السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حزب النور يغرد خارج السرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصر حزب النور السلفى على اتخاذ المواقف المائعة والضبابية منذ ظهوره للحياة السياسية وأحيانا يقدم قدما ويؤخر الأخرى، كما حدث كثيرا من قبل وأثناء وجود جماعة الإخوان الإرهابية فى الحكم بل وأيضا بعد سقوطها وحتى الآن فهو يحلم بأن يكون الوريث الشرعى لجماعة الإخوان الإرهابية واحتلال مقاعدهم داخل مجلس النواب الجديد وتشكيل الحكومة انتظاراً للخطة المناسبة من أجل الانقضاض على الحكم وربما إعادة الإخوان للمشهد من جديد وهو ما تحلم به غالبية قواعده حتى لو أنكرت قياداته غير ذلك.
فحزب النور السلفى ومشايخ الدعوة السلفية ما زالوا يصرون على استخدام منابر المساجد لأغراض سياسية ويحلمون بإعادة الشعار السياسى "الإسلام هو الحل" باعتباره بوابتهم لحصد أغلبية مقاعد مجلس النواب ويدخلون فى معارك مع وزارة الأوقاف وأن نسمعه عن تعرض بعض المشايخ لإيذاء لفظي من بعض عناصر الإخوان ربما لا يكون حقيقياً بل فى إطار تمثيليات الحزب أمام الرأى العام.
فالمعسكرات التى أقامها حزب النور مؤخرا لإعداد كوادره لخوض انتخابات مجلس النواب فى أبوقير والعين السخنة والبحر الأحمر تضمنت دروسا وخطبا دينية أكثر منها سياسية ومحاولة زرع الحماس فى نفوس تلك الكوادر لحصد المقاعد من العلمانيين الكفرة بأى ثمن وخاصة حزب المصريين الأحرار والسعى بكل قوة من خلال مجلس النواب القادم لتعديل بعض نصوص الدستور الحالى وهى القضية الأهم له..
ومما يؤكد أن حزب النور يغرد خارج السرب أن الجميع الآن يسارع من أجل التبرع لصندوق تحيا مصر لدعم الاقتصاد المصرى وإخراج مصر من محنتها الاقتصادية وأزمتها المالية ولكن حزب النور يقف بعيدا فى مواقف المتفرجين وهذا ليس بالموقف الجديد فمنذ صعوده للحياة السياسية وحقق الكثير من المكاسب والمغانم المالية ولكنه لم يطلق أى مبادرة للتبرع من أجل مصر منذ أول مبادرة عقب 25 يناير فى عهد وزير المالية السابق سمير رضوان ثم بعد ثورة  30 يونيو فى صندوق 306306 وأخيرا فى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء صندوق تحيا مصر فلم نسمع عن أى تبرع للنور ومشايخ السلفية ولو"بشق تمرة".
فرئيس وقيادات وأعضاء حزب النور السلفى بل وقيادات الدعوة السلفية وخاصة الشيخ محمد حسان ليسوا من فقراء المصريين بل من الأغنياء القادرين ورحلات العمرة المكوكية طوال العام ورحلات الحج أكبر دليل على ذلك والتعاقدات مع القنوات الفضائية ودور النشر لطبع الكتب تؤكد أن لديهم الكثير من الأموال والخير الوفير الذى حققوه من وراء انتمائهم لمصر، ولكنهم يبخلون على مصر دائما بتقديم أى تبرعات أو مساعدات لها وأخشى ما أخشاه أن يكون لدى قيادات حزب النور والدعوة السلفية يقين بأن التبرع لصالح مصر من المحرمات.
فحزب النور وقياداته وشيوخ الدعوة السلفية الذين يعدون العدة هذه الأيام لخوض انتخابات مجلس النواب ويقيمون المعسكرات الشاطئية لتجهيز وإعداد الكوادر ويقيمون الولائم لم يفكروا فى تقديم أى تبرعات لصالح صندوق تحيا مصر ويتابعون سيل التبرعات من فقراء مصر قبل أغنيائهم دون أن يتحركوا لتدشين حملة سلفية لجمع التبرعات لدعم مصر ومساندتها فى هذه المحنة والأزمة الاقتصادية ويبدو أنهم يسيرون على درب جماعة الإخوان الإرهابية سواء قبل 25 يناير أو بعدها فلم نسمع يوما أن قدموا أي تبرعات لدعم مصر حتى بعد وصول مندوبهم المعزول للحكم فكروا فى نهب أموال وثروات مصر ليس التبرع لدعم مصر.
فقد عاصرت وشاهدت بنفسى داخل البرلمان المنحل فى عهد الإخوان وأيضا مجلس الشورى المنحل أعضاء لحزب النور يملكون شركات وبعضهم قام بنقل إدارة هذه الشركات لآخريين بعد عضويته بالمجلس وقد حصلوا على مكافآت مالية كثيرة خلال عضويتهم بالبرلمان والشورى ولو أحسنوا صنعا لقام نواب حزب النور برد هذه المكافآت المالية وتبرعوا بها لصالح صندوق "تحيا مصر" فربما تساعدهم هذه المبادرة على حصد مقاعد بمجلس النواب القادم، ولكنهم يحرصون على أموالهم أكثر من حرصهم على دعم مصر ومساندتها.
فغالبية أعضاء وقيادات حزب النور ورجال ومشايخ الدعوة السلفية يعملون فى الأعمال الحرة ويملكون شركات مقاولات واستيراد وتصدير وشركات صرافة ودور نشر وغيرها ما يؤكد أنهم من عينة رجال الأعمال القادرين ولكنهم يبخلون على مصر بالنذر اليسير مما فتح الله عليهم كما أن الكثير من الجمعيات السلفية التى يديرونها يجمعون من ورائها الكثير من التبرعات ولكنهم يجلسون فى مقاعد المتفرجين والمشاهدين أمام فقراء مصر الذين يتبرعون لصندوق تحيا مصر ولم يحركهم مشهد السيدة الفقيرة المسنة التى تبرعت بقرطها لصالح صندوق تحيا مصر وهو كل ماتملكة من حطام الدنيا..
فعلى رئيس وقيادات حزب النور ومشايخ الدعوة السلفية ألا يصدعونا بعد ذلك بالأحاديث المعادة والأسطوانة المشروخة التى اعتادوا على ترديدها مع كل انتخابات برلمانية وانهم من أشد أبناء مصر اخلاصا لمصر وحبا لها ودفاعا عنها لان الواقع يقول غير ذلك رغم يقينى بان التبرع ليس هو المقياس ولكن عندما تنادى مصر أبنائها فى لحظة صعبة فعلى الجميع أن يلبى النداء ويتبرع بما يقدر عليه لصالح صندوق تحيا مصر للقضاء على مشكلة العوز والتى أنشئ هذا الصندوق من أجلها كما أعلن الرئيس السيسى وعليهم التبرع بقيمة توك توك واحد من إمبراطورية التكاتك التى يديرها ويملكها عدد من قيادات حزب النور فى بعض محافظات مصر وعليهم ترك مقاعد المتفرجين من أجل مصر.
فحزب النور ومشايخ السلفية عليهم أن يقدموا لمصر من أموالهم قبل أن يسعوا لاكتناز أموال جديدة وإنفاقها على كل ما لذ وطلب وإعداد معسكرات التأهيل للانتخابات وأن تصادق أقوالهم أفعالهم حتى لا يكونوا القوم الذين قال الله عنهم سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم" كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون" صدق الله العظيم فعلى حزب النور ان يراجع مواقفة ويغرد داخل السرب المصرى وليس خارجه.