصبروهو يري اعمدة الإنارة مضاءة نهارا وهو قابع فى الظلام ولاتطلب منه ان يسدد فاتورة عن خدمة لاتصل إليه من الأصل ولاتطلب منه الصبر والكهرباء تأتيه عدد ساعات ضئيلة ولاتضع له مؤشرا لتخفيف الأحمال فأى احمال تلك التى سوف يقوم بتخفيفها اذا كانت الكهرباء منقطعة لذا لابد وان يعلم كل القائمين علي الدولة بدءا من اصغر موظف إلى الرئيس ان الغضب يزداد دقيقة تلو الأخرى ولابد ان يتم معالجة ذلك الآن وفورا قبل ان يصل إلى مرحلة الإنفجار والتي لا نعلم الى اين ستأخذنا؟! ومن سيستخدمها لصالحه؟ فمن يحاول ان يقوم بتخريب مصر مؤكد سيقوم بإستغلال اى خطأ او نقطة ضعف فى الحكومة والحكم .. واقول للرئيس الذي طالب الشعب بالإستيقاظ فجرا للعمل واكد ان العمل هو ماتحتاجه مصر الآن ومن كل الأفراد : كيف ذلك ياسيادة الرئيس والكهرباء يتم قطعها بالساعات ولأكثر من خمس مرات يوميا ؟!! فهل علينا الإستيقاظ فجرا لنجلس فى الظلام او نستعد للذهاب إلى عملنا فى الظلام ونذهب لنجد محل عملنا ايضا ظلام فكيف يستقيم ذلك ؟!! وكيف تطلب من المشلول العاجز ان يتحرك وينتج ؟! وكيف تطلب من المحبط والغاضب والساخط ان يؤدى عمله بحب ويكون فردا إيجابيا فى المجتمع؟! فنصيحتى إليك وإلى رئيس حكومتك ووزير الكهرباء إحذروا غضبة الشعب إحذروها ولابد وان يتم حل مشكلة الكهرباء بأى صورة من الصوروفورا وان لا يتم إستفزاز ذلك الشعب اكثر من ذلك فلايخرج وزير الكهرباء علينا ليبشرنا وهو يبتسم ان الأزمة سوف يتم حلها ولن تنقطع الكهرباء مرة اخرى وذلك فى خلال خمس سنوات من الآن وماهو وجه الإختلاف بينه وبين من طالبنا من قبل ان نرتدى ملابس قطنية ونجلس جميعا فى غرفة واحدة !!
ما هذا التبجح والإستهتار؟!! وهل تنقطع الكهرباء عن منزلك يا سيادة الوزيرمثل حال كل المصريين - بالطبع ماعدا رئيس الحكومة والحكومة بأكملها- وتجلس اكثر من ثلاث ساعات فى الظلام ؟! وهل تحتجز فى الأسانسير لساعات قد تودى بحياتك وهل تنتظر ان تنقطع الكهرباء وتأتى لكى تستقل الأسانسير دون خوف؟! وهل تتناول غداءك او عشاءك فى الظلام ؟! وهل تفسد كل اجهزة منزلك الكهربائية؟ وهل تعجز ان تصطحب والدتك المسنة للمستشفي لتنقذ حياتها وانت تسكن الأدوار العليا؟!
فالمساواة ياسيادة الوزير فى الظلم عدل وإذا كان هناك مخربين فى وزارتك من الخلايا السرطانية الإخوانية الإرهابية - وبالقطع هناك - فالتتخلص منهم فورا ولابد من حل فورى وناجز للأزمة لأنها وبحق أزمة خطيرة ولو لم تكن تدرك ذلك حتى هذه اللحظة فتلك كارثة ومصيبة وإذا ماعجزت عن أداء واجبك ومهامك أو عجزت عن حل الأزمة فالتتقدم باستقالتك من وزارة قطع الكهرباء.
وكلمتى للجميع لا تراهنوا على صبر الشعب كثيرا فالأمر وصل بالتبعية للقمة العيش والمثل يقول (عض قلبي ولا تعض رغيفى) والشعب المصري أعتقد أنه تاب وأناب وما مر عليه من مصاعب كان كافيا لأن يتوب ولا أعتقد أنه سيخرج للشوارع ويصرخ للحكومة والوزير مطالبا
اقطع النور كمان عايز اتوب..!!!