الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ليتنا جميعا "سير" مجدي يعقوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليتنا جميعا هذا الرجل العالم الإنسان الوطني المخلص لعلمه ووطنه وللإنسانية
** إنه السير مجدى يعقوب .. إنه جراح القلب العبقري وصاحب جائزة (فخر بريطانيا) .. إنه من يطلق عليه الإعلام البريطاني لقب (ملك القلوب) .. إنه الحائز على لقب فارس من ملكة بريطانيا..
وقبل هذا وذاك إنه ابن مصر، ابن محافظة الشرقية، ابن كلية طب جامعة القاهرة .. والحائز على وسام قلادة النيل العظمى..
درس الطب فى جامعة القاهرة ومنها انطلق إلى لندن ليتخصص في جراحات القلب والرئتين .. لكنه لم يتوقف عند حدود التخصص، بل اهتم وبحث وعمل على تطوير تقنيات جراحات القلب..
ولأنه الرجل الذى اعتاد ألا يعمل إلا ما يحب، فقد تفوق في كل ما يعمل، وحقق نجاحات غير مسبوقة، فأصبح الجراح صاحب الفترة الأطول لمريض زرع له قلبا جديدا عوضا عن قلبه التالف، وعاش المريض البريطاني (دريك موريس) لمدة 25 عاما بقلبه الجديد الذى زرعه له الدكتور مجدي يعقوب في عام 1980 وحتى عام 2005 حيث توفي بعد ربع قرن فى سابقة هي الأولى..
وهو صاحب المعجزة الطبية فى مجال جراحات القلب، والتي تحدث عنها العالم وأوردتها مجلة "لانست" الطبية العلمية، واعتبرتها حدثا يتساوى فى إحداثه نقلة عظمى على مستوى البشرية، مع حادث هبوط أول إنسان على سطح القمر ..
وهى المعجزة الطبية التى حققها الدكتور مجدي يعقوب مع الطفلة الصغيرة مريضة القلب "هانا كلارك" التى قام بزرع قلب لها وهي فى الثانية من العمر، لكنه لم يقم بنزع قلبها المريض المتضخم والتخلص منه، وتركه في مكانه إضافة للقلب الجديد، رغم ما في هذا من مغامرة وخطورة، وعاشت "هانا" بقلبها الجديد، عاشت تأخذ أدوية مضادة للرفض، وأخذ القلب الجديد يضخ دمائه إلى جسد هانا، وكان في نفس الوقت يضخ الدم أيضا إلى قلبها الأصلي (المتروك) .. ثم بعد 10 سنوات بدأ جسمها فى رفض القلب المزروع وبدأت أدوية الرفض تؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية فى جسم (هانا) ما يهددها بالموت ..
وهنا يقوم الدكتور مجدي يعقوب بتحويل المغامرة القديمة والتي كانت تعد مخاطرة، الى معجزة طبية، ويقرر إزالة القلب المزروع، متوقعا أن يكون القلب القديم قد تعافى ويمكنه أن يعمل من جديد، وتربك هذه الفكرة الجميع حتى كبار جراحي القلب فى العالم، لكنه يقدم على تفعيل الفكرة عمليا بجسارة وبرؤية علمية ثاقبة قائمة على خبرة عظيمة، وتتحقق المعجزة الطبية، وتشفى "هانا" ويباشر قلبها الأصلي عمله وتتوقف عن أخذ الأدوية المضادة للرفض وتنجو من خطر الخلايا السرطانية، وتعود للحياة، وتقف الطفلة "هانا" ذات الـ 12 عشر عاما أمام وسائل الإعلام تبكي وأمها وأبوها فرحا، تحيطها إبتسامة إنسانية طيبة تطل من عيني ملاكها الحارس دكتور مجدي يعقوب (ملك القلوب) ..
** ولايتوقف الأمر عند هذا..
- ففى يوم يقرر دكتور مجدي يعقوب التوقف عن إجراء الجراحات بعد أن أتم الـ 65 من العمر، مقدما علمه وخبراته إلى تلامذته من جراحي القلب الذين تعلموا منه وعملوا تحت إشرافه فى مشروعه (سلسلة الأمل) والذى جاب به مع فريقه البلدان العربية والإفريقية الفقيرة لإجراء جراحات القلب للأطفال وللمرضى الكبار بالمجان..
- ثم يعود الى وطنه الأم، إلى مصر، يعود ليستقر بفريق (سلسلة الأمل) في وطنه.. ليقدم إلى أبناء وطنه خلاصة علمه وخبرته..
** لكنه عندما يعود يختار المكان الأكثر بعدا والأكثر فقرا.. يختار أسوان.
يختار أن يذهب هو وفريقه إلى أقصى جنوب مصر حيث الفقر والمرض وحيث كل شئ صعب وقاس..
ويقيم مركزه لجراحات القلب في أسوان بأحدث التقنيات الطبية وأعلى الإمكانات البحثية، ويتوافد الفقراء من كل مكان لتحقيق حلمهم في الشفاء، ويتحقق حلمهم في الشفاء، في ظل أفضل الظروف الطبية والتمريضية والإشرافية والإنسانية، التى تقدم لجميع المرضى سواسية وبالمجان تماما، على يد فريق كامل متكامل يتميز بأرفع مستوى طبي وإنساني، تحت قيادة (ملك القلوب) الفارس الدكتور مجدي يعقوب.
** واليوم يقوم الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب والعالم الفذ فى مجال الطب، يقوم بعمل سياسي عظيم لم يقم به السادة من السياسيين في مصر، هؤلاء الذين طالما صدعونا لغوا دون فعلا .. والذين طالما أخذوا الكثير تحت عنوان (السياسية) الذين يحملونه .. وللأسف نادرا ما أعطوا لمصر مقابل ما أخذوه.
الدكتور مجدي يعقوب الذي لم يأخذ شيئا بقدر ما أعطى لأهل مصر الفقراء المرضى، يقوم هو (غير السياسي) بفعل سياسي ما أعظمه في هذا التوقيت تحديدا .. حيث يذهب إلى إثيوبيا ليفتتح وحدة عناية مركزة لجراحات القلب فى مستشفى (بلاك ليون) بأديس أبابا، والتى تم تجهيزها بتعاون وتنسيق مابين دكتور مجدى يعقوب والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية..
يذهب الدكتور مجدي يعقوب يرافقه فريق عمل طبي رفيع المستوى من مركز قلب أسوان .. و مصاحبا سفير مصر لدى اثيوبيا السفير ( محمد إدريس ) ، ليقوم بإفتتاح الوحدة الطبية الجديدة وبمشاركة وفد من أعضاء البرلمان الإثيوبي .. يقف وقفة العظماء متواضعا.. مستقبلا كاميرات الإعلام الإثيوبي بإبتسامة خجولة طيبة تطل من وجه مصري أصيل..
وتكون هذه الخطوة من جراح وعالم، هي خطوة سياسية عظمى في وقت هو الأشد حرجا على صعيد العلاقات المصرية الإثيوبية..
يذهب الجراح العالم ليفعل مالم يفعله محترفو السياسة، يذهب ليقول للشعب الأثيوبي .. أتينا إليكم نحن أبناء شعب مصر نمد أيادينا إليكم بالخير، أتينا إليكم لننقذ مرضاكم،  اتينا لننقذ سويا علاقات أخوية تاريخية متجذرة، لا يمكن هدمها ولا تخريبها بين مصر وبين إثيوبيا، بل بين مصر وبين كل بلدان القارة الإفريقية التي أنتم ونحن أبناؤها،
** وشكرا دكتورنا القدير مجدي يعقوب .. شكرا يا ابن مصر وفخرها .. وليتنا كلنا أبناء مصر كنا مثلك..