الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ليبيا.. الإرهاب يبتلع الدولة والشعب يبحث عن منقذ.. محمد الشريف: ليبيا تعيش وضعًا كارثيًا ولا بد من حوار بين كل الليبيين.. محمد بن ناصر: البرلمان الجديد ولد ميتًا لأنه يفتقد سلطة تنفيذ القرار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشتد الأزمة الليبية، ولا أمل في انفراجة، فالأزمات تتوالد وتتشابك وتتعقد ولا حل يلوح في الأفق، فالبرلمان الليبي الجديد قرر عقد جلسة طارئة غدًا السبت، بمدينة طبرق شرق بنغازي، برئاسة النائب أبو بكر بعيرة، أكبر النواب سنًا، لاختيار رئيس البرلمان وتكليف رئيس جديد للحكومة، والبحث عن حلول للنزاع المسلح بين المليشيات شبه العسكرية المتناحرة على السلطة في ليبيا منذ سقوط القذافي عام 2011.
جماعة الإخوان الليبية، اعتبرت أن حرب مليشيات الدروع وأنصار الشريعة ضد حفتر مشروعة، بعد أن اتهمته بأنه يقاتل الإسلاميين، وتحاول أن تختلق المبررات لاستمرار هذه الحرب في محاولة أخيرة لانتزاع السلطة، بعد السقوط الكبير الذي منيت به في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ففي تصريح لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، اعتبر محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الليبية، إن الهجوم على مطار طرابلس الدولي عمل مشروع، لأنه يأتي ردًا على الهجوم الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر، على الجماعات المسلحة الإسلامية في شرق ليبيا، وتجوب مظاهرات شعبية مساء اليوم الجمعة، مدينتي بنغازي وطرابلس، تطالب بحل المليشيات والتشكيلات شبه العسكرية والتنديد بالإرهاب واستعادة مؤسسات الدولة.
ويعول الليبيون على البرلمان الجديد، لعله يكون بداية الطريق لمعالجة حالة الانفلات الأمني، وإنهاء مظاهر التسلح الغير مشروعة، والبدء في بناء المؤسسات الأمنية، واستعادة دولة القانون، في الوقت الذى يرى البعض فيه أن البرلمان الجديد ولد ميتًا، فمعظم القرارات التي سيصدرها لن تجد القوة التي تنفذها، فلا توجد مؤسسات أمنية تكفل تنفيذ هذه القرارات.

وضع كارثي
ويرى محمد الشريف، سياسي ليبي أن الوضع في ليبيا أصبح كارثيًا، فالأمور تخرج عن السيطرة نتيجة غياب مؤسسات الدولة، وتأزم حالة الانفلات الأمني والحرب المستمرة بين المليشيات شبه العسكرية، خاصة في طرابلس وبنغازي، مضيفًا أنه لا بد من أن يكون للقبائل الليبية دور في حل الأزمة سياسيًا، وإنهاء الصراع المسلح حتى لا تتسع دائرته وتدخل ليبيا في حرب أهلية وتصبح مثل الصومال.
وأشار إلى، أنه ليس بإمكان البرلمان الجديد تقديم أي حلول مفيدة للأزمات المركبة في ليبيا، ما يتوحد أبناء الشعب الليبي في وجه قوى الإرهاب الأسود، وتسليم الإرهابيين الأجانب والذين يقاتلون في صفوف مليشيات الدروع وأنصار الشريعة إلى بلدانهم، موضحًا أن الاستقرار لن يعود إلى ليبيا إلا من خلال وحدة الشعب الليبي وتنقية الأجواء من المشاحنات والخصومات الإيديولوجية والقبلية بين الليبيين من خلال حوار يجمع كل أطياف الشعب الليبي، والإفراج عن السجناء وعودة المهجرين.

انتخاب رئيس
ويرى شعبان بن ناصر، الخبير الإستراتيجي الليبي، أن البرلمان الجديد ولد ميتًا، لأنه لا يملك القوة التي تمكنه من تنفيذ قراراته فكل المليشيات التي تملك السلاح وتتقاتل خارج الدولة غير شرعية، إضافة إلى الصراعات الحالية والتي ستشهد تطورًا خطيرًا خلال الأيام المقبلة، بسبب تخوف الجماعات الإرهابية من خروجها من المعادلة السياسية في ليبيا، بعد الهزيمة التي منيت بها جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح العناصر الوطنية.
وتوقع بن ناصر، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تتسع دائرة الحرب في الأيام المقبلة، لتشمل المدن القريبة من طرابلس وبنغازي، وسيزداد عدد النازحين والفارين إلى خارج ليبيا، مشيرًا إلى ضرورة تدارك المخاطر قبل وقوعها من خلال انتخاب رئيس للدولة، يكون قادرًا على أخذ قرارات حاسمة لانقاذ ليبيا واستعادة الدولة، وأن يقوم المجتمع الدولي والإقليمي بدعمه عسكريًا حتى يتمكن من القضاء على مظاهر التسلح الغير شرعية، وحل المليشيات شبه العسكرية ودك أوكار الإرهابيين، محذرًا من استمرار الوضع الراهن والذي شبهه بحرب أهلية أفقية قد تتسع دائرتها لتشمل كل ليبيا، ولتجنب هذه المخاطر لا بد من وقف القتال الدائر وأن يتناسى الشعب الليبي الأحقاد والخلافات السياسية التي ولدت مع ثورة فبراير.
وأن يتوحد الصف باتجاه بناء الدولة، وإنشاء جسم سياسي لها ومنع من يعرقل المسار الديمقراطي في بناء الدولة وأمنها واستقرارها، لأن ليبيا لم تعد تحتمل المزيد من الهرطقات التي خارج نطاق القانون، مضيفًا أنه يأمل من البرلمان أن يكون حاسم ويتخذ كافة الإجراءات السريعة حيال إيجاد جسم رئاسي يقود الأزمة وداعمه بكافة التشريعات اللازمة، وأن يستفيد من أخطاء المؤتمر الوطني السابق.