الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قناة السويس.. رسائل الحرب والسلام!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يقل الإعلان عن افتتاح مشروع محور قناة السويس فى الأهمية مثقال ذرة عن إعلان تأميمها فى يوليو عام 1956، فكلا اليومين يحملان دلالة استقلال الإرادة المصرية وقوة عزيمتها فى مواجهة حلف التآمر على المنطقة بأكملها.
القناة التى ضحى المصريون بمئة ألف شهيد يوم حفرها هى أيضًا مَن أعلنت انتصار الدولة المصرية فى مواجهة العدوان الثلاثى، وهى اليوم مَن تعلن مجددًا قدرة الدولة المصرية على تحدى المؤامرات الدولية والإقليمية بإفشالها والعبور عبر القناة ذاتها إلى العالم برسائل التعاون والسلام.
قبل 39 عامًا قال الرئيس الراحل أنور السادات فى حفل إعادة افتتاح المجرى الملاحى (اليوم نفتتح قناة السويس لتكون رسالة سلام إلى العالم، وشريان رخاء وشريان محبة) تلك الكلمات جاءت عقب حرب حملت صفحة قناة السويس سطور انتصاراتها منذ معارك الاستنزاف وحتى العبور العظيم فى أكتوبر 1973، واليوم يأتى افتتاح مشروع محور قناة السويس بعد القضاء على مشروع احتلال مصر على أيدى عصابة الإخوان الإرهابية وبعد إنهاء مخططها لتسهيل السبل أمام الكيان الصهيونى للاستيلاء على قناة السويس من خلال مشروعها المزعوم، وحسنًا فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي أن كشف فى بداية كلمته عن الفارق بين المشروع الذى تبنته عصابة الإخوان فى عهد الخائن مرسى، والمشروع الذى نحن بصدده.
حيث أوضح الرئيس أن اعتبارات الأمن القومى التى وضعها الجيش المصرى لمشروع شرق التفريعة عام 2009 هى ذات الاعتبارات التى بناءً عليها تم وضع خطط مشروع محور قناة السويس للتنمية.
ورغم أن حفر قناة السويس الجديدة مشروع لا يقل هو الآخر أهمية من الناحية التاريخية والحضارية عن بداية حفر قناة السويس فى عهد الخديو محمد سعيد، إلا أن السيسي ومن خلفه الفريق مهاب مميش، حرصا على ألا يكون هذا المشروع فى صدارة حديثهما، وكان جزءًا من إجمالى مشروع محور التنمية؛ بل إن الرئيس لن يُنكر صاحب الفضل فى إيجاد أصل المشروع، وقال بالحرف الواحد المشروع كان موجودًا ومطروحًا قبل سنوات طويلة، وأن الدولة فكرت فيه ودرسته وكان بإمكان الرجل أن يسكت وأن يُركز حديثه على الجانب الجديد فى المشروع لكن صدقه وتواضعه أبَى عليه ذلك.
فارق كبير بين أن يحكمك رئيس عصابة من الهمج، وأن يجلس على عرش المحروسة رجل يدرك حجم الدولة التى يرأس وعظمة الشعب الذى جاء به إلى القصر.
محور قناة السويس لا يحتاج إلى تحليل أبعاده السياسية والاقتصادية بقدر التأمل فيما يحمله من رسائل، وهى ذاتها التى طالما سطرها ذلك المجرى الملاحى للعالم، فكأنه يقول هنا سيُدفن على شاطئي كل معتدٍ، وستغرق فى أعماقي كل سفن الخيانة والتآمر، وهنا أيضًا تمد المحروسة يد السلام والتعاون والرخاء من أجل الجميع، وهذا تقريبًا جوهر ما جاء فى كلمتي الفريق مهاب مميش، والرئيس عبد الفتاح السيسي.