بيزنس الانتحار.. الانهيار الاقتصادي وعدم توفير فرص العمل وراء موت المصريين في ليبيا.. رئيس اتحاد العمال: «العمالة في مصر مش لاقية شغل».. أستاذة علم اجتماع: جماعات متطرفة تجند الشباب بأموال كثيرة

بسبب الخوف من القهر والفقر يذهب المصريون للعمل في ليبيا، وقد مات المئات منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في ليبيا إثر اندلاع الثورة هناك في وقت الربيع العربي، ولعب السبب الذي جعل المصريين الأكثر هربًا إلى ليبيا هو التدهور الاقتصادي، حيث يعاني المصريون منذ عقود من حالة الاقتصاد السيء والتي ظهرت بشدة عقب ثورة يناير وتلاها عصر الإخوان، وأيضًا خوف المستثمرين من العمل في مصر يدفع العمالة المصرية إلى الذهاب لبلد الموت.
في الأسبوع الماضي خرجت رحلة مصر للطيران من مطار جربا التونسي، متوجهة إلى مطار القاهرة وعلى متنها 320 راكبًا مصريًا من العائدين من ليبيا.
في حين أن قوات الأمن الليبية فتحت النيران على المواطنين المصريين أثناء تدافعهم على معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس، حيث يتواجد نحو 15 ألف مصري عالقين بالمعبر، ونتج عن إطلاق النيران مقتل 6 أشخاص مصريين.

وقال عدد من المصريين العائدين عقب وصولهم إلى مطار القاهرة "ربنا يقدرك يا سيسي وتجيب أولاد مصر العالقين بين الحدود الليبية التونسية بعد خروجهم من منفذ "رأس جدير" الليبي ولا يستطيعون دخول تونس وعددهم نحو 10 آلاف بخلاف الذي لم يستطع الخروج من ليبيا".
على جانب آخر تحارب مصر على الحدود لمنع تسلل المصريين إلى ليبيا، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن مطروح، من ضبط 290 شخصًا حال تسللهم الحدود من ليبيا إلى داخل البلاد غربي السلوم بطريقة غير مشروعة، وتواجدهم بمنطقة عسكرية محظور تواجد المدنيين فيها.
وقد أثار ما يحدث للمصريين في ليبيا حفيظة عدد من المهتمين بالشأن العمالي وأساتذة علم الاجتماع الذين أكدوا على أن فرص العمل في مصر ضعيفة والأموال هي التي تتحكم في سفر المصريين للموت في ليبيا.

وقال علي البدري، رئيس اتحاد عمال مصر الحر، إنه سيحضر اجتماعًا مع وزيرة القوى العاملة يوم الإثنين المقبل حتى يتسنى له مناقشة الأزمة التي استنكرها بشدة قائلًا: الموضوع يتطور من يوم لآخر وهناك قتلى أكثر مما أعلن عنه.
وأضاف البدري: "العمالة في مصر مش لاقيه شغل، ولا بد من إيجاد حلول وفرص عمل، مؤكدًا على سفره اليوم للسلوم من أجل رؤية الأزمة بشكل واضح، مناشدًا عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وصدقي صبحي وزير الدفاع، ومعهم بدو السلوم بالتدخل لإيجاد حل فوري وسريع لإنقاذ عمال مصر من الموت.
وأكد البدري أنه ستُعقد العديد من الندوات والاجتماعات مع العمال في الفترة المقبلة لمنعهم من السفر إلى ليبيا بعد حصد العديد من الأرواح هناك.

بينما أكدت الدكتورة زينب شاهين، أستاذ علم الاجتماع، أن سفر العمال المصريين إلى ليبيا نتيجة انعكاس الساحة السياسية، وعدم وجود لقمة العيش في مصر، وعوامل الجذب أكثر من عوامل الطرد والعكس صحيح في مصر.
وقالت إن هناك حالة من الاستقطاب الخاص بتجنيد الشباب المصري هناك بأموال كثيرة من جماعات متطرفة، والأموال هي المتحكم الرئيسي في الأزمة.
بينما يرى أحمد حرك نائب رئيس اتحاد العمل السابق، أن ما يحدث كارثة، ولكنه يعتقد أنه بعد انتخاب المشير السيسي كرئيس للجمهورية وإعلانه عن مشاريع قومية ستحتاج إلى عمالة سينتهي سفر المصريين للخارج.
وقال: "نحتاج إلى سنة واحدة فقط من أجل البدء في مشروعات قومية توفر فرص عمل، وكل العمالة المصرية في الخارج ستعود بأجر مناسب".