السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هدنة إنسانية تنتهي قبل أن تبدأ.. مصر ترفض التوسط بين المقاومة وتل أبيب بعد "خرق" وقف إطلاق النار.. "تقطيع أواصل غزة" شعار إسرائيل الفترة المقبلة.. وخبراء: الحرب وصلت إلى طريق اللاعودة

هدنة إنسانية تنتهي
هدنة إنسانية تنتهي قبل أن تبدأ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل العدوان الصهيوني المتصاعد على غزة يومًا بعد يوم، وتعنت الأطراف المعنية بالصراع والمتمثلة في إسرائيل والمقاومة بعدم الوصول إلى تهدئة لتحقيق أهدافهم المعلنة وغير المعلنة، اعتذرت مصر عن عدم استقبال الوفود الفلسطينية والإسرائيلية، لعدم التزام حماس بالهدنة وخطفها لجندى إسرائيلي، فيما استغلت إسرائيل الفرصة لتوسع عملياتها بشكل أكبر داخل قطاع غزة شرقا وغربا، والبدء في مرحلة تقطيع أواصل غزة وفصلها عن بعضها، لتحقق من هذا هدفها الأساسي من وراء الحرب وهو إيقاف المقاومة عن قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ، والقضاء على إرادة حماس القتالية، وأخيرًا استعادة الجندى الأسير، ورفيقه الذي أسر هو الآخر منذ أيام.

لكن على الرغم من اعتذار مصر عن عدم استقبال الوفود، أعلن الرئيس الفلسطيني أبو مازن تصميمه أن يذهب الوفد الفلسطيني للقاهرة غدًا السبت، للمشاركة في المفاوضات، مهما كانت الظروف لبحث سبل التوصل إلى وقف نهائى لإطلاق النار، وتنفيذ المبادرة المصرية، كاشفًا عن أسماء الوفد الفلسطيني المشارك في المفاوضات، وهم "عزام الأحمد، رئيسًا، ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة، موسى أبو مرزوق، خليل الحية، عزت الرشق، محمد نصر، عماد العلمي، بسام الصالحي، قيس عبد الكريم، زياد نخالة، خالد البطش، ماهر الطاهر".

وفي هذا السياق، أكد خبراء الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أنه لن يتم أي وقف لإطلاق النار خلال الأيام القادمة، لأن كلا الطرفين لم يحققا أهدافهما بعد، وأن هناك حالة من الغليان داخل الشارع الإسرائيلي والضغط على حكومة نتنياهو بضرورة توسيع العملية العسكرية على غزة والقضاء نهائيّا على حماس، فيما تريد الأخيرة من الناحية الأخرى الخروج بأكبر مكاسب من الحرب وكسب شعبية تتفوق من خلالها على السلطة وحركة فتح، الأمر الذي يجعلها تتصدر المشهد الأخرى في أي تسويات مستقبلية.


نقطة اللاعودة

في البداية، علق اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، على قرار مصر بالاعتذار عن عدم استقبال الوفود الفلسطينية والإسرائيلية بعد خرق حماس للهدنة واختطافها جنديّا إسرائيليّا، بأن الأطراف المعنية والمتمثلة في المقاومة والجيش الإسرائيلي ذهبت إلى مرحلة الـلاعودة، وأن المشهد العدوانى المستمر منذ نحو 26 يومًا سيظل إلى أن ينهك أحد الطرفين ويعلن وقف إطلاق النار.

وأوضح رشاد، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الصراع بين إسرائيل والمقاومة الآن يحكمه أربعة معايير، أولها تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية لكل طرف، وثانيها أن كل طرف لم يحقق بعد أهدافه السياسية والعسكرية، وثالثها التأييد الأمريكي لإسرائيل في حق الدفاع عن نفسها وعدم وضوح الموقف الأوربي، رابعها غياب الإرادة السياسية العربية.

وأضاف رشاد أن المشهد حتى الآن في صالح حماس لأن الإنجازات التي حققتها من مفاجأة لإسرائيل بالصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، أكثر من الإنجازات التي حققتها تل أبيب أمام حركة المقاومة، لافتًا أن إسرائيل من شأنها أن تعلن وقف إطلاق نار أحادى الجانب، الأمر الذي سيقلب الرأى العام ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وربما يطيح به.

وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن أسر ضابط إسرائيلي من لواء جفعاتي في مدينة رفح على أيدي المقاومة الفلسطينية، وأكد أنه تم إبلاغ عائلة الضابط بذلك في ساعات الصباح.


تصعيد مقبل

بينما يرى رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سمير غطاس، أن إسرائيل استخدمت مسألة خطف المقاومة للجندي الإسرائيلي هدار جولدين، في التوسع داخل قطاع غزة وبالأخص في مدينة رفح الفلسطينية ومناطق أخرى شمال وشرق قطاع غزة، لافتًا أن مستقبل الحكومة الإسرائيلية أصبح على المحك خاصة في ظل اتجاه المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين المتطرف.

وأضاف غطاس، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، أن هناك ضغوطات شديدة على الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي استدعى 16 ألف جندي إضافي أمس، ما يعني أن الحرب ستتواصل خلال الأسبوع القادم.

وأوضح غطاس أن المرحلة القادمة ستشمل حالة من التصعيد العسكري بين الطرفين، لافتًا إلى أن خطف الجندى سيضيف مهمات جديدة على عاتق الحكومة الإسرائيلية عليها أن تنفذها في غزة، مضيفًا أن المرحلة الماضية كان شعارها في إسرائيل القضاء على تهديد الأنفاق والمرحلة القادمة سيكون شعارها استعادة الجندى.

وأكد غطاس أن الوضع داخل إسرائيل الآن لن يسمح ببقاء الجندي الأسير في غزة لسنوات كحالة الجندي السابق جلعاد شاليط؛ لأن وضع الحكومة الإسرائيلية أصبح حرجًا تحت اليمين المتطرف أو الجيش الإسرائيلي والخسائر التي تكبدتها، لافتًا أن إسرائيل باتت في وضع لن يسمح لها بالمساومات.


نتنياهو في مأزق

من جانبه، قال الدبلوماسي محمد عاصم، سفير مصر السابق في إسرائيل: إن الصراع بين إسرائيل والمقاومة يعني المزيد من القتال والخراب، خاصة بعد عملية أسر الجندي الإسرائيلي، لافتًا إلى أنه ليس هناك نية داخل إسرائيل أن تجلس على طاولة المفاوضات في ظل غليان الشارع الإسرائيلي، وضغطه على حكومة نتنياهو لاستكمال العملية وتوسيعها.

وأضاف عاصم في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، أن إسرائيل لديها هدف غير معلن من وراء حربها على غزة، وهو القيام بانتزاع الصواريخ طويلة المدى في غزة، الأمر الذي يحتاج المزيد من الوقت من الجيش الإسرائيلي لتحطيم قدرة حماس على القتال ونزع قدراتها القتالية، إضافة إلى ضمان إسرائيل خوض المزيد من الحروب مع غزة مستقبلًا.

وأوضح عاصم أن غرض حماس من اختطاف الجندي الإسرائيلي صباح اليوم، وأسره، هو امتلاك ورقة تفاوضية قوية تمكنها من الجلوس على طاولة المفاوضات ووضع شروطها، لافتًا إلى أن حماس أيضًا ليست مسيطرة بدرجة كبيرة على باقي فصائل المقاومة، التي من الممكن أن تقوم بأي عملية تجاه إسرائيل دون الرجوع إليها.

وكانت الولايات المتحدة قد حملت حركة حماس مسئولية خرق التهدئة الإنسانية في قطاع غزة صباح اليوم من خلال قيامها بالاعتداء على جنود إسرائيليين في جنوب القطاع.

وقال الناطق بلسان البيت الأبيض أن هذا الحادث يشكل خرقا وحشيا لوقف إطلاق النار، داعيا حماس إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المخطوف.