الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بين رفض التعليق والقبول.. قرار الأنبا بيشوي يثير جدلًا في الأوساط القبطية.. المؤيدون يصفونه بالصائب لأن حق المرأة أن تتزين لزوجها فقط.. وزاخر معترضًا: الالتزام لا يعني معاداة الحرية لأنه مبدأ كتابي

 الأنبا بيشوي
الأنبا بيشوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار قرار الأنبا بيشوي، أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، ورئيس دير القديسة دميانة، بمنع الفتيات ممن تتجاوز أعمارهن الـ11 عامًا، والسيدات من ارتداء البنطال أو وضع مساحيق التجميل، أثناء التناول "أي حضورهن القداس"، ومن تخالف ذلك يتم منعها من التناول، حالة من الجدل في الكنائس والأديرة، في مختلف محافظات مصر، وبين المفكرين القبطيين.
من جانبه، أكد القمص إفرايم يوسف، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بالمنصورة، أن القرار صائب؛ لأن هناك فرقًا بين التواجد داخل الكنيسة وخارجها، وأنه من حق المرأة أن تتزين، لكن لزوجها في المنزل، وخارج المنزل غير مطلوب ولا يصح في وجود القداس أن توجد المرأة بملابس مبهرجة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من القوانين داخل الدولة غير مفعلة، وهذا القرار الكنسي تم تفعيله، واصفًا القرار بمحاولة لتفعيل كل القوانين الكنسية التي تخضع لها الكنيسة المصرية.
وفي سياق متصل، قال الأنبا "شروبيم صليب"، كاهن كنيسة العذراء مريم بمركز جرجا بمحافظة سوهاج: "إن السيد المسيح أوصى المرأة بالاحتشام وألا تكون زينتها الزينة الخارجية، وأن تعمل على جمال قلبها قبل مظهرها"، مضيفا أن الاحتشام يجب أن يكون مدفوعًا عن الاقتناع بكلام المسيح، ثم نابعًا من القلب عن حب الفتاة والسيدة لكلمة الله المباركة.
كما أشار الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، إلى أن الكنيسة الصادر عنها القرار هي من تتحمل مسئوليته، فهي أكثر قدرة على متابعة وضع المسيحيات بالمحافظة، ومدى تقديرهن واحترامهن للكنيسة"، مؤكدا أن الكنيسة تحث المواطنات في دروس الدين على الاحتشام داخلها، وارتداء ملابس لا تثير الغرائز احترامًا للكنيسة وللصلاة المقدسة، لافتا إلى أنه في حالة موافقة البابا تواضروس على هذا القرار، سيتم تعميمه في كل كنائس المحافظة الصادر عنها القرار.
ووصف الأنبا مقار، راعي كنيسة فاقوس والعاشر من رمضان بالشرقية، منع المسيحيات من لبس البنطال والملابس الضيقة ووضع المكياج أثناء تواجدهن بالقداس بالخطوة الطيبة، لحث السيدات على الاحترام والاحتشام وتقدير الكنيسة، مؤكدا أنه قرار صائب ولكن يصعب تطبيقه أو تعميمه، فلكل كنيسة طباعها.
بينما رفض عدد من الآباء المطارنة والأساقفة بالقليوبية، التعليق على القرار بحجة صدور تعليمات من الكنيسة بعدم الإدلاء بتصريحات حول هذا الموضوع، والرجوع إليها في هذا الشأن، مؤكدين أن لكل أسقف الحق في تدبير العمل الرعوي الذي يخص شئون إبراشيته، وتحمله مسئوليتها كاملة، بما لا يضر بصلب العقيدة أو يحدث أزمة.
وفي نفس السياق، أكد القس باقي صدقة، راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الأولى بأسيوط، أن الأنبا بيشوي حر فى آرائه، مشيرًا إلى أنه على الشعب المسيحي احترام قادته والرضوخ وعدم الاعتراض، مضيفا أن كلام الإنجيل هو المرجعية الأساسية، والذي ذكر أنه يجب أن تتحلى النساء باللائق في الملبس والزينة الخارجية، مشددًا على ضرورة الاحترام والتقدير للجميع، ويبقى كلام الإنجيل الفيصل في كل شيء.
ومن ناحيته، صرح المفكر القبطي كمال زاخر، تعليقًا على قرار الأنبا بيشوي، أن الالتزام لا يعني معاداة الحرية، فمبدأ الحشمة كتابي، ولكن الأنبا بيشوي لا يجيد صياغة ما يقول، مشددا أننا أمام خلل في التعليم اللاهوتي، وهذا منتج طبيعي لأربعين سنة تم التركيز فيها على التعليم الأخلاقي، وأنه كان ينتظر أن يكون التعليم اللاهوتي هو الحاضر في ذهنه وبصفته أكبر المطارنة في المجمع المقدس "بعد الأنبا ميخائيل"، كان من الأوجه أن يدعو لمراجعة التعليم اللاهوتي المعاصر، وتجفيف المنابع، متسائلا: ما الذي يدفع مطران بقدر الأنبا بيشوي إلى إصدار مثل هذه التعليمات، والتي تعتبر من بديهيات المسيحية، فلم يكن الأجداد يهتمون بما يلبسون أثناء تواجدهم بالكنيسة، ولم يكن أحد يصدر لهم تعليمات بالحشمة، ولكن كان لديهم وعي كاف وعلم بأنهم في محضر الله، فالتزموا بالملابس التي تليق بمحضر الله، دون صدور تعليمات من أحد.
وطالب زاخر المجمع المقدس أن يضع على طاولته الاهتمام بالتعليم اللاهوتي وعودته عوضًا عن التعليم الأخلاقي، مؤكدًا أن الوقوف اليوم أمام البديهيات التي تسلمتها الكنيسة من الآباء الرسل يؤكد أن التعليم اللاهوتي تم تفريغه من مضمونه.