اعتبر الكاتب الصحفي جيفري جولدبرج قيام حركة حماس بأسْر ضابط إسرائيلي أمس الجمعة بمثابة نقطة تحوّل فارقة في هذه الحرب المصغرة المروعة، متى تأكدت العملية.
وحذر جولدبرج -في مقال نشرته مجلة (ذي أتلانتك) الأمريكية- من أن تعتبر إسرائيل هذه العملية بمثابة دعوة محفورة من جانب حماس لشن ما يشبه الاجتياح الكامل لقطاع غزة
ولخّص أسباب تحذيره في عدد من النقاط: في مقدمتها أن الاتفاق بين الجيش والعائلات الإسرائيلية هو اتفاق بسيط مفاده "أعطونا أبناءكم، وسنبذل كل ما بوسعنا للحفاظ على حياتهم.. بما في ذلك تنفيذ عمليات قتل لجنود الطرف الآخر".
وأكد جولدبرج وجود شبه إجماع في إسرائيل على ضرورة إنقاذ الضابط المفقود، مهما كان الثمن على الإسرائيليين، أو تحديدا على الفلسطينيين في غزة.
كما رصد الكاتب شبه إجماع إسرائيلي على أن حماس تمثل بالفعل تهديدا لا يمكن احتماله.. وأنه لا ينبغي الاقتصار على إدارة خطر صواريخ حماس وأنفاقها، وإنما يجب استئصال هذا الخطر تماما إن كان ذلك ممكنا.
ونوّه جولدبرج عن أن كثيرا من الإسرائيليين يسوغون لأنفسهم، في ظل ما يعتبرونه عجزا أو عدم استعداد عالمي للوقوف على حجم التهديد الحمساوي لدولتهم، أن يتخذوا ما يرونه ضروريا من الخطوات لمحو هذا التهديد.. بعبارة أخرى، لا ينبغي أن يندهش العالم إذا ما سمع في ظل هذه التطورات عن استدعاء الجيش الإسرائيلي قواته الاحتياطية بأعداد ضخمة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ظُهر الجمعة عن أسْر أحد ضباطه العسكريين-هدار جولدين- خلال اشتباكات ضارية شهدتها المنطقة الشرقية لمدينة رفح منذ الساعات الأولى لهذا اليوم مع المقاومة الفلسطينية.. وبهذا ينضم جولدين إلى شاؤول آرون الذي أعلنت كتائب القسام عن أسره قبل اثني عشر يوما.
